كاراباج

وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في افتتاحيتها إن “الدخان الأسود الذي ارتفع فوق غزة أمس، وعدد الضحايا الذي ارتفع ساعة بعد ساعة، لم يزعج الاحتفالات بافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، مما يسلط الضوء على المعاملة الإسرائيلية الوحشية للفلسطينيين بشكل عام والغزيين بشكل خاص”.

وأضافت في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان “أوقفوا حمام الدم”:” إن الغطرسة التي استحوذت على النظام السياسي، عززها الرئيس الأمريكي المتعاطف الذي استجاب لكل نزوات رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يرفض التفكير في السلام”. وأكملت:” يبقى أن نأمل أن يبذل جنود الجيش الإسرائيلي اليوم، على الأقل، يوم النكبة، تتويجًا لمسيرة العودة الفلسطينية، قصارى جهدهم لمنع المزيد من عمليات القتل الجماعي”.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل “تتحمل المسؤولية، على الرغم من أنها ليست حصرية، لكارثة غزة، إن الانسحاب عام 2005 لم يعفِ إسرائيل من مسؤوليتها، وبالتأكيد ما دامت تخنق غزة من خلال الحصار”. واعتبرت أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أن يدرس بجدية استعداد حماس للتفاوض على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل، وأن يعلن عن خطوات لخفض الحصار بشكل كبير والسماح للجرحى الجرحى بتلقي العلاج في إسرائيل”.

ومن جهته، كتب غيرشون هاكوهن في صحيفة “إسرائيل اليوم”، المؤيدة لسياسات الحكومة الإسرائيلية، يقول:” سعت أحداث السياج في غزة التي وقعت في ذروة مراسم تنصيب السفارة الأمريكية في القدس، إلى التأكيد على الصلة التي سعى الفلسطينيون إلى خلقها منذ إعلان بلفور، بين المشروع الصهيوني وكارثتهم”، مضيفًا:” هذه هي الصورة التي أرادوا تصميمها: في القدس، يبتسم الإسرائيليون والأميركيون بمباركة نتنياهو، وفي غزة ، يُقتل الفلسطينيون”.

وتابع هاكوهن:” في هذا الوقت، ليس أمام إسرائيل خيار سوى الدفاع عن حدودها ومستوطناتها الحدودية، لكن الحالة التي يخوض فيها الجيش الإسرائيلي معركة دفاعية – عندما تكون المبادرة في يد العدو بشكل أساسي – تتطلب تغييرًا: عاجلاً أم آجلاً ، كما حدث يوم أمس، سيتعين على الجيش الإسرائيلي شن هجوم “.

ومن جهتها، فقد أشارت صحيفة “يديعوت احرونوت”، إلى أنه في حين وجهت الولايات المتحدة الأمريكية اللوم إلى “حماس”، فإن العالم كله أدان إسرائيل. وأبرزت استعدادات الجيش الإسرائيلي لمواجهة الفلسطينيين، في المسيرات المتوقعة لمناسبة ذكرى النكبة. ورجحت انخفاض عدد المشاركين في مسيرات غزة اليوم بسبب انشغال الفلسطينيين في جنازات الشهداء.

وقالت:” إن سلاح الجو الإسرائيلية يستعد لسيناريوهات أكثر صعوبة مثل إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل”.

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس مجزرة بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة، حيث قتل 59 شخصا وجرح أكثر من 2200 آخرين، بالرصاص الحي، والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع. وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، ويحيون الذكرى الـ 70 لـ”النكبة” الفلسطينية.

وردًا على خطوة نقل السفارة الأمريكية للقدس والمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل على حدود قطاع غزة، أعلنت تركيا أعلنت تركيا الحداد الوطني لمدة 3 أيام، واستدعاء سفيريها لدى واشنطن وتل أبيب للتشاور، ودعوة منظمة التعاون الإسلامي لاجتماع طارئ الجمعة المقبل. كما أعلنت جنوب إفريقيا استدعاء سفيرها في تل أبيب “حتى إشعار آخر” على خلفية المجزرة الاسرائيلية.

مواضيع: