أفغانستان: تشييع قتلى اعتداء كابول وغضب على مواقع التواصل

  24 ابريل 2018    قرأ 1501
أفغانستان: تشييع قتلى اعتداء كابول وغضب على مواقع التواصل

شارك مئات الأفغان الإثنين، في دفن أحبائهم وسط غضب عارم، غداة اعتداء انتحاري استهدف مركز تسجيل للانتخابات في كابول واوقع 57 قتيلاً بينهم أطفال وأكثر من 100 جريح.

وفجر انتحاري نفسه صباح الأحد وسط حشد من المدنيين الذين كانوا ينتظرون تسلم بطاقات هوية للتسجل في لوائح الناخبين في انتخابات تشريعية تأجلت طويلاً ومن المقرر أن تجرى في أكتوبر(تشرين الأول) المقبل.

وامتزجت الأشلاءُ وأثار الدماء مع الزجاج المتكسر والهويات والصور ذات القياس المخصص لجوازات السفر على الأرض جراءَ التفجير الذي تبناهُ تنظيمُ داعش الإرهابي وأدى إلى مجزرة في حي دشت برتشي ذي الغالبية الشيعية غرب كابول.

ونقل أكثر من 40 جريحاً بينهم أطفال إلى مستشفى تديره منظمة الطوارئ الإيطالية غير الحكومية، التي قالت أن "20 شخصاً على الأقل بحاجة إلى عمليات جراحية كبرى". 

وأعلنت شرطة كابول في بيان أن "غالبية الضحايا هم من المدنيين، مشيرة إلى مقتل شرطيين في الاعتداء وجرح 5".

وسرعان ما تحول الأسى إلى غضب على شبكات التواصل الاجتماعي حيث حمّل أفغانٌ حكومة كابول مسؤولية عدم حماية شعبها، في إتهام يتكرر بَعَدَ كل اعتداء مماثل.

ويعتبر الأفغان وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الأكثر أماناً للتعبير عن غضبهم لا سيما وأن "هجمات استهدفت في السابق تظاهرات احتجاجية".

وكتب أحمد أحمدي على فيس بوك "أنها الحكومة تقوم بتوقيفهم ثم تطلق سراحهم ليقتلوا أناساً أبرياء".

وكتب مستخدم لفيس بوك يدعى أمين الله "هذه الحكومة تتعمد زرع الفوضى للبقاء في السلطة بشكل غير شرعي.. الطريق الوحيد للمضي قدماً هو بالاقتراع والتخلص من هذه الحكومة الفاسدة".

وكتب آخر "لا نعلمُ ما هو الحل. أنهم مستمرون في قتل الناس. هل لا زلتم تنوون الذهاب للاقتراع؟ لقد اقترعنا في المرة الماضية لنُقتل الآن".

وكانت مراسم دفن بعض القتلى بدأت الأحد بعد ساعات من الاعتداء فيما دُفن ضحاياً آخرونَ الإثنين.

وصباح الإثنين شارك مئات المشيعين في دفن 6 قتلى في أحد أكبر المدافن الشيعية، حيث تم تجهيز نحو 10 حفر جديدة لمواراة الضحايا في الثرى.

ويؤكد الاعتداء المخاوف الأمنية التي ترافق التحضير للانتخابات التشريعية المقررة في 20 أكتوبر(تشرين الأول) ويثير الهواجس من التأثير على المشاركة في الاقتراع في الانتخابات التشريعية والمحلية.

ومنذ بدء تسجيل الناخبين في 14 أبريل(نيسان) طالت اعتداءات مراكز انتخابية في ولايتي غور وبدغيس.

وتأمل السلطات الأفغانية تسجيل 14 مليون ناخب في أكثر من 7000 آلاف مركز اقتراع للانتخابات التشريعية وانتخابات المجالس المحلية.

ويحث المسؤولون المدنيين على التسجيل للانتخابات خوفاً من أن "يؤدي ضعف الإقبال إلى تقويض شرعية الانتخابات التي تعتبر بمثابة اختبار أولي للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2019.

وأعلن المتحدث باسم اللجنة الانتخابية شفيع جلالي أن "اعتداء الأحد لن يؤثرعلى التحضيرات".

وقال جلالي لوكالة فرانس برس "نحن نعقد اجتماعات مع القوى الأمنية كل يوم تقريباً وقد أكدوا لنا أنهم سيوفرون الحماية الأمنية لكافة مراكز التسجيل للانتخابات"، مضيفاً أن "العملية لم تتوقف وستستمر".

لكن عضو اللجنة معاذ الله دولتي أقر بأن "المسؤولين لديهم هواجس حيال الوضع الأمني والإقبال على الاقتراع".

وقال دولتي في اجتماع بثت وقائعه محطة "آريانا" التلفزيونية الأفغانية: "نأمل أن تمنع القوى الأمنية حصول اعتداءات إرهابية كهذه في المستقبل لكي يتمكن الناس من الاقتراع في أجواء سلمية".

ويظهر الهجوم الأخير التحديات المتزايدة التي تواجه القوات الأفغانية والأجنبية لحماية كابول الشديدة التحصين.

وكان قائد القوات الأميركية وقوات حلف الأطلسي في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون قال الشهر الماضي إن "حماية كابول يشكل أولوية للقوات الأجنبية".

إلا أنه أقر "بصعوبة منع حصول الاعتداءات في العاصمة الأفغانية المترامية الأطراف لا سيما لقلة الخرائط وسهولة تنفيذ هجمات فيها".

وليل الأحد شهدت ولاية بدغيس أعمال عنف بعد أن "هاجم مقاتلون قاعدة عسكرية ما أدى إلى مقتل 9 جنود".

وأتهم مساعد قائد الشرطة غلام سروار حركة طالبان بتنفيذ الهجوم.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة