وعليه جاء وقع الحديث الجنبلاطي كبيرا لدى بيت الوسط،، فرئيس الحكومة يبادل الزعامة الدرزية المشاعر نفسها ويحرص على العلاقة المميزة مع المختارة، ولان الحريري يرفض ان يتم الباسه تهمة الاعداد للانقلاب على رئيس المجلس، عدا ذلك فان رئيس المستقبل حريص على زعيم الجبل وهو اول من انجز تحالفات انتخابية مع الاشتراكي فما الذي حصل؟ بدون شك فان لوليد بيك اسبابه واهدافه وليست العملية "قصة مقعد بالزائد او الناقص" في البقاع الغربي بل ابعد بكثير، فوليد جنبلاط شأنه شأن كل الافرقاء السياسيين واللاعبين على الساحة متحسس من علاقة المستقبل والتيار وتحضر اليه ليليا كوابيس ثنائية "سعد وباسيل" ومستوى التفاهم السياسي القائم بينهما وما يتم التحضير له في السياسة وفي التفاهمات السياسية، فارتأى جنبلاط ان يرمي حجرا ليصيب رئيس التيار الوطني الحر اولا ولكنه اصاب الحريري مما استدعى فتح قنوات التواصل وتنشيطها وبعث الطمأنينة بالتوضيحات للمختارة ولعين التينة من قبل السراي.
هجوم المختارة الغرض منه تنبيه و"هز العصا" الحريري للاستفاقة من حالة الغرام مع التيار الوطني الحر، فثنائية باسيل وسعد اضحت "قاتلة" سياسيا ووليد جنبلاط القارئ بالمستقبل وتحولاته يستشعر خطر التفاهم بين السراي وبعبدا وبين القيادة السنية المتمثلة بالحريري والتيار الوطني الحر الذي لا يهضمه وليد جنبلاط وابعاد هذا التفاهم واستمراريته في المستقبل، فجبران باسيل يسعى الى كتلة نيابية كبيرة تفتح له الباب امام رئاسة الجمهورية بعد اربع سنوات، والحريري يريد العودة الى الحكومة بعد الانتخابات وعليه وجه جنبلاط المعركة وفتح باب الخلاف بين السراي والتيار مع رئاسة المجلس ليأخذ الجميع الى مكان آخر.
عدا ذلك فان جنبلاط الاب يمر بلحظات توتر انتخابيا، فهي المرة الاولى التي ينوب عنها نجله في الانتخابات ويخوض امتحان العبور الاول الى السلطة، واذا كان تيمور يشق طريقه بين اللاعبين الاقوياء فان وليد جنبلاط يعتمد على نفسه ليكون الداعم له سياسيا في الخطوط الخلفية للمعركة ولكنه عمليا في خط الهجوم الاساسي، ووليد جنبلاط الخبير في المناورات السياسية ومن "اين تؤكل الكتف" حدد ورسم المعادلة السياسية التالية اذا استمرت حالة الانسجام اللامتناهي بين التيار والمستقبل فان القيادة الدرزية هي الى جانب رئاسة المجلس ويمكن ان يكون ذلك على حساب علاقات قديمة وتاريخية.
الزعيم الاشتراكي كما يقول كثيرون يشعر بالحصار وتحكمه هواجس المعركة الانتخابية، فالقانون النسبي الذي هو افضل الممكن لجنبلاط يهدد بعض المقاعد في الجبل، وجنبلاط لم يحسن التفاهم انتخابيا مع التيار الذي عارضه وفرض شروطا قاسية للتحالف معه، فوقع الطلاق في الشوف وعاليه وبعبدا، وفي السياسة فان رئيس الحكومة يبدو دائما أقرب الى بعبدا والتيار الوطني الحر من الجميع فهو انجز اكثر التفاهمات السياسية مع التيار ولم يقترب من الاشتراكي الا من ضمن مصلحته الانتخابية فحصلت التحالفات مع التيار اكثر من الاشتراكي والقوات، اضف الى ذلك ان الحريري يقف الى جانب التيار في جلسات مجلس الوزراء المكهربة، اما مطالب التيار فلا يتم ردها من قبل رئيس الحكومة وكذلك فان العلاقة التي تم تجديدها بين عون والحريري بفعل الصدمة السعودية التي حصلت قبل بضعة اشهر هي علاقة يقال عنها انها "لا تحرق ولا تغرق". هذه الاسباب وحدها كافية لتؤرق المختارة وتحول ليلها نهارا وبالعكس .
مواضيع: