“أفنان” و”مراد” تجسيد إنساني للتقارب اليمني التركي

  24 ماي 2018    قرأ 995
“أفنان” و”مراد” تجسيد إنساني للتقارب اليمني التركي

من تركيا إلى اليمن جاء الشاب “مراد توكر”، بقصد تعلّم اللغة العربية، لكنه لم يكن يعلم أنه سيستقر في بلد يشهد اضطرابات سياسية، هي الأسخن في الشرق الأوسط.

 

مراد صاحب الـ30 عامًا، والقادم من مدينة “مانيسا” التركية، وصل إلى اليمن عام 2008، ليستقر فيها بعد ارتباطه بالشابة اليمنية “أفنان طه” (28عامًا).

ارتباط مراد بأفنان جاء بعد قصة بدأت منذ اللحظة الأولى التي رآها فيها، بمعهد لتعلّم اللغات في مدينة صنعاء اليمنية، وانتهت بزواجهما. وعلى الرغم من أن فكرة الارتباط بينهما بدت معقدة في بدايتها، فإقد مضيا في موقفهما وقررا الارتباط بعد أن نجحا في إقناع أسرتها التي تعيش في مجتمع يرى زواج الفتاة من أجنبي أمرًا صعبًا.

وفي حديث للأناضول، تقول أفنان إن والدها فور سماعه خبر قدوم شاب تركي يطلب يد ابنته التي تحتل الترتيب الثالث بين إخوتها، “صاح وغضب رافضا الأمر”، غير أنه وافق عقب جلوسه مع مراد قائلا: “أحببته .. أنا موافق”. أما من جانب مراد، فكانت والدته رافضة فكرة ارتباطه بأفنان؛ لأنها أرادت له عروساً من بلده غير أنه نجح هو الآخر في إقناعها بعدة أساليب، لتوافق أخيرا على الزواج.

وعن تفاصيل الارتباط الذي بدا كتجسيدٍ للتقارب المتنامي بين اليمن وتركيا، تقول أفنان “تمت خطبتنا في صنعاء في ديسمبر/كانون الأول 2012 وتزوجنا بعد ذلك بعامين، بعد إكمال دراستنا الجامعية”. وعن طقوس العرس، تشير أفنان أن مراسم الزواج شملت تنوعًا بين العادات اليمنية والتركية، “ومن هنا بدأت حكايتنا”. وبعد الزواج قرر الزوجان الاستقرار في اليمن، خصوصًا بعد حصول مراد على فرصة عمل في معهد لتعليم اللغة التركية.

لكن الحرب التي اشتعلت في البلاد منذ 2015، دفعت الحكومة التركية إلى إجلاء رعاياها من اليمن، لينتهي المطاف بالزوجين في مدينة إسطنبول. وتضيف أفنان: “مراد يتمنى أن يعود إلى اليمن، لكن نظرًا لأحوال البلاد اليوم، أجد أن هذه الأمنية تبدو صعبة. البلاد لم تعد كما كانت”. أما بشأن تغلبهما على الاختلافات الثقافية والفكرية بينهما، فأكدت أن “المسألة لم تكن كذلك بقدر استعداد الطرفين لتقبّل اختلاف الآخر ومحاولة التكيف معه، بل إن جزءا منه يعتبر مكملاً لنا، ويثري علاقتنا”. وتابعت أفنان: “ثقافة اليمن وتركيا متقاربة إلى حد بعيد، حتى أنني لم أشعر بغربة كبيرة في اسطنبول”.

وزادت القول: “الشعب التركي في حد ذاته متفاوت في ثقافاته وعاداته من حيث المناطق والفئات المحافظة وغير المحافظة، والعادات اليمنية أقرب للفئة المحافظة بطبيعة الحال”. وتتحدث عن تشابه العادات، مشيرة إلى مسألة احترام الكبار سواء في العائلة أو المجتمع، وكذلك التجمع خلال الأعياد في بيت العائلة الكبير، وكلها كما تقول أفنان، تتطابق مع تقاليد اليمن.

أما بخصوص اللغة التي يتحدثان بها توضح: “في البداية ولمدة ثلاث سنوات تحدثنا بالإنجليزية والعربية فقط، حتى تمكنتُ من التحدث بالتركية”. وتستطرد: “المعروف عن الأتراك أنهم لا يمكن أن يتحدثوا فيما بينهم بغير التركية، عملوا على تتريكي (جعلي أتحدث التركية) أيضًا”.

وعن اختلاف الأطعمة بين البلدين ولمن تؤول الغلبة في مائدتهما، تقول: “عندما جاء مراد إلى اليمن عانى في البداية من الأكل اليمني كثير البهارات مقارنة بالتركي، غير أنه اعتاد عليه حتى بات يحبه أكثر من التركي”. وتقول أيضا: “ترجيحنا للمطبخ الأسهل وهو التركي، لكني أُحضّر لمراد بين الحين والآخر الوجبات اليمنية التي عشقها؛ مثل العصيد والشفوت والزربيان والفحسة”. أما هي فأحبّت من المطبخ التركي “الاسكندر، وشوربة الباميا والمشاوي التركية”.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة