اليوم الخميس 24 مايو/ أيار، أن تصريحات الرئيس دونالد ترامب، منذ يومين، حول نتائج الانتخابات الرئاسية في فنزويلا، والتي أسفرت عن فوز الرئيس الحالي نيكولاس مادورو بفترة رئاسية جديدة، بدأت تتحول إلى إجراءات واقعية تبرز حجم الخلاف بين البلدين، وطرد الدبلوماسيين المتبادل هو الخطوة الأولى.
وتابع أستاذ العلاقات الدولية: "الجميع توقعوا أزمة كبرى، بعدما طالب دونالد ترامب الرئيس مادورو بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، والإفراج عن المعتقلين السياسيين في السجون الفنزويلية، وكذلك توفير مناخ ديمقراطي سليم"، موضحا أن ما ينادي به ترامب قيم سامية، ولكن النوايا الأمريكية دائما ما تكون موضع شك، عندما يتحدث الأمريكان عن الديمقراطية.
وأوضح أن الولايات المتحدة تحدثت عن الديمقراطية والحريات في العراق وكانت النتيجة انهيار البلد لسنوات طويلة، واحتياجه لسنوات أكثر ليعود لنصف ما كان عليه، وكذلك الحال فيما يتعلق بسوريا وأفغانستان وفيتنام ودول أخرى، لذلك فإن دول أمريكا اللاتينية ودول أوروبا لا تقبل بالحديث الأمريكي عن الحريات في أي بلد، كما أن أمريكا أعقبت ذلك بإجراءات اقتصادية ضد فنزويلا، الأمر الذي يوصل الخلاف لنقطة الذروة.
ولفت الخبير في الشؤون الأمريكية، إلى أن فنزويلا من حقها أن ترفض التدخل الأمريكي السافر في شؤونها الداخلية، خاصة أن التصريحات الأمريكية جاءت بعد ساعات قليلة من إعلان فوز الرئيس مادورو بفترة رئاسية جديدة، أي أن جاءت كطعن مباشر في العملية الانتخابية ونزاهتها، وهو أمر من الطبيعي أن يرفضه أي رئيس يبدأ مرحلة جديدة في حكم بلاده.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة تطرد اثنين من الدبلوماسيين الفنزويليين ردا على إجراءات مماثلة من جانب فنزويلا. وجاء في بيان وزارة الخارجية اتخذ قرار بأن يغادر الولايات المتحدة خلال 48 ساعة القائم بأعمال فنزويلا في أمريكا ونائب القنصل العام في هيوستن.
ويأتي ذلك ردا على قرار الحكومة الفنزويلية بطرد القائم بأعمال الولايات المتحدة ونائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في فنزويلا. وقال المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناويرت: "إن الاتهامات التي يفسرها قرار الرئيس نيكولاس مادورو، لا أساس لها: يؤدي دبلوماسييونا واجباتهم الرسمية بمسؤولية وفقا للممارسات الدبلوماسية ومعايير اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية. ونحن نرفض أي تفسير أخر".
وأعلن الرئيس الفنزويلي، نيقولاس مادودو، يوم الثلاثاء المنصرم، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة، شخصا غير مرغوب فيه، وطالبه بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة، وذلك ردا على حث رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، السلطات الفنزويلية على إجراء انتخابات حرة ونزيهة في البلاد، في أعقاب الإعلان عن فوز نيكولاس مادورو بفترة رئاسية جديدة.
وذكر بيان لترامب، صدر عن البيت الأبيض أول من أمس الثلاثاء 22 مايو/ أيار: " نحن ندعو نظام مادورو، لإعادة الديمقراطية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين فورا ودون قيد أو شرط، ووضع حد للقمع والحرمان الاقتصادي للشعب الفنزويلي".
وأضاف ترامب في البيان: "لقد وقعت أمرا تنفيذيا لمنع نظام مادورو، من بيع أو نقل أصول فنزويلية معينة، ومن أجل عدم منح النظام إمكانية كسب المال من بيع أصول محددة للحكومة الفنزويلية".
وقالت لجنة الانتخابات في فنزويلا، أمس الاثنين 21 مايو، إن الرئيس نيكولاس مادورو فاز في انتخابات الرئاسة التي أجريت، أمس الأول الأحد، رغم أن منافسيه أعلنا أن الانتخابات غير شرعية بسبب مخالفات واسعة.
مواضيع: