دراسة: الأنشطة البشرية مسؤولة عن تفشي الفيروسات والأمراض

  09 ابريل 2020    قرأ 681
دراسة: الأنشطة البشرية مسؤولة عن تفشي الفيروسات والأمراض

قد تصبح أوبئة مثل كورونا الجديد الذي يتفشى في العالم أكثر شيوعاً، مع تسبب النشاط البشري في تدمير موائل طبيعية، ما يدفع بحيوانات برية حاملة لأمراض على الاقتراب أكثر من الإنسان، وفق ما أظهرت دراسة نُشرت اليوم الأربعاء.

وأدى الصيد غير القانوني، والزراعة الآلية، وأنماط الحياة الحضرية المتزايدة، إلى فقدان التنوع البيولوجي بشكل كبير في العقود الأخيرة، وزوال تجمعات حيوانات برية، وزيادة أعداد مواشي المزرعة.

ويعود قرابة 70% من مسببات أمراض البشر إلى الحيوانات، أي أنها في مرحلة ما تنتقل من الحيوان إلى الإنسان كما هو الحال مع الفيروس الحالي.

ودرس باحثون في الولايات المتحدة، أكثر من 140 فيروساً انتقلت من الحيوان إلى الإنسان، وقارنتها مع لائحة الفصائل المهددة الصادرة عن الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.

ووجد الباحثون أن حيوانات المزارع، والثدييات، والخفافيش، والجرذان تحمل أكبر عدد من الفيروسات الحيوانية المصدر، بقرابة 75%.

لكنهم توصلوا أيضاً إلى أن خطر الانتقال من الحيوان إلى الإنسان أعلى، عندما تكون فصائل ما مهددة بالاستهلاك المفرط وخسارة موائلها الطبيعية.

وقالت رئيسة فريق الأبحاث في كلية الطب البيطري في جامعة كاليفورنيا كريستين جونسون: "توضح بياناتنا أن استغلال الحياة البرية وتدمير الموائل الطبيعية بشكل خاص، وراء حالات انتشار أمراض، ما يعرضنا لخطر أوبئة معدية تنجم عنها".

وفي العام الماضي حذرت لجنة حول التنوع البيئي تابعة للأمم المتحدة من خطر انقراض ما يصل إلى مليون من الأصناف الحيوانية نتيجة للأنشطة البشرية.

وأظهرت التقديرات أن 75%من الأراضي و50% من المحيطات تدهورت بشكل كبير بسبب الإنسان.

ضغط كبير
وتتسبب إزالة الغابات خاصةً في ضغط كبير على الحيوانات الثديية البرية التي تكافح للتكيف مع تضاؤل موائلها.

وفيما نتعدى أكثر على مواطنها تُضطر الحيوانات البرية على التواصل أكثر مع البشر ما يضاعف خطر ظهور فيروس آخر، مثل كورونا.

وقالت جونسون: "نغير الطبيعة بإزالة الغابات، وتحويل الأراضي لزراعة محاصيل، أو تربية ماشية، أو بناء تجمعات سكنية".

وأضافت "هذا أيضاً يزيد وتيرة وقوة التواصل بين البشر والحيوانات البرية، ما يوفر ظروفاً مناسبة جداً لانتشار فيروسات".

ولا يزال العلماء يعملون على معرفة كيف انتقل كورونا الجديد إلى الإنسان، ومن الحيوانات التي يشتبهون فيها الخفافيش، والبنغول، والتي تعد أطعمة رائجة في الصين أين ظهر الفيروس للمرة الأولى.

ودعا ناشطون بيئيون إلى حظر دولي على تجارة الحيوانات البرية في أعقاب تفشي الوباء ومنعت الصين أكل الحيوانات البرية.

وحضت منظمة غرينبيس اليوم الأربعاء، الاتحاد الأوروبي على الدفع نحو حظر عالمي "لحماية الصحة العامة والتنوع البيئي في أنحاء الكرة الأرضية".

لكن كورونا الجديد تسبب أيضاً في إرجاء محادثات مهمة للأمم المتحدة حول التنوع البيئي، فيما تفيد العديد من مجموعات السكان الأصليين بزحف متزايد لعمال مناجم غير شرعيين، وصيادين غير قانونيين، في غابات استوائية.

وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة "بروسيدينغز اوف ذي رويال سوساييتي بي"، انتشار أمراض ذات مصدر حيواني في حيوانات تُولد بأعداد كبيرة للزراعة.

وقالت جونسون: "عندما نتخطى طوارئ الصحة العامة هذه، نأمل أن يتمكن أصحاب القرار من التركيز على الجاهزية لمواجهة الأوبئة، ومنع خطر الأمراض ذات المصدر الحيواني، خاصةً عند وضع سياسات للبيئة، وإدارة الإراضي، والموارد الحيوانية".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة