ويصنف “آيا صوفيا” -الذي تحول مع فتح إسطنبول من كنيسة إلى جامع- كأحد أهم الآثار الفنية والمعمارية في العالم، وضمن أكثر المتاحف زيارة.
وتم تشييد هذا الصرح المهيب عام 537، ويعتبره مؤرخون “ثامن عجائب الدنيا”.
وحافظ على جماله التاريخي حتى يومنا هذا؛ بفضل أعمال الترميم التي أجريت له زمن الدولة العثمانية، والمآذن التي أضافها إليه المعمار العثماني الشهير، سنان.
وفي هذا السياق، أشار نائب رئيس جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية، البروفسور فهم الدين باشار، إلى أهمية فتح إسطنبول من قبل المسلمين، معتبراً ذلك تحقيقاً لبشرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأضاف باشار، خلال حديثه لمراسل الأناضول، أن إسطنبول حوصرت لمرات عديدة، إلا أن “شرف فتحها كان من نصيب محمد الثاني، القائد التركي الشاب ذو 21 ربيعاً، والذي لُقب بعد فتحه إسطنبول بـ محمد الفاتح”
وتابع قائلاً: “لقد وقع فتح إسطنبول قبل 565 عاماً من يومنا هذا. وحقق السلطان محمد الفاتح بذلك بشرى النبي صلى الله عليه وسلم. ودخل السلطان العثماني المدينة بعد تأمين الاستقرار والأمن فيها، يوم 29 مايو/أيار، وتوجه مباشرة إلى كنيسة آيا صوفيا التي كانت بمثابة مركز العقيدة المسيحية في الشرق”.
وأضاف باشار أن المسيحيين ورجال الدين المسيحيين كانوا قد لجأوا إلى داخل آيا صوفيا عندما سمعوا بسيطرة الجنود العثمانيين على المدينة، وبدأوا بالدعاء هناك.
وأردف قائلاً: “عندما وصل السلطان محمد الفاتح إلى آيا صوفيا، نزل من على حصانه، وأبلغ رجال الدين والسكان المسيحيين الموجودين هناك، بأنه لا داعي لشعورهم بالخوف بعد الآن، وأن أرواحهم وأموالهم وأعراضهم باتت أمانة في عنقه، وأخبرهم بإمكانية العودة إلى ديارهم وأعمالهم؛ ليمنح بذلك الأمان لسكان المدينة”.
وينقل الأكاديمي التركي عن المصادر التاريخية، أن السلطان محمد الفاتح، تأثر كثيراً عندما رأى “آيا صوفيا”، حتى أنه صعد إلى قبابه ودقق فيهم واحدة تلو الأخرى، وتمعن من هناك في المدينة، ليأمر بعده برفع الآذان في آيا صوفيا، ويؤدي صلاة الشكر فيه.
وأشار “باشار” بأن السلطان الفاتح أدى أول صلاة جمعة في آيا صوفيا يوم 1 يونيو/حزيران 1453، واستمع إلى الخطبة التي ألقاها شيخه آق شمس الدين.
وأكد الأكاديمي التركي أنه مع فتح إسطنبول، تغيرت الكثير من توازنات القوى في العالم آنذاك؛ حيث تحولت الدولة العثمانية إلى دولة رائدة في العالم الإسلامي، فيما أصبحت قوة كبيرة مميزة في منظور الدول الغربية المسيحية.
ولفت “باشار” إلى أنه عقب فتح إسطنبول تعرض العالم المسيحي الغربي لخيبة أمل كبيرة؛ إذ لم يكونوا يتوقعون أن يتمكن محمد الفاتح ذو 19 ربيعاً، من فتح المدينة بعد عامين من اعتلائه عرش السلطة.
وأوضح أنه عقب وصول خبر فتح إسطنبول، إلى البابا، دعا كافة العالم المسيحية إلى الحملات الصليبية، وخططوا لمرات من أجل الاستيلاء على “آيا صوفيا” وإسطنبول، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك أبداً.
ويحتفل الأتراك خاصة، والمسلمون عامة في 29 مايو/أيار من كل عام، بذكرى “فتح القسطنطينية”، وهي المدينة التاريخية التي فتحها السلطان العثماني “محمد الفاتح” من الإمبراطورية البيزنطية، عام 1453، بعد أن ظلت عصية على الفتوحات الإسلامية لعدة قرون.
مواضيع: