المسرحية تدور حول شخصيات تعاني العزلة والتهميش والإقصاء وتنتظر «غودو»، الذي لا يأتي، لينقذهم من حياتهم التي يكتنفها الغموض والعبثية واللاّجدوى والقنوط. أبطالها فقراء، لا يعرفون السعادة ولم يسبق لهم أن تذوقوها وما يعيشونه هو الترقب والقلق والانتظار واليأس القاتل في عوالم غامضة يلفها السواد والعبث والفراغ القاتل.
يقول مخرج المسرحية المغربية لـ»الاتحاد»: «حاولنا في هذه المسرحية وضع رؤية إخراجية خاصة للعمل وتأثيره على الأداء وتطويع النص واستنباته، فالنص الأصلي «في انتظار غودو» ذهب كاتبه في تصوره إلى التراجيديا المُملة في حين ارتأينا أن روح النص تعتمد اللقطة السريعة، والتي ركزنا فيها على التمسك بحالة التزامن بين مشاعر اليأس والأمل، فمسرحيتنا «هداك لي» حاولنا فيها تفعيل رؤية مخالفة، آملين أن نتوفق إخراجياً لهذا النص العملاق».
وقد اعتمد الكاتب وحدة المكان في الفصلين، غير أن الزمن تعدى المكان، فاعتمد المكان الفارغ تقريباً سوى من شجرة، والتي ترمز إلى عقم الحياة. كذلك وضع الكاتب إلى جانب الشخصيات شخصية محورية هي «غودو» وترك المتلقي يطرح أسئلة عدة هل هو المنقذ المخلص أم القاتل؟ هل هو السعادة أم الحزن؟ هل الموت أم هو بداية الحياة؟ هذه الشخصية التي ابتلعت بقية الشخصيات. إنها مسرحية اللامعقول في عالم يتظاهر بالمنطق وفي داخله فوضى.
وقد صنفت «في انتظار غودو» ضمن مسرح العبث بامتياز وهو تمرد على المسرح التقليدي، فاستطاعت أن تصور الحبكة وتنسف تقاليد الدراما المتعارف عليها، واعتمدت على الصمت المرعب في كثير من مراحل العرض المسرح.
مواضيع: