وأشار إلى أن العلاقات التركية الإفريقية باتت تحمل طابعا خاصا خلال السنوات الأخيرة؛ حيث منحت أنقرة الدول الإفريقية أهمية كبرى، وأعطتها الأولوية في سياساتها الخارجية.
وأكد دميرير على رغبة بلاده في المساهمة بتنمية الدول الإفريقية، وأنها تهدف لأن تقدم لها مفاهيم وطرق تنمية مختلفة.
وأوضح المسؤول التركي أن علاقات بلاده مع الدول الإفريقية صعدت إلى الواجهة اعتبارا من 2008؛ حيث لعبت الإرادة السياسية القوية والتطور الاقتصاد التركي دورا كبيرا في الانفتاح على القارة السمراء.
وأردف أن لبلاده اليوم سفارات في الكثير من الدول الإفريقية، إلى جانب افتتاحها لمكاتب وكالة التعاون والتنسيق “تيكا” فيها، وأن الخطوط الجوية التركية تعتبر الشركة الأولى من حيث عدد الرحلات إلى القارة السمراء.
واستطرد بأن “هذه التطورات حدثت بالتزامن مع ازدياد قوة تركيا. ونحن نرى بأن إفريقيا ستأخذ دورا أكبر يوما عن يوم في تحديد مستقبل العالم”.
ولفت إلى أن “معظم دول القارة الإفريقية كانت قابعة تحت وطأة الاستعمار لدى قيام منظمة الأمم المتحدة، وأنها لم تكن تتمتع حينها بأي حق للكلام، لكنها أخذت اليوم تظهر مواقفها وتدلي بالتصريحات التي كانت عاجزة عنها سابقا، وإننا نسعى للمضي سوية مع القارة الإفريقية في هذا الطريق”.
وحول نظرة الدول الإفريقية إلى تركيا، أفاد دميرير بأن هناك أمثلة إيجابية كثيرة بخصوص هذا الأمر؛ إذ تحمل هذه النظرة بعدين، أولها، تاريخي، حيث اتخذت معظم هذه الدول من الروح القيادية لمؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، قدوة ومثالا لها، خلال فترة استقلالها عن دول الاستعمار قبل نحو (50-60) عاما.
أما البعد الثاني -حسب دميرير- فهو مرحلة التنمية والنهضة التي أطلقتها الحكومة التركية بالبلاد منذ 10-15 عاما؛ إذ تلفت أنظار الدول الإفريقية على وجه الخصوص.
وأردف: “لأن الدول الإفريقية مضطرة إلى أن تشهد عملية تنمية خلال وقت قصير بالرغم من إمكانياتها المحدودة، وربما تعتبر هذه الدول النموذج التركي، الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لها”.
وأضاف بأن “تركيا ارتقت إلى المرتبة الرابعة عالميا من حيث عدد سفاراتها في القارة الإفريقية، ويعد هذا الأمر مؤشرا إيجابيا إضافيا على نظرة الأفارقة إلى تركيا”.
من جانبه، أكد سفير جمهورية الكونغو الديموقراطية لدى أنقرة، مارسيل مولومبا تشيديمبا، على العلاقات بين تركيا والدول الإفريقية تشهد تحسنا أكثر فأكثر مع كل يوم جديد.
وقال إن “الرؤساء الأفارقة اختاروا تركيا كشريك استراتيجي لهم عام 2007، تنعقد قمة في هذا الإطار كل 5 سنوات مرة، كانت أولها في مدينة إسطنبول عام 2008، وثانيها في إفريقيا عام 2014، ونخطط لتنظيم قمة ثالثة في إسطنبول أيضا العام القادم”.
وتابع بأن “العلاقات بين الجانبين شهدت تحسنا كبيرا؛ فعلى سبيل المثال أصبحت الخطوط الجوية التركية تسير رحلات إلى أكثر من 40 دولة إفريقية، ما أدى إلى زيادة رحلات رجال الأعمال الأفارقة إلى تركيا، وتكثيف العلاقات الاقتصادية بالتالي”.
مواضيع: