200 ألف فلسطيني يؤدون الجمعة الثانية بـ(الأقصى المبارك)

  26 ماي 2018    قرأ 805
200 ألف فلسطيني يؤدون الجمعة الثانية بـ(الأقصى المبارك)

أدى أكثر من 200 ألف مواطن فلسطيني، من القدس وبلداتها ومدن الداخل، ومحافظات الضفة الغربية، ممن انطبقت عليهم شروط الاحتلال (كبار السن والنساء)، أمس صلاة الجمعة الثانية في شهر رمضان الفضيل، برحاب المسجد الأقصى المبارك.

وجرت الصلاة وسط استعدادات ضخمة من دائرة أوقاف القدس واللجان العاملة، خاصة الفرق الكشفية، واللجان الصحية والطبية والإغاثية والتطوعية، بالإضافة إلى استعدادات واسعة من لجان حارات وأحياء القدس القديمة.
وحاول سكان البلدة القديمة التخفيف والتسهيل على المصلين، من خلال وضع مقاعد في الشوارع والطرقات للاستراحة، والماء للوضوء، فضلاً عن استخدام رشاشات مياه للتخفيف من حرارة الشمس، إضافة لإرشاد الوافدين إلى “الأقصى”.
واجتهدت عناصر الكشافة في تنظيم أماكن صلاة النساء، في حين انتشرت عيادات طبية وصحية ميدانية إلى جانب عيادات المسجد المبارك، لمعالجة المُصابين، حيث تم معالجة عدد من الإصابات بضربات الشمس والإغماء.
وكانت الحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس شهدت منذ الساعات الأولى من فجر اليوم، ازدحاما بسبب الأعداد الهائلة من المتوجهين إلى المدينة، في الوقت الذي عززت فيه قوات الاحتلال انتشارها على هذه الحواجز ومحيطها وعلى طول مقاطع جدار الضم والتوسع العنصري، وأغلقت محيط القدس القديمة، ونصبت عشرات الحواجز العسكرية والسواتر الحديدية، واحتجزت بطاقات هوية مئات الشبان، فيما حلقت مروحية مراقبة، وأطلقت منطادا استخباري في سماء المدينة منذ الصباح وخلال الصلاة وبعدها.
ولاحقت قوات الاحتلال عددا من الشبان خلال محاولاتهم اجتياز الجدار العنصري حول القدس، دون تبليغ عن اعتقالات.
وينتظر عشرات آلاف المصلين ليؤدوا صلوات العصر والمغرب والعشاء والتراويح في رحاب “الأقصى”، في الوقت الذي بدأت فيه المؤسسات الخيرية تجهيز وجبات الإفطار.
وأكد خطيب المسجد الأقصى المبارك خلال خطبة الجمعة ان المسجد الأقصى المبارك هو للمسلمين وحدهم.
وأشار الى أنه ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها أهل مدينة القدس جراء الممارسات الظالمة والضرائب الباهظة، والاقتحامات المستمرة من قبل المستوطنين، وهدم البيوت والاعتقالات وابعاد الناس عن المسجد الاقصى، وتشديد الخناق على العاملين فيه وبخاصة حراس المسجد، الا أن هذه الاجراءات لن تغير من واقعنا شيئًا، ولن تغير من حقيقة اسلامية الأرض والمقدسات. مشددا على ضرورة رعاية وحماية المسجد الأقصى من اعتداءات الاحتلال، وذلك من خلال الرباط فيه.
وأضاف “هنا في أرضنا اختلت الموازين، وانتشر الاعتداء، وسفكت الدماء، وازهقت الارواح، والمطلوب منا أن نوحد صفنا وكلمتنا، وأن نقول كلمة الحق والعدل، والا فالخطر القادم أدهى وأمر” مبيننا أن أهل مدينة القدس أكرمهم الله بالرباط في هذه المكان المقدس.
وأضاف “لقد من الله عليكم يا اهل بيت المقدس وفلسطين بالصبر الجميل، وتحمل أهلنا الأذى بكل اشكاله والوانه، فقد قدموا الاسرى الذين يحرمون من أبسط الحقوق التي كفلتها الاعراف الدولية ويحرمون من زيارة الأهل والأقارب، كما قدموا قوافل الشهداء من أجل الحرية”.
من جانبه أكد قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الاسلامية، محمود الهباش، أن القدس بكل تفاصيلها ومسجدها الأقصى المبارك بما فيه حائط وساحة البراق الذي يزعمون أنه جزء من الهيكل المزعوم هو وقف إسلامي للأمة الإسلامية إلى قيام الساعة.
واعتبر خلال خطبة الجمعة الثانية من شهر رمضان، في مسجد الضريح برام الله، أن من يرضى ويقبل بتمكين غير المسلمين وغير الفلسطينيين من المسجد الأقصى المبارك، مخالف لكتاب الله وسنة نبيه وإجماع المسلمين، كما أن ينقض نصوص القرآن الذي أعطى هوية القدس لها ولا يحق لأحد تغييرها.
وقال: “هذا كلام غير قابل للمناقشة والمراجعة، فكل المسجد الأقصى يجب أن يكون تحت السيادة الإسلامية العربية الفلسطينية، وليقل الزمان ما قال وليفعل الأعداء ما يفعلون، هذا لن تتغير حقائق التاريخ والدين، وهذا الامتحان يجب أن ننجح فيه ولن نقول كلام غير الكلام الصحيح”.
واشار الهباش الى أن ظهور السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، أمام صورة فوتوغرافية لمدينة القدس وقد أزيل منها المسجد الأقصى المبارك، لتحل محله صورة أخرى ترمز إلى الهيكل المزعوم، هو عدوان جديد وامتهان لحقوق الشعب الفلسطيني، ولكرامة الأمه جميعها.
وأوضح ، أن هذه الصورة تعبر عن أحلام مريضة، وعن أساطير لم يكن لها وجود في يوم من الأيام.
وأضاف أن ما جعل السفير الأميركي فريدمان، يتجرأ على فعلته هذه هو إدراكه بأن الأمه الإسلامية لن تحرك ساكنا وتثور من أجل المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن ظنه سيخيب لأن الأمة وإن تراكم الغبار عليها وقعدت حينا من الزمن قادرة على النهوض من جديد، وأن تتصدى لكل المحاولات التي تستهدف القدس والمسجد الأقصى.
وتابع الهباش قائلا “إن الإدارة الأميركية حاولت تبرير هذه الفعلة بأن ما أقدم عليه سفيرها لم يكن مقصودا، غير أن هذا التبرير غير مقنع.
كما تطرق الهباش الى صحة الرئيس محمود عباس، معتبرا أن المرض ابتلاء من الله، غير انه كشف المعدن الأصيل لشعبنا وحبه لرئيسه، كما يثبت التفاف شعبنا حول قيادته، مضيفا انه من الطبيعي أن يكون هناك شواذ وحمقى خاصة أولئك الذين يشمتون بالمرض، وهم ساقطون من حساباتنا، ولا يجب مواجهتهم بمثل ما يقولون.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة