"الثوري الإيراني" يؤسس مكاتب لتجنيد الشباب

  17 ابريل 2019    قرأ 490
"الثوري الإيراني" يؤسس مكاتب لتجنيد الشباب

شكل إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب الأمريكية رسميا، ضربة موجعة للنظام الإيراني، بما يحد نشاطاته غير المقبولة في منطقة الشرق الأوسط.

من جانب آخر كشف فريق التواصل الإلكتروني الأمريكي التابع للخارجية الأمريكية مواصلة الحرس الثوري الإيراني تجنيد المزيد من السوريين لصفوفه من خلال مكاتب تجنيد تابعة له في سوريا.

وقال الفريق الأمريكي في بيان له "تستغل هذه المكاتب الشبّان من أبناء المنطقة، لضمهم إلى صفوف الحرس الثوري الإيراني، ويتمتع الحرس الثوري في هذه المناطق بصلاحيات أكبر من تلك التي تتمتع بها فصائل أخرى تتبع للنظام، ما يعد حافزاً إضافياً للشبان للالتحاق بصفوفه".

وحرص الحرس الثوي الإيراني، المصنف كمنظمة إرهابية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، على استقطاب أعداد كبيرة من الشباب في منطقة الشرق الأوسط، لاستخدامهم في تنفيذ مخططاته في زرع الفتن وبث المؤامرات على الأراضي العربية، مستخدما في ذلك مكاتب تجنيد سرية تنتشر في عدة دول عربية يحاول من خلالها حشد أكبر عدد ممكن من الشباب عن طريق إغراءات مادية للانضمام إليه.

وفي سوريا، واصل الحرس الثوري الإيراني ضم المزيد من السوريين لصفوفه من خلال مكاتب تجنيد تابعة له بمناطق سورية عدّة في ريف دير الزور، حيث يهتم الإيرانيون بنشر هذه المكاتب بشكل خاص في دير الزور وريفها وهي مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام، وترى طهران أن ممرها البري مرورًا بالعراق يمر من هذه المناطق وصولا للبنان.

وتستغل هذه المكاتب الشبان من أبناء المنطقة، لضمهم إلى صفوف الحرس الثوري الإيراني، حيث يتمتع في هذه المناطق بصلاحيات أكبر من تلك التي تتمتع بها فصائل أخرى تتبع للنظام، ما يعد حافزا إضافيا للشبان للالتحاق بصفوفه.

وتعد مدينتي البوكمال والميادين معقلا لهذه المكاتب، ويضطر بعض شبانها للقبول بالانضمام إلى الحرس الثوري مقابل الحصول على بعض المال وسط تراجع فرص العمل في بلد أنهكته الحرب منذ أكثر من ثماني سنوات.

ويشترط الحرس الثوري اعتناق هؤلاء الشبان للمذهب "الشيعي" مقابل السماح لهم بالانضمام إليه وحصول كل منهم على رواتب تقدر بنحو 150 دولارا أمريكيا في الشهر الواحد، بالإضافة لمساعدات عينية أخرى كالمواد الغذائية ومستلزمات المدارس، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما سعى الحرس الثوري على استدراج الشباب العراقي بهدف تجنيدهم للقتال في مناطق الصراع الإقليمي، حيث تقوم الميليشيات العراقية الموالية لإيران بعمليات التجنيد في أماكن سرية، وتعتمد على إغراء الشباب الضعفاء للانضمام إلى صفوفها عن طريق المال أو الابتزاز والإكراه.

ويعتمد الحرس الثوري على بعض وكلائه مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله في العراق وحركة النجباء، في إدارة عمليات التجنيد من خلال مكاتبها التي تستقطب سرا المراهقين والشباب من عائلات فقيرة وتغريهم بالمال، بما في ذلك عبر دفعة أولية كبيرة لكل متطوع تصل في بعض الأحيان إلى تسعة آلاف دولار، وتتخصص بعد ذلك لهم أو لعائلاتهم رواتب شهرية، وفقا له.

وتنتشر تلك المكاتب بشكل أخص في محافظة ديالي، التي تتولى إدارتها عصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي، وتم في الآونة الأخيرة افتتاح عدد منها في محافظة نينوي، وتحديدا في منطقة سهل نينوي.

وفي اليمن تنتشر مكاتب لتجنيد الشباب، وبالأخص يتم التركيز على الشباب الأفارقة حيث يتم استقطابهم وتأهيلهم لإخضاع حياتهم من أجل الحرس الثوري، وهو ما كشفه تقرير للجيش اليمني عن حجم المرتزقة الأفارقة المقاتلين في صفوف ميليشيا الحوثي، مع أسرى أفارقة أظهر الدور الإيراني في نقل وتجنيد وتدريب المرتزقة الأفارقة من قبل الحرس الثوري الإيراني، ونقلهم إلى اليمن دعمًا لميليشيا الحوثي.

وفي إطار استراتيجية واشنطن لتقليص نفوذ الحرس الثوري الإيراني وتجفيف منابع مصادره المالية، سيتم تضيق الخناق على مصادر الدعم المالي للحرس الثوري الذي تشير تقارير إلى أنه يستحوذ على ثلث الاقتصاد الإيراني.

كما وجهت أواشنطن، نداءً إلى المراكز الدينية والجالية العراقية في الولايات المتحدة من أن التعامل والتعاطف مع الحرس الثوري الإرهابي يعتبران جريمة إرهابية كبرى.

وحذرت الولايات المتحدة جميع مكاتب الصيرفة في العراق من أن أي تعامل مع الحرس الثوري الإيراني يعتبر عملا إرهابيا وجريمة دولية.

كما حذرت الولايات المتحدة كل البنوك العراقية، بأن أي تعامل أو تعاون مع أي عنصر مقرب من الحرس الثوري الإيراني يعتبر جريمة إرهابية.

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على مجموعة من الأفراد الشركات، تقول إنهم شكلوا شبكة دولية للمساعدة في جمع ملايين الدولارات لتمويل عمليات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

من جانبه شدد المبعوث الأمريكي بشأن إيران برايان هوك على أن تقديم الدعم المادي إلى الحرس الثوري الإيراني يُعد الآن جريمة فيدرالية.

وأوضح في تصريحات نشرها فريق التواصل الالكتروني التابع للخارجية الأمريكية على صفحته في تويتر أن "أي شركة تفكر بالقيام بأعمال تجارية مع إيران يجب أن تأخذ على محمل الجد المخاطرة المتمثلة في قيامها بتقديم دعم مادي إلى الحرس الثوري، وربما تتحمل مسؤولية جنائية فيدرالية.

وأدرجت الولايات المتحدة الأمريكية، الاثنين، "الحرس الثوري الإيراني"، رسمياً على لائحة المنظمات الإرهابية، مما يشكل بحسب خبراء ضربة قوية لنظام الحكم في طهران، باعتبار أن الحرس الثوري يعتبر يد إيران الطولى لتنفيذ عمليات إرهابية في العديد من دول العالم.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبر، أن الحرس الثوري، يشارك بفاعلية في تمويل ودعم الإرهاب باعتباره أداة من أدوات الدولة الإيرانية، مضيفا أن "الحرس الثوري يشارك بفاعلية في تمويل الإرهاب والترويج له باعتباره وسيلة لتفكيك الدول".

وتعد هذه المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسمياً قوة عسكرية في بلد آخر منظمة إرهابية.

وكانت الولايات المتحدة أدرجت عشرات الكيانات والأشخاص على قوائم سوداء لانتمائهم للحرس الثوري، لكنها لم تدرج القوة بأكملها على تلك القوائم.

وتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية أجنبية سيكون له تأثير سياسي واقتصادي، إذ سيعيق أعمال الحرس الثوري وسيضاعف من تأثير العقوبات الموجودة بالفعل ضد المجموعة، حسب تقرير لمركز "أكسيو" الأمريكي.

ووفقاً لخبراء، فإن وضع الحرس الثوري على قائمة العقوبات الأمريكية الخاصة بالمنظمات الإرهابية الأجنبية، متسق مع استراتيجية الضغط القصوى لترامب، إذ أنه يزيد من الضغوط الاقتصادية على إيران في الداخل والخارج.

ويعني تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية أيضاً فرض عقوبات على أي مؤسسات مالية أو مصارف تتعامل مع الحرس الثوري، ومن شأن التصنيف أن يزيد من خطورة إقامة أي علاقات اقتصادية أو تجارية مع إيران.

24ae


مواضيع:


الأخبار الأخيرة