ويستخدم المرضى بعد استئصال أورام الثدي مثبطات إنزيم الأروماتيز، وهو إنزيم ضروري لتصنيع هرمون الاستروجين الذي تحتاج إليه الخلايا السرطانية للنمو، ولكن في غضون عقد من الزمان بعد العملية الجراحية، فإن نحو 30 في المائة من المرضى سوف ينتكسون وتعاود الأورام السرطانية الهجوم، لأن الخلايا السرطانية تكيفت مع الدواء، والأسوأ من ذلك؛ عندما يعود السرطان فإنه ينتشر عادة حول الجسم، وهو أمر يصعب علاجه.
وفي بحث سابق، اكتشفت المجموعة البحثية نفسها أن الخلايا السرطانية تصبح مقاومة لمثبطات إنزيم الأروماتيز عن طريق صنع مصدر بديل يمنحها الطاقة، واكتشفوا أنه عندما تمنع مثبطات الأروماتيز الاستروجين عن الخلايا السرطانية، فإنها تلجأ لخيار بديل هو زيادة إنتاج الكوليسترول، الذي تستخدمه بعد ذلك للحصول على الطاقة للبقاء على قيد الحياة، وهذا يعني أنه إذا عاد السرطان، فإنه لن يعود بالإمكان قتله بالنوع نفسه من الأدوية.
وفحص الفريق البحثي بالمختبر في بحثه الجديد خلايا سرطان ثدي بشرية تم الحصول عليها من المرضى، ووجدوا أن المفتاح الذي يعمل على تشغيل الجينات التي تزيد من إنتاج الكولسترول، وينشط أيضاً الجينات التي تجعل الخلايا أكثر صلابة وقوة لغزو الأنسجة القريبة، هو بروتين «الكيراتين 80».
ووجد الفريق البحثي نسبة كبيرة من البروتين في الخلايا السرطانية لدى النساء اللائي انتشرت الخلايا السرطانية حول أجسامهن.
وتقول الدكتورة لوكا ماجناني، من قسم الجراحة والسرطان في جامعة «إمبريال كوليدج» والباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره موقع الجامعة أمس: «هناك حاجة الآن إلى إجراء مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج، وفي حال تأكدها نكون قد وضعنا قدماً على طريق التوصل إلى حل يساعد في علاج سرطان الثدي الذي يعود وينتشر في جميع أنحاء الجسم». وتضيف: «عودة الورم أحد أكبر التحديات التي تواجه الباحثين في مجال السرطان، ومن خلال معرفة كيفية تطور الأورام لمقاومة العقاقير، يمكننا إيجاد طرق جديدة لعلاج السرطان بشكل فعّال، أو حتى منع تطورها»
مواضيع: