اذربيجان-2

  19 يوليو 2017    قرأ 1217
اذربيجان-2
العصور القديمة
أقدم الدلائل على وجود مستوطنات بشرية في إقليم أذربيجان تعود إلى العصر الحجري المتأخر وترتبط بثقافة غوروكاي في كهف أزيخ، حيث أدرجت الأدلة الأثرية أذربيجان على خريطة مواقع تطور رجل أوروبا.[37] تظهر ثقافات العصر الحجري القديم الأعلى وثقافات أواخر العصر البرونزي في كهوف تاجيلار ودامسيلي وزار ويتق-ييري وفي مقابر ليلاتيبي وسارايتيبي. خضعت هذه المنطقة نحو 550 سنة قبل الميلاد للأخمينيين مما أدى إلى انتشار الديانة الزرادشتية. في وقت لاحق أصبحت جزءاً من إمبراطورية الإسكندر الأكبر وخليفتها الإمبراطورية السلوقية. بينما أنشأ ألبان القوقاز والذين هم السكان الأصليون للمنطقة مملكة مستقلة في حوالي القرن الرابع قبل الميلاد.
العصور القديمة
شملت أولى المستوطنات الإيرانية السكيثيين في القرن التاسع قبل الميلاد.[38] بعد السكيثيين، هيمن الميديون على المنطقة جنوب الأراس.[33] شكل الميديون امبراطورية شاسعة بين عاميّ 900 و700 قبل الميلاد والتي دمجت في الامبراطورية الأخمينية حوالي سنة 550 قبل الميلاد.
خلال هذه الفترة انتشرت الديانة الزرادشتية في القوقاز وأتروباتين. تكلم الأذريون القدامى اللغة الأذرية القديمة التي تنتمي إلى الفرع الإيراني من اللغات الهندوأوروبية.[39]
العصور الوسطى
في عام 252 م حول الساسانيون ألبانيا القوقازية إلى دولة تابعة بينما اعتنق الملك أرناير المسيحية رسمياً كدين الدولة في القرن الرابع. على الرغم من الفتوحات العديدة من طرف الساسانيين والبيزنطيين ظلت ألبانيا كياناً في المنطقة حتى القرن التاسع. طردت الخلافة الأموية الإسلامية كلاً من الساسانيين والبيزنطيين من منطقة القوقاز وحولت ألبانيا إلى دولة تابعة بعد مقاومة مسيحية قادها الأمير جافانشير والتي قمعت في سنة 667.
ملأت فراغ السلطة الذي خلّفه تراجع الخلافة العباسية سلالات محلية عديدة مثل المسافرين والساجدين والرواديين والشداديين والبويهيين. في بداية القرن الحادي عشر، سيطر على الأرض بشكل تدريجي موجات قبائل الأوغوز الأتراك قادمين من آسيا الوسطى. كانت أولى هذه السلالات التركية الغزنويون والذين دخلوا المنطقة التي تعرف الآن باسم أذربيجان عام 1030.
لم تنتشر اللغة الأذرية بشكل كامل في أذربيجان حتى أواخر القرن التاسع عشر حيث كان بالإمكان العثور على المتحدثين بالإيرانية القديمة فقط في مناطق صغيرة معزولة في الجبال أو المناطق النائية الأخرى (مثل قرى هرزند وغلين غويا وشهرود في خلخل وأنرجان).
محلياً، حكم ممتلكات الدولة السلجوقية اللاحقة الأتابكة الذين كانوا من الناحية العملية تابعين للسلاطين السلاجقة لكنهم أحياناً بحكم الواقع حكموا أنفسهم. تحت حكم الأتراك السلاجقة، قدم الشعراء المحليون مثل نظامي الكنجوي وخاقاني دفعة للأدب الفارسي في أراضي أذربيجان في الوقت الحاضر. كان حكم الدولة التالية من الجلائريين قصيراً وسقطت تحت غزوات تيمورلنك. أصبحت السلالة المحلية من الشرونشاهيين دولة تابعة لإمبراطورية تيمورلنك وساعدوه في حربه مع حاكم القبيلة الذهبية طخطميش. بعد وفاة تيمور برزت دولتان مستقلتان متنافستان: دولة الخروف الأسود ودولة الخروف الأبيض. عاد الشرونشاهيون وحافظوا على درجة عالية من الحكم الذاتي كحكام محليين وتابعين من سنة 861 حتى سنة 1539. خلال اضطهادهم على يد الصفويين، فرضت تلك السلالة الإسلام الشيعي على السكان السنة سابقاً، خلال الفترة التي كانت خلالها في حرب ضد الدولة العثمانية السنية.
الفترة الحديثة

بعد الصفويين، حكم المنطقة الأسر الحاكمة الإيرانية: الأفشار والزُند ولفترة وجيزة من قبل القاجار. مع ذلك، وتحت السيادة الفارسية[40] برزت خانات ذاتية الحكم[41][42][43][44][45] بحكم الأمر الواقع في المنطقة وخصوصاً بعد انهيار سلالة زند وفي بداية عهد قاجار. اختتمت الحملة الروسية القصيرة والناجحة عام 1812 بمعاهدة غلستان، والتي أنهى فيها الشاه مطالبته ببعض خانات القوقاز التي احتلتها روسيا بحكم كونها مستقلة عملياً لفترة طويلة قبل احتلالها من قبل الروس.[46]
مارست الخانات السيطرة على طرق التجارة العالمية بين آسيا الوسطى والغرب.[47] وبعد انخراطها في حرب مستمرة وضمت في نهاية المطاف إلى الإمبراطورية الروسية في سنة 1813 في أعقاب الحربين الروسية الفارسية. أما المنطقة إلى الشمال من نهر أراس والتي هي جزء من جمهورية أذربيجان المعاصرة كانت من الأراضي الإيرانية حتى احتلتها روسيا.[48][49][50][51][52] بموجب معاهدة تركمنجاي اعترفت الدولة الفارسية بالسيادة الروسية على خانات ايريوان وخانات نخجوان وما تبقى من خانات لنكران.
جمهورية أذربيجان الديمقراطية
بعد انهيار الإمبراطورية الروسية خلال الحرب العالمية الأولى، أصبحت أذربيجان جنباً إلى جنب مع أرمينيا وجورجيا جزءاً من الجمهورية القوقازية الاتحادية الديمقراطية. عندما أعلن حل تلك الجمهورية في مايو 1918، أعلنت أذربيجان استقلالا باسم جمهورية أذربيجان الديمقراطية، وكانت تلك الجمهورية أول جمهورية برلمانية حديثة في العالم الإسلامي.[53]
من بين الإنجازات الهامة للبرلمان منح المرأة حق التصويت، مما يجعل من أذربيجان الأمة الإسلامية الأولى التي تمنح المرأة حقوقاً سياسية مساوية للرجل. كما سبقت في هذا الإنجاز المملكة المتحدة والولايات المتحدة. من الإنجازات الأخرى لهذه الجمهورية أيضاً إنشاء جامعة باكو الحكومية التي كانت أول جامعة حديثة تأسست في الشرق الإسلامي.[54] بحلول آذار / مارس من سنة 1920، كان من الواضح أن روسيا السوفياتية ستهاجم باكو حيث قال فلاديمير لينين أن هناك ما يبرر الغزو السوفياتي حيث أن روسيا السوفييتية لا تستطيع البقاء على قيد الحياة بدون نفط باكو.[55][56]

استمر استقلال أذربيجان 23 شهراً فقط عندما غزاها الجيش الأحمر السوفياتي البلشفي وأسس جمهورية أذربيجان السوفيتية الاشتراكية في 28 أبريل سنة 1920. على الرغم من أن جيش جمهورية أذربيجان الديمقراطية حديث التأسيس أرهق في إخماد تمرد أرمني في قرة باغ، إلا أن الأذريين لم يستسلموا بسهولة للغزو السوفييتي، حيث قتل نحو 20,000 جندي أذربيجاني خلال ذلك الغزو السوفييتي الناجح.[57]
استمرت الجمهورية الديمقراطية لعامين اثنين فقط، إلا أن الحكومات الائتلافية حققت نجاحات على صعيد بناء الدولة والتعليم وإنشاء جيش، والاستقلال المالي والاقتصادي وتحقيق الاعتراف الدولي بالجمهورية بحكم الأمر الواقع بانتظار الحق القانوني حيث أسست علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول، كما أعدت دستورها المبني على تساوي الحقوق.
أذربيجان السوفييتية
في 13 أكتوبر / تشرين الأول سنة 1921، وقعت الجمهوريات السوفيتية روسيا وأرمينيا وأذربيجان وجورجيا اتفاقا مع تركيا يعرف باسم معاهدة قارص. كما تم منح أرمينيا منطقة زانكيزور ووافقت تركيا على إعادة غيومري (المعروفة آنذاك باسم أكسندروبول).
في 12 مارس / آذار سنة 1922 وتحت ضغوط شديدة من موسكو قام قادة أذربيجان وأرمينيا وجورجيا بتشكيل الاتحاد المعروف باسم جمهورية ما وراء القوقاز السوفيتية الاشتراكية. كانت هذه أول محاولة اتحادية للجمهوريات السوفياتية وسبقت اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. تألف مجلس الاتجاد من ممثلين عن الجمهوريات الثلاث وهم ناريمان ناريمانوف (أذربيجان) وبوليكارب مديفاني (جورجيا) وألكسندر فيودوروفيتش مياسنيكيان (أرمينيا). كان السكرتير الأول للحزب الشيوعي في القوقاز سيرغو أوردجونيكيدزه. في عام 1936 تم حل جمهورية القوقاز وتشكلت جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية وأصبحت واحدة من الدول الأعضاء المكونة للاتحاد السوفياتي. بين عاميّ 1926 و1939 نمت نسبة العرقية الروسية في أذربيجان من 9.5% إلى 16.5%.[58]
خلال الحرب العالمية الثانية، لعبت أذربيجان دوراً حاسماً في سياسة الطاقة الإستراتيجية للاتحاد السوفياتي حيث قدمت باكو معظم نفط الاتحاد السوفياتي على الجبهة الشرقية. بموجب مرسوم صادر عن مجلس السوفيات الأعلى للاتحاد السوفياتي في شباط / فبراير سنة 1942، منح أكثر من 500 عامل وموظف في صناعة النفط في أذربيجان ميداليات لالتزامهم في العمل. استهدفت العملية إيديلفايس التي قام بها الفيرماخت الألماني باكو نظراً لأهميتها بوصفها مصدر طاقة الاتحاد السوفييتي.[59] حارب نحو 800,000 من الأذربيجانيين في صفوف الجيش السوفياتي، وقتل نصفهم في الحرب، كما منح الفريق غازي أصلانوف وسام بطل الاتحاد السوفيتي مرتين.
استعادة الاستقلال
في أعقاب سياسة المصارحة التي بدأها ميخائيل غورباتشوف ظهرت الاضطرابات الأهلية والصراعات العرقية في مناطق مختلفة من الاتحاد السوفياتي بما في ذلك ناغورني قرة باغ وهي إقليم في جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية. الاضطرابات في أذربيجان وكرد فعل على اللامبالاة من جانب موسكو حول الصراع الساخن فعلاً، أدت إلى دعوات للاستقلال والانفصال والتي بلغت ذروتها في يناير الأسود في باكو. في هذا الوقت، تم تعيين أياز مطلبوف سكرتيراً أول للحزب الشيوعي في أذربيجان.
في وقت لاحق في عام 1990، ألغى المجلس الأعلى لجمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية عبارة "الاشتراكية السوفياتية" من التسمية، واعتمد إعلان سيادة جمهورية أذربيجان واستعادة علم جمهورية أذربيجان الديمقراطية بوصفه علماً للدولة. يوم 8 سبتمبر سنة 1991 انتخب أياز مطلبوف رئيساً في الانتخابات العامة التي كان فيها المرشح الوحيد.
يوم 18 أكتوبر 1991، اعتمد المجلس الأعلى لأذربيجان إعلان الاستقلال الذي أكده استفتاء شعبي على الدستور في ديسمبر 1991 عندما تم حل الاتحاد السوفياتي رسمياً. طغت في السنوات الأولى من الاستقلال الحرب في ناغورني قرة باغ مع أرمينيا المجاورة. بحلول نهاية الأعمال العدائية في عام 1994، فقدت أذربيجان السيطرة على ما يصل إلى 16% من أراضيها، بما في ذلك ناغورني قرة باغ نفسها.[60][61] قتل ما يقدر بنحو 30,000 شخصاً وشرد أكثر من مليون آخرين.[62]
صدرت أربعة قرارات أممية عن مجلس الأمن (822 و853 و874 و884) دعت إلى "الانسحاب لقوات الاحتلال من المناطق المحتلة في جمهورية أذربيجان".[63] في عام 1993 أطيح بالرئيس المنتخب ديمقراطياً أبو الفضل إلجي بيك عبر تمرد عسكري بقيادة العقيد سورات حسينوف مما أدى إلى صعود الزعيم السابق لأذربيجان السوفياتية حيدر علييف إلى السلطة. في عام 1994 حاول سورات حسينوف والذي كان حينها رئيساً للوزراء القيام بانقلاب آخر ضد حيدر علييف، لكن ألقي القبض على حسينوف ووجهت إليه تهمة الخيانة. في عام 1995 تم تفادي آخر محاولة انقلاب ضد علييف من قبل قائد الوحدة الخاصة أومون ميليتسيا روفشان يافادوف مما أسفر عن مقتل الأخير وتفكيك الوحدة الأذربيجانية أومون.
خلال فترة رئاسته استطاع علييف الحد من البطالة في البلاد وكبح جماح الجماعات الإجرامية وإنشاء المؤسسات الأساسية لأي دولة مستقلة وجلب السلام والاستقرار والاستثمارات الأجنبية الكبرى. في الوقت نفسه انتشر الفساد في البلاد في الإدارة البيروقراطية. في أكتوبر 1998 أعيد انتخاب علييف لولاية ثانية. على الرغم من تحسن الاقتصاد وخصوصاً مع استغلال حقل نفط أذري-جيراق-غونشلي وحقل شاه دنيز للغاز، أصبحت رئاسة علييف لا تحظى بشعبية بسبب تزوير الأصوات الانتخابية والفساد المستشري والاعتراض على نظامه الاستبدادي.
في القرن الحادي والعشرين
انتخب إلهام علييف في 26 مارس سنة 2005 رئيساً للبلاد. في 20 مايو 2010 اعتمد البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ "ضرورة استراتيجية الاتحاد الأوروبي لجنوب القوقاز" على أساس التقرير الذي أعده يفغيني كيريلوف عضو البرلمان عن بلغاريا.[64][65] ينص القرار على وجه الخصوص أنه يجب "تطهير المناطق الأذرية المحتلة حول ناغورني قرة باغ في أقرب وقت ممكن".[66][67][68]

مواضيع: العصورالقديمة،#أذربيجان#القوقازية#،  


الأخبار الأخيرة