وقال مارتن، وهو اسم مستعار في متن هذا التقرير، وأب لأربعة أطفال: "تسود صورة نمطية توحي بأن الحياة لا تكتمل بدون أطفال".
وأضاف أنه كان أمرا بديهيا في شبابه أن يكون لديه أطفال، لكن الواقع أشبه بـ"معاناة يومية".
ومن واقع تجربته يقول : "إن الأصدقاء بدون أطفال هم الأكثر ميلا للسعادة".
ولا يرى مارتن بادرة تشير إلى أنه سيتخلص عن قريب من مسؤولياته، على الرغم من بلوغ أطفاله سن المراهقة، ومنهم من تخطى سن العشرين.
اقرأ أيضا متى تسحب الحكومة حق حضانة الأطفال من ذويهم؟
وقال :"لو عاد بي الزمان، وكنت أعلم قدر ما أعلمه الآن في حياتي، لاتخذت قرار عدم إنجاب أطفال".
وأضاف :"مازلت أنتظر تحسن الأوضاع".
"تنظيف العصير"
وقال: "عندما كانوا صغارا، كنا نضطر إلى إيقاظهم من النوم، وإطعامهم، ومساعدتهم في ارتداء الملابس. إنها أعمال روتينية باستمرار".
وأضاف: "لم أفعل شيئا سوى ملاحقتهم لأنهم لا يستقرون على وضع لدقيقة واحدة".
ويقول مارتن إنه إن تقاعس عن ذلك، كان يضطر إلى "تنظيف عصير البرتقال الذي سكبوه في كل مكان".
ويضيف أنه "يعلم جيدا ما تشعر به النساء"، مشيرا إلى الأمهات اللآتي يأسفن على إنجابهن أطفال.
عمل مارتن في القوات المسلحة معظم مشواره المهني، وهو الآن يعمل جليسا للمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.
ويقول إنه وزوجته لو لم ينجبا الأطفال، ربما كانا "متقاعدين الآن ونسافر إلى الخارج، ونستمتع بحياتنا".
وأضاف: "لو لم يكن لدينا الأطفال، وأردنا السهر لمشاهدة أحد العروض، لكان بمقدورنا عمل ذلك".
وتابع: "وربما كان لدينا منزل صغير، وسددنا قيمة الرهن العقاري بالكامل... وربما كانت الحياة أبسط. وتمتعنا بقدر أكبر من الحرية".
اقرأ أيضا من يزيل آثار الحرب من عقول الأطفال؟
ويرغب مارتن، البالغ من العمر 45 عاما، أن يسافر إلى الخارج في غضون خمس أو عشر سنوات، لكنه يخشى أن يقول الناس "ماذا سيكون الأمر إذا احتاجوا إليك، لماذا تبدد ميراثهم؟"
ويخالجه الشعور بأن المال ماله، كسبه بنفسه، كيف لا يستطيع إنفاقه؟
وقال: "لماذا أعمل؟ هل أعمل من أجل أن أدخر النقود وأعطيها لشخص آخر!"
أضاف: "لماذا حُكم عليّ بعدم القدرة على الاستمتاع بثمرة عملي؟"
وقال: "هذا ما أشعر به، لكن المجتمع لا يحب ذلك (النمط في التفكير)، وزوجتي لا توافق على ذلك. إنها مع فكرة (إنه ميراث الأطفال)".
وقال :"أحب اولادي، أحب جميع أحفادي، وعلى الاستعداد من أجلهم. لكنني في مرحلة عمرية، إن لم يكن لدي الأطفال، ولست في حاجة إلى العمل، لأمكنني وزوجتي الاستمتاع بحياتنا، لكننا أنجبناهم، وأتحمل مسؤوليتهم".
مواضيع: