قوام تلك المجموعة يقدّر بنحو 35 ألف كتاب، وفقا لمارينا ميلانيانا، مديرة مركز الأدب الشرقي، التي وصفت بعضها بـ”اللؤلؤة”.
وفي حديث مع الأناضول، تقول “ميلانيانا” إنّ “لؤلؤة المجموعة عبارة عن تشكيلة تضم أوائل الكتب التركية المطبوعة”.
هذه اللؤلؤة تضم عناوين باللغة العثمانية القديمة، بينها أوائل الكتب المطبوعة في مطبعة إبراهيم متفرقه (1674-1744/مؤسس أوَّل آلة للطباعة بالحرف العربي في الدولة الإسلامية).
كما تشمل المجموعة التركية 13 ألف عنوان لكتب حديثة ومجلات وصحف، وغيرها من المواد المطبوعة التي تعود إلى الجمهورية التركية، وفق ميلانيانا.
وتشير ميلانيانا أن ضم الكتب التركية إلى مكتبة الدولة الروسية بدأ منذ عام 1828، عندما نقلت وزارة خارجية الإمبراطورية الروسية، آنذاك، المطبوعات التي تلقتها كهدايا من السفارة العثمانية.
ومنذ ذلك الحين، استمرت مجموعة الكتب التركية في هذه المكتبة بالنمو. ويعود الفضل، كما تقول ميلانيانا، إلى العديد من عمليات التبادل والشراء والتبرع.
وتوضح أنه “بعد تأسيس الجمهورية التركية (1923) والاتحاد السوفيتي (1922)، تم تبادل الكتب بشكل منتظم بين مكتبتنا والمجتمعات التاريخية واللغوية التركية”.
وحاليا، والقول لميلانيانا، يتعاون مركز الأدب الشرقي مع وزارة الثقافة التركية، في هذا الإطار.
وتضيف: “كعلامة على الامتنان للمؤسسات التركية ودعمها وتبرعها بالكتب، وضع المركز كتبا مصورة بشكل جميل عن تركيا في مكان بارز داخل قاعة القراءة”.
ويحتوي مركز الأدب الشرقي على أول كتاب تركي مطبوع، وهو قاموس مكون من مجلدين صدر عام 1729 بعنوان “فانكولو لوغاتي”.
وتشير ميلانيانا أن الكتاب الذي “يتميز بشعبية وطلب واسع بين الأتراك المتعلمين”، تم تسميته على اسم مترجمه محمد فانكولو.
ومن بين الكتب النادرة في المجموعة التركية، كتاب “تاريخ الهند الغربي” المصور، الذي يعود إلى عام 1730، حيث يمتلئ بصور الأشخاص والحيوانات.
كما يعد كتاب “جيهان نامة” (Kitab-ı Cihannüma) لخطيب شلبي (Kâtip Çelebi) (توفى عام1657)، من الكتب الهامة في مكتبة الدولة الروسية.
وتقول “ميلانيانا”: “رغم أنّ كتاب (جيهان نامة) الأصلي تم نشره دون أي رسومات توضيحية، غيّر أنّ الطبعة التي منحتها السفارة التركية للمكتبة الروسية، جاء بها العديد من الصور والخرائط الملونة يدوياً”.
يشار أنّ المركز يضم وثائق تاريخية مع نسخ من الأعمال التاريخية المرفقة بتوقيعات ومذكرات كبار المسؤولين خلال فترتي الإمبراطورية العثمانية والجمهورية التركية.
وتأسست مكتبة الدولة الروسية عام 1728، كأكبر مكتبة في أوروبا.
وبحسب آخر رصد لمحتويات المكتبة في يناير/ كانون الثاني الماضي، فإنها تضم 47 مليون عنوان بـ367 لغة مختلفة.
ومن بين القراء المشهورين الذين استفادوا من المجموعات الهائلة للمكتبة، الكاتبين “فيودور دوستويفسك”، و”ليو تولستوي”، إضافة إلى الأباطرة والسياسيين الروس، ومن أبرزهم “فلاديمير لينين”.
مواضيع: