وقال ماكرون، في ختام زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة استمرت ثلاثة أيام، إنه "ليس لديه معلومات خاصة بهذا الشأن".
ولدى ترامب مهلة حتى الثاني عشر من مايو/ أيار المقبل، لكي يقرر مصير الاتفاق الذي يهدف لمنع إيران من إنتاج أسلحة نووية.
وانتقد ترامب مرارا الاتفاق النووي مع إيران، الذي جرى التوصل إليه في عهد سلفه باراك أوباما، واصفا الاتفاق بأنه متساهل، وتحدث عن "التوصل لاتفاق أوسع بكثير".
ووفقا للاتفاق، وافقت إيران على تجميد برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة عليها.
واستخدم ماكرون أمس الأربعاء لغة مماثلة لوصف التغيرات المتكررة في موقف الولايات المتحدة من القضايا الدولية، ومن بينها تغير المناخ والاتفاق الإيراني.
ونقل عنه قوله في إجابة عن أحد أسئلة طلاب جامعة جورج واشنطن "هذه الطريقة قد تنفع على المدى القصير، لكنها جنونية جدا على المدى البعيد".
ما رأي ماكرون في الاتفاق؟
وجعل ماكرون إقناع ترامب بالإبقاء على الاتفاق أولوية قصوى، ضمن أهداف زيارته إلى واشنطن، لكنه اختتم الزيارة بإقراره أنه سيكون هناك "خطورة كبيرة" إذا تخلى ترامب عن الاتفاق.
ويتفق ماكرون مع ترامب، على أن أي صفقة يجب أن تتضمن اتفاقا أوسع على نفوذ إيران في الشرق الأوسط، ويجب أن تغطي أنشطة إيران النووية على مدى زمني أطول، وكذلك برنامجها للصواريخ الباليتسية.
وقال ماكرون إنه سيعمل مع ترامب، على بناء "إطار جديد" في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا.
وجاءت تصريحاته في نهاية زيارة رسمية ناقش خلالها الزعيمان الخلافات بشأن التجارة الدولية، والبيئة، ومن ذلك احتمال عودة انضمام الولايات المتحدة لاتفاق باريس الخاص بالمناخ.
واستغل ماكرون أمس الأربعاء جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس الأمريكي للتنديد بالاتجاهات القومية والانعزالية، فيما نظر إليه باعتباره هجوما مبطنا لشعار الرئيس ترامب أمريكا أولا.
وقال ماكرون إن الانعزالية والانسحاب والقومية تبدو "مغرية كعلاج مؤقت لمخاوفنا".
وأضاف: "لكن إغلاق الباب المطل على العالم لن يوقف تطور العالم. إنه لن يهدأ بل سيزيد من مخاوف مواطنينا".
ما عيوب الاتفاق في رأي ترامب؟
حذر ترامب من "مشاكل كبيرة" إذا ما استأنفت إيران برنامجها النووي، وقال إنه من الممكن التوصل إلى "اتفاق أوسع"، لكن يجب أن يبنى على أسس "ثابتة".
ووصف ترامب الاتفاق الحالي بأنه "سخيف"، مضيفا: "كان عليهم أن يتوصلوا لاتفاق يغطي اليمن وسوريا، ويغطي أجزاء أخرى من منطقة الشرق الأوسط".
ترامب وماكرون يلمحان إلى "اتفاق نووي" جديد مع إيران
وانتقد ترامب مرارا الاتفاق، الذي وقعته واشنطن وإيران والاتحاد الأوربي وروسيا والصين وألمانيا وفرنسا، باعتباره لا يفعل شيئا يذكر، لوقف الدعم الإيراني للجماعات المسلحة في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني.
ويطالب ترامب أيضا باتفاق الموقعين على فرض قيود دائمة على تخصيب اليورانيوم، وهو عنصر مهم في أي برنامج نووي. وطبقا للاتفاق الحالي تنتهي تلك القيود في 2025.
ووقع ترامب في يناير/كانون الثاني قرارا بتمديد تعليق العقوبات الأمريكية على إيران لفترة 120 يوما، قائلا إن هذه هي المرة الأخيرة التي يمدد فيها تعليق العقوبات. ويحل موعد النظر في التمديد الجديد في 12 مايو/أيار.
كيف تنظر إيران للاتفاق؟
وحذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة من مغبة الانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعته القوى العالمية مع طهران.
وهدد بـ"عواقب وخيمة" إذا مضى ترامب قدما وأعلن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق.
ولم يوضح روحاني طبيعة رد طهران على أي قرار أمريكي بالانسحاب من الاتفاق. لكن وزير خارجيته محمد ظريف ذكر من قبل أن بلده قد يستأنف تخصيب اليورانيوم.
ودعا المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الأمم الإسلامية إلى الوحدة في مواجهة ما وصفه بالاستكبار العالمي.
وقال خامنئي في خطاب متلفز إن إيران ستصمد بثبات حيال محاولات استقواء الولايات المتحدة.
وأضاف أن "الأمة الإيرانية قاومت بنجاح محاولات استقواء من قبل أمريكا وقوى مستكبرة أخرى، وسوف نواصل المقاومة ... ويجب على الأمم الإسلامية أن تقف بثبات ضد أمريكا والأعداء الآخرين".
وانتقد خامنئي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لقوله الثلاثاء بأن بعض دول الشرق الأوسط "لن تصمد أسبوعا واحدا" بدون حماية الولايات المتحدة.
وقال إن "تعليقات مثل هذه مهينة للمسلمين ... وهناك للأسف حرب في منطقتنا بين دول إسلامية بعضها بعضا".
وجددت الصين وروسيا دعم الاتفاق الذي وقع إبان تولي باراك أوباما الرئاسية الأمريكية.
مواضيع: