وتعهد كيم في ذلك الوقت ببدء "تاريخ جديد" في العلاقات مع جارته، قائلا إن هذا كان "نقطة بداية" للسلام بين الكوريتين.
وقال كيم أيضا، قبل اجتماع سنغافورة المرتقب، إن كوريا الشمالية ستوقف فورا الاختبارات النووية واختبارات الصواريخ.
وتسعى الولايات المتحدة إلى تخلي بيونغيانغ عن برنامج أسلحتها النووية بالكامل، وبلا رجعة.
وربما لا يحدث هذا الآن.
ولكن ذلك التطور - مع أخذ طبيعة زعيم كوريا الشمالية التي لا يمكن التنبؤ بها في الاعتبار - لا يمكن وصفه بالمدهش.
إذ إن اجتماع سنغافورة هو لقاء عمل بالنسبة إلى واشنطن وبيونغيانغ، ولذلك فإن كوريا الشمالية ببساطة تطرح شروط الصفقة التي تريدها، قبل وقت انعقاد الاجتماع بفترة.
دور الاقتصاد
ولا يشعر كيم جونغ-أون بالخجل من تركيزه على اقتصاد كوريا. فقد قال غير مرة إنه ملتزم بما يعرف بالاستراتيجية الثنائية لبيوغجين - التي يطور من خلالها الاقتصاد والأسلحة النووية معا.
وكان كيم قد قال في أبريل/نيسان، وبعد نحو خمس سنوات من إعلان سياسة بيوغجين، إن كوريا الشمالية حققت ما تحتاجه على الصعيد النووي، وتستطيع الآن تحويل الاهتمام إلى الاقتصاد.
ولذلك فلا داعي للدهشة أن تقول الولايات المتحدة إن أي استثمار خاص في كوريا الشمالية مشروط بالتزام البلاد بالنزع الكامل لأسلحتها النووية.
وتشعر بيونغيانغ بأن التركيز على الاقتصاد هو حاجة ضرورية بالنسبة إليها. فقد بدأ تطبيق عقوبات الأمم المتحدة، والولايات المتحدة يوجع اقتصاد كوريا الشمالية.
وفي ضوء هذا أيضا نفهم خطوات الولايات المتحدة بإجبار بلدان أخرى، منها الصين، على قطع التجارة مع تلك الدولة التي تصفها بالمارقة.
لماذا يقدم كيم جونغ أون تنازلات قبيل لقائه ترامب؟
وتظهر البيانات أن اقتصاد كوريا الشمالية تضرر نتيجة العقوبات.
وربما تكون صادرات كوريا الشمالية قد انخفضت بنحو 30 في المئة في 2017. إذ إن الصادرات، خاصة إلى الصين، أكبر شريك تجاري لبيونغيانغ، انخفضت بنسبة 35 في المئة. وأدى هذا إلى قطع كمية كبيرة من عوائد النظام.
ولن ترضى طبقة الصفوة، التي يحتاج كيم جونغ-أون إلى الحفاظ عليها بجانبه، عن ذلك. ولكن ما يثير الأعصاب أكثر بالنسبة إلى بيونغيانغ هو أن الأمور قد تتدهور أكثر.
تخفيف العقوبات
ولا يعتقد أن تقدم بيونغيانغ على التخلي عن شيء بلا مقابل.
إذ إن كوريا الشمالية - بحسب ما قاله محرر في الشؤون الدبلوماسية - "لديها هي والولايات المتحدة فهم مختلف لما يعنيه نزع الأسلحة النووية".
وأضاف أنكيت باندا أن ما تريده كوريا الشمالية بالفعل هو تخفيف العقوبات.
وأشار إلى أنه توجد حاليا حوالي تسعة قرارات مختلفة خاصة بالعقوبات المفروضة على كوريا الشمالية.
ويقول إن "هذا يجعل تخفيف العقوبات مستحيلا. وحتى إن كان لكوريا الجنوبية موقف إيجابي نحو الشمال، فإنه لا يمكن أن يحدث شيء بدون الأمم المتحدة والولايات المتحدة.
وقد يكون تهديد كوريا الشمالية اختبارا لاستعداد الولايات المتحدة لتقديم تنازلات، بحسب ما يقوله وليام نيوكوم، أحد خبراء الأمم المتحدة السابقين.
ونجاح الاختبار أمر محل تساؤل لكن كثيرا من الدبلوماسيين يقولون إنه يجب على مجلس الأمن أن يتصرف، إما بإلغاء العقوبات، أو بتعديلها، أو بتعليقها.
وما تريده بيونغيانغ هو أن تعرف واشنطن قدر المخاطرة الموجود، وأن تضمن كوريا الشمالية بقاء اقتصادها على قيد الحياة.
مواضيع: