فمع انفتاح ترامب على مقترحات من الرئيس الفرنسي بشأن تعديل الاتفاق النووي مع إيران ليشمل برنامج صواريخها الباليستية ونفوذها بالشرق الأوسط، فإن لكل من واشنطن وباريس رؤيته لتطبيق ذلك.
وظهر ذلك من اللهجة القوية للرئيس الأميركي بشأن الاتفاق الذي وصفه خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الفرنسي، بالـ"كارثي"، الذي كان يجب أن يعالج التدخل الإيراني في دول الشرق الأوسط مثل سوريا واليمن إضافة إلى صواريخها الباليستية.
وتوعد ترامب طهران بمشاكل "أكبر بكثير" إذا استأنفت برنامجها النووي، وهو التهديد الذي يفصح عن نية لدى الرئيس الأميركي باتخاذ خطوة حازمة تجاه الاتفاق غير المرغوب فيه.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لوكالة أسوشيتد برس في مقابلة في نيويورك إنه إذا انسحب ترامب ، فإن إيران "على الأرجح" ستتخلى عن الصفقة كذلك ولن تكون ملزمة بالاتفاقات الدولية في هذا الشأن.
ومن شأن ذلك أن يطلق يد إيران في استئناف أنشطة التخصيب بما يتجاوز الحدود المفروضة بموجب اتفاق 2015.
البقاء في الاتفاق أو الخروج؟
وحاول ماكرون خلال زيارته الأولى إلى واشنطن تضييق هوة الخلاف الأوروبي الأميركي بشأن الاتفاق، ساعيا لإقناع ترامب بالوصول إلى نقطة وسط، يتم الحفاظ بها على الاتفاق الحالي مع إمكانية تعديل بعض البنود فيه.
وتظهر هنا بوضوح نقطة الخلاف الرئيسية، وهي التعديل عبر وضع ملحق للاتفاق الحالي يغطي قضايا الصواريخ الباليستية والنفوذ الإيراني بالمنطقة، في مقابل إعادة صياغة شاملة للاتفاق تراعى فيه مصالح واشنطن في المقام الأول.
وقال الرئيس الفرنسي إنه سينظر مع ترامب في الاتفاق النووي الإيراني "في سياق إقليمي أوسع" ، مع الأخذ في الاعتبار الوضع في سوريا.
ورد ترامب بالقول إنه منفتح على "القيام بشيء ما" بخلاف الاتفاق الحالي شرط أن يتم ذلك"بقوة"، في إشارة إلى صيغة أقوى من الحلول الوسط التي تقترحها فرنسا.
وعلى مدى أشهر، حاول المسؤولون الأميركيون والأوروبيون من وراء الكواليس إيجاد حل وسط بشأن مطالب ترامب بتغيير الاتفاقية.
ولعب المسؤولون على فكرة إعلان مشترك منفصل يتعامل مع القضايا غير النووية بينما يبحثون عن اتفاق خلفي أكثر صرامة.
لكن التحدي أمام الأوروبيين يكمن في إيجاد صيغة تسمح لترامب إعلان الانتصار، مع الحفاظ على الاتفاق سليما.
ويتهم المسؤولون الأميركيون الأوروبيين ـ وخاصة ألمانيا ـ بتقديم المصالح التجارية على الأمن، ومعارضة اتخاذ موقف أكثر تشددًا ضد إيران لحماية استثماراتهم هناك.
الانسحاب من سوريا
وناقش الزعيمان الشأن السوري وحث ماكرون ترامب على الإبقاء على القوات الأميركية في سوريا في الوقت الراهن لعدم تركها للنفوذ الإيراني، ولضمان هزيمة تنظيم داعش.
ولم يتعهد ترامب بإبقاء القوات في سوريا لكنه أوضح أن سحبها لن يكون وشيكا.
وقال الرئيس الأميركي :"سنعود إلى بلادنا نسبيا عما قريب. لقد أنجزنا على الأقل غالبية عملنا في ما يتعلق بتنظيم داعش في سوريا وفي العراق وأنجزنا عملا لم يكن أحد قادرا على انجازه".
لكن ترامب أكد أنه يريد أن يترك "أثرا قويا ودائما" في سوريا، بما يمنع حصول إيران على مجال مفتوح على البحر المتوسط.
مواضيع: إيران