أستراليا لا تخشى عودة دواعشها

  28 ماي 2019    قرأ 707
أستراليا لا تخشى عودة دواعشها

لا يزال القلق يساور حكومات حول العالم حول حل أزمة العائدين من مقاتلي داعش في سوريا والعراق، والذي يعد معضلة كبرى، حيث يخيم الغموض على مصير عناصر التنظيم الإرهابي الذي رغم الإعلان عن سقوطه نهائياً في مارس (آذار) الماضي، إلا أنه مازال يمثل تهديداً كبيراً .

وكشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اليوم الإثنين أن المراجعات الأمنية التي أجرتها وكالات الاستخبارات، بما في ذلك جهاز المخابرات الأسترالية ASIO، قدمت توصيات بالسماح للمقاتلين المنتمين لتنظيم داعش وعائلاتهم الذين فروا إلى أراضي التنظيم في سوريا والعراق بالعودة إلى بلادهم.
وفي وقت سابق من هذا العام، أفاد جهاز مخابرات الحكومة الفيدرالية، أن مقاتلي داعش لا يشكلون تهديداً لأستراليا إذا تم احتجازهم أو مراقبتهم من داخل البلاد.

توصيات
وفضل وزير مكافحة الإرهاب في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، أنتوني روبرتس، عدم الحديث عن تفاصيل التوصيات، ولكنه قال إنه "يوافق على عودة مقاتلي داعش الأستراليين إلى البلاد"، وفقاً للصحيفة.

وقال "بصراحة تامة، من مصلحتنا أن يكون هؤلاء الأشخاص رهن الاعتقال داخل البلاد وليس خارجها، ومن مصلحتنا أيضاً وجودهم هنا في أستراليا حيث يمكن مراقبتهم أو وضعهم قيد الاحتجاز أو تحت المراقبة".

وأضاف الوزير الأسترالي " يمكن أن يكون هنالك أشخاص متطرفين خارج البلاد ويعطون التعليمات والأوامر إلى متطرفين آخرين هنا، ويرسلوا لهم معلومات حول كيفية القيام بأعمال إرهابية داخل البلاد، لذا من الأفضل لنا أن نسمح لهم بالعودة ونجعلهم تحت أعيننا في مراكز مخصصة".

وبحسب الصحيفة، تم نقل التوصيات إلى الحكومة الأسترالية بعد قيام جهاز المخابرات بمراجعة ملفات العائدين المحتملين.

العودة
وبحسب تقديرات غير رسمية يعتقد أن أكثر من 200 أسترالي فروا من بلادهم منذ 2012 للانضمام إلى صفوف تنظيم داعش في العراق وسوريا.
ويمنع حالياً المقاتلين الذين تزيد أعمارهم عن 14 عاماً من العودة إلى أستراليا لمدة تصل إلى عامين، إذا كانوا يشكلون تهديداً للمجتمع.

ولكن أحد كبار ضباط المخابرات أكد أن جهاز الاستخبارات كان يدعم إعادة المقاتلين وعائلاتهم إلى منازلهم على الفور.

وبحسب الصحيفة، قال مصدر من المخابرات إن "وكالات المخابرات لدينا هنا وفي الخارج على حد سواء تريد في الواقع عودة هؤلاء من مناطق الحرب ووضعهم في بيئة خاضعة للسيطرة والمراقبة".

والجدير بالذكر أن الحكومة الفدرالية خصصت 570 مليون دولار إضافية للشرطة الفدرالية ووكالة الاستخبارات في الميزانية الأخيرة بهدف تمكينهم من جمع معلومات استخباراتية إضافية من دول تشهد حروباً، وينشط فيها المقاتلون الأستراليون الذين يرغبون بالعودة إلى استراليا.

وتجري السلطات الأسترالية حالياً اتصالات مباشرة مع 5 من المواطنين الأستراليين الذين فروا للانضمام إلى تنظيم داعش ويرغبون في العودة إلى بلادهم.

البداية مع الأطفال الثلاثة
وفي حين بدأت الضغوطات على الحكومة الفدرالية تعود للتعامل مع ملف الأطفال والنساء الذين يقدر عددهم بـ 70 والمحتجزين في مخيم الهول للاجئين في سوريا، بعد أن وافقت السلطات الاسترالية لإجراء فحوصات عينات الحمض النووي DNA لإثبات هوية 3 أطفال قبل إخراجهم من مناطق النزاع وإعادتهم إلى استراليا.

وبحسب مصادر مقربة من السلطات ومطلعة على الملف، فإن هؤلاء الأطفال الثلاثة ممن كانوا يعيشون في مدينة ملبورن قبل توجه ذويهم إلى سوريا والانضمام إلى داعش سيكونون في طليعة العائدين إلى استراليا.

وعن هؤلاء الاطفال، كشفت الصحيفة أن أعمارهم تتراوح بين 8 أعوام و 12 عندما انضم والداهما إلى التنظيم الإرهابي في 2014، قبل بدء السلطات عمليات توقيف المتشددين من السفر إلى الشرق الاوسط.

وتعمل السلطات الأسترالية على إيجاد أقارب للأطفال في ملبورن بعد مقتل الوالدين في سوريا، لكن المهمة صعبة خاصة أن أحد الوالدين ولد خارج أستراليا.

وعن طريقة إعادتهم، أشارت الصحيفة أن السلطات المعنية ستنقل الأطفال إلى لبنان أو العراق وستتم إعادتهم إلى استراليا عبر سفارات البلاد المتواجدة في أحد البلدين.

وأكد وزير الأمن الداخلي بيتر داتون أن الحكومة لن تعرض حياة أي أسترالي في محاولة لإنقاذ الأطفال أو أي مواطن أسترالي في سوريا والعراق.

وكان الأطفال يناشدون المساعدة في العودة إلى أستراليا، إلا أن رئيس الوزراء الأسترالي، قال إنه "لن يعرض مواطنيه للخطر عن طريق استعادة المتطرفين الأستراليين من حروب الشرق الأوسط بعد أن طلبت أرملة مقاتل بتنظيم داعش إعادة أطفالها إلى البلاد من مخيم للاجئين السوريين".

وصرح سكوت موريسون للصحافيين بأن الأستراليين الذين أخذوا عائلاتهم لمناطق الحرب للقتال في صفوف داعش عليهم تحمل مسؤولية أفعالهم.

وجاءت تصريحاته بعد مقابلة أجرتها هيئة الإذاعة الأسترالية مع أرملة مقاتل أسترالي بتنظيم داعش تدعى زهرة دومان في مخيم للاجئين شمالي سوريا قالت إنها "تعيش مع ابنها الصغير وابنتها البالغة من العمر 6 أشهر، والتي تعاني من سوء تغذية، منذ فرارها من قرية الباغوز".

وذكرت دومان في المقابلة: "أردت المغادرة منذ عامين، لكن لا أحد يفهم أنه لا يمكن مغادرة مكان ما دون أموال، ولا تتوافر لدي أموال. الأمر يشبه سقوط شخص في حفرة".

وقالت: "الأمطار تسقط علينا، ليس هناك بطاطين، نشعر بالتجمد. لا أمتلك بطانية لابنتي، إنها تبلغ من العمر ستة أشهر فقط، إنها تشعر بالبرد. لا أستطيع تدفئتها".

وفي سياق متصل، كشفت زهرة في فيديو صوره أحد عمال الاغاثة في سوريا عن أنها كانت أيضاً الصديقة المقربة لزوجة الاسترالي الداعشي خالد شروف والذي قضى في غارة جوية للتحالف مع ابنيه، كشفت أن أبناء خالد الثلاثة الآخرين ما زالوا على قيد الحياة.

وبحسب زهرة، فإن زينب خالد شروف وهدى وحمزة خالد شروف وأعمارهم 17 و 16 و 9 أعوام تباعاً.

24ae


مواضيع:


الأخبار الأخيرة