دول عدة تتّجه بحذر نحو تخفيف إجراءات العزل المفروضة

  20 ابريل 2020    قرأ 659
دول عدة تتّجه بحذر نحو تخفيف إجراءات العزل المفروضة

تتجه عدة دول بحذرٍ نحو تخفيف القيود الهادفة للحد من تفشي وباء كوفيد-19، مع بدء إجراءات العزل بتحقيق نتائج على ما يبدو، رغم أن أعداد الضحايا لا تزال كبيرة كما في الولايات المتحدة حيث تجاوزت الوفيات الأربعين ألف حالة.

وستسمح ألمانيا اليوم الإثنين بإعادة فتح المتاجر التي لا تزيد مساحتها عن 800 متر مربع، وباتت بذلك الدولة الأولى في أوروبا التي تبدأ عملية بطيئة لتخفيف إجراءات العزل، وتسجل في القارة الأوروبية أكثر من ثلثي عدد الوفيات في العالم البالغ 164 ألفاً.

واعتبر وزير الصحة الألماني ينس سبان أن الوباء في بلاده تحت السيطرة ويمكن إدارته، بعدمت سُجّلت أكثر من 135 ألف إصابة بالمرض ونحو 4 آلاف وفاة.

وأشارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أن "نجاح المرحلة يُعتبر ضعيفاً"، وحذّر أرمن لاشيت، حاكم مقاطعة شمال الراين وستفاليا، إحدى المناطق الألمانية الأكثر تضرراً من الوباء، أنه "لن نتمكن من عيش حياتنا القديمة قبل وقت طويل".

وتسجّل دول عدة تراجعاً في عدد الإصابات والوفيات على غرار فرنسا (نحو 20 ألف وفاة) وإسبانيا (نحو 20500 وفاة) وإيطاليا (أكثر من 23 ألف وفاة)، بعد أسابيع من الارتفاع ما يسمح للحكومات بالتفكير في الأسابيع المقبلة بتطبيق أولى إجراءات رفع العزل.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب أمس الأحد "نحن لم نخرج من الأزمة الصحية لكن الوضع يتحسّن تدريجياً، ببطء ولكن بثبات"، وتعتزم فرنسا، الدولة الرابعة في العالم الأكثر تضرراً من الفيروس من حيث عدد الوفيات بعد الولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا، البدء برفع اجراءات العزل اعتباراً من 11 مايو(أيار) المقبل، لكن سيكون ذلك بشكل تدريجي.

وحذّر فيليب من أن "حياتنا اعتباراً من 11 مايو(أيار) المقبل لن تكون الحياة نفسها التي كانت ما قبل العزل، سيترتب علينا تعلّم العيش مع الفيروس".

وفي إيطاليا، ذكّرت السلطات أن أولى تدابير تخفيف العزل لن تُتخذ قبل 3 مايو(أيار) المقبل، لكن الشركات تعيد فتح أبوابها شيئاً فشيئاً حتى ولو كان ذلك بشكل جزئي مترافق مع العديد من التدابير الوقائية.

وكتبت شركة "جيوليتي" الشهيرة المصنّعة للمثلجات في روما على حسابها على موقع انستغرام "نحن عدنا!"، معلنةً بذلك استئناف عمليات تسليمها غداً الثلاثاء.

وفي إسبانيا، أعلن مدير مركز الطوارئ الصحية فرناندو سيمون أن عدد الوفيات اليومي تراجع للمرة الأولى منذ 22 مارس(أذار) الماضي إلى ما دون عتبة الـ500، مع 410 وفيات أمس الأحد.

وسيتمّ إغلاق المشرحة الميدانية التي أُقيمت في حلبة للتزلج في مدريد بعد غد الأربعاء بعدما استقبلت أكثر من ألف نعش، واعتباراً من 27 أبريل(نيسان) الجاري سيُسمح بخروج الأطفال من المنازل بعدما كان ذلك ممنوعاً منذ 14 مارس(أذار) الماضي.

وفي النرويج، حيث تعتقد السلطات أن "الفيروس أصبح تحت السيطرة"، أعادت دور الحضانة فتح أبوابها اليوم الإثنين وسيتم رفع منع الإقامة في المنازل الثانوية، بعد 5 أسابيع ونصف من الإغلاق، وفي مرحلة ثانية تبدأ في 27 أبريل(نيسان) الجاري، سيُعاد فتح المدارس والجامعات.

وفي المقابل، تم تمديد العزل الذي فرض في 23 مارس(أذار) الماضي في المملكة المتحدة إلى ما لا يقلّ عن 3 أسابيع، حيث لا تعتزم الحكومة حتى الآن رفعه، وبريطانيا هي إحدى الدول الأكثر تضرراً من الفيروس في أوروبا بتسجيلها أكثر من 16 ألف وفاة في المستشفيات، وهي حصيلة لا تتضمن الوفيات في دور العجزة أو في المنازل.

وفي الصين، ستفتح مدارس مقاطعة هوباي (وسط)، بؤرة تفشي وباء كوفيد-19، أبوابها اعتباراً من 6 مايو(أيار) المقبل لطلاب المرحلة النهائية الثانوية، وفق ما أعلنت السلطات اليوم، بعد إغلاقها في أواخر يناير(كانون الثاني) الماضي.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن الوباء لا يزال بعيداً عن السيطرة على المستوى العالمي، خصوصاً مع أعداد مستقرة أو متزايدة في المملكة المتحدة وشرق أوروبا.

وفي الولايات المتحدة، حيث يتواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعي لاستئناف سريع للنشاط الاقتصادي، وبعض حكام الولايات الديموقراطيين، أعلن حاكم ولاية نيويورك بؤرة الفيروس في البلاد، أن تفشي الوباء بدأ يسلك مساراً "انحدارياً" للمرة الأولى منذ ظهوره.

وقال أندرو كومو إن "كل المؤشرات تثبت أننا في مرحلة الانحدار"، إلا أنه دعا إلى الحذر، وأشار حاكم الولاية الذي مدد مؤخراً إجراءات العزل حتى 15 مايو(أيار) المقبل، إلى أن "مواصلة هذا التراجع سيعتمد على ما نفعل".

وإذا كانت ولاية نيويورك تشهد مؤشرات تحسّن، فالحصيلة بشكل عام في الولايات المتحد تواصل ارتفاعها السريع، وتجاوز عدد الوفيات أمس عتبة الأربعين ألفاً، وفق تعداد جامعة جونز هوبكنز الأمريكية التي تعتبر مرجعية، وكان عدد الوفيات قد تجاوز عتبة الثلاثين ألفاً منذ3 أيام، الخميس الماضي، وأفادت آخر حصيلة يومية للجامعة عن 1997 وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

وفي إسرائيل، صادقت الحكومة على تخفيف بعض القيود اعتباراً من أمس في إطار خطة "مسؤولة وتدريجية".

ومنذ ظهوره في ديسمبر(كانون الأول) الماضي في مدينة ووهان في وسط الصين، أودى الوباء بحياة أكثر من 164 ألف شخص في العالم ثلثاهما تقريباً في أوروبا، وتشكك الولايات المتحدة بشكل متكرر بالسلطات الصينية وتتهمها بأنها "أخفت" العدد الحقيقي للضحايا لديها وكذلك مدى خطورة المرض.

ونفى المختبر الصيني الذي وجّهت وسائل إعلام أمريكية الاتهام إليه بأنه مصدر محتمل لوباء كوفيد-19، أي مسؤولية في انتشار الجائحة بشكل قاطع.

وقال يوان زيمينغ مدير معهد علم الفيروسات في ووهان، في مقابلة مع شبكة "سي جي تي إن" التلفزيونية الرسمية "من المستحيل أن يكون هذا الفيروس صادراً عنّا".

وفي سائر دول العالم، تخطّت تركيا عتبة الألفي وفاة، فيما تجاوزت أفريقيا عتبة الألف وفاة نحو 75% منها في الجزائر ومصر والمغرب وجنوب أفريقيا، وتجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا في أمريكا اللاتينية الأحد عتبة المئة ألف، إضافة إلى نحو 5 آلاف وفاة.

وفي البرازيل، حيث تمّ تسجيل أكثر من 38 ألف إصابة وأكثر من 2400 وفاة، انضمّ الرئيس جاير بولسونارو أمس إلى متظاهرين تجمعوا من دون احترام إجراءات العزل، أمام مقر القيادة العامة للجيش في برازيليا للمطالبة بتدخل عسكري وبإغلاق الكونغرس.

وبسبب انهيار الطلب العالمي جراء تفشي الوباء، تراجع سعر برميل نفط الخام الأمريكي بنحو 20% إلى ما دون الـ15 دولاراً في آسيا، مسجّلاً أدنى مستوى له منذ أكثر من عقدين.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة