وكعادة المساجد التركية كل عام في تلك الليلة فإنها تكتظ بالمصلين، حيث تكون المساجد الكبيرة شاهدة على أعداد تتجاوز عشرات الآلاف من المصلين.
فعلى مسجد “السليمية” التاريخي الشهير بولاية أدرنة توافد حوالي 30 ألفا لإحياء ليلة القدر في المسجد المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وقد اصطف المواطنون الأتراك جنبًا إلى جنب مع مواطني دول البلقان وتراقيا الغربية، حيث توافدوا جميعًا للمشاركة في إحياء ليلة القدر التي بدأ فيها نزول القرآن الكريم وهي خير من ألف شهر.
ويعدّ “السليمية” تحفة معمارية للمهندس العثماني سنان باشا؛ حيث أشرف على أعمال بنائه بين عامي 1569 و1575، وكان، آنذاك، بلغ من العمر ثمانين عامًا؛ ليضع في هذا الجامع خبرة السنين الماضية في فن العمارة وهندسة البناء.
كما فاضت مساجد ولايات تركيا جميعها وعلى رأسها إسطنبول وخاصة المساجد التاريخية كالسلطان أحمد، والسليمانية، والفاتح، وأيوب، بالمتعبدين بداية من وقت الإفطار.
وتناول الصائمون إفطارهم في باحات المساجد، ومن ثم شغلوا وقتهم بتلاوة القرآن حتى حلول وقت العشاء.
وفي صلاة العشاء والتراويح، امتلأت المساجد وباحاتها عن آخرها، لقيام ليلة القدر، ومن ثم ارتفعت الأيدي إلى السماء ولهجت الألسن بالدعاء، راجية الإجابة في هذه الليلة المباركة.
وتحظى ليلة القدر منذ أيام الدولة العثمانية بمكانة خاصة، حيث جرَت العادة عند الأتراك أن يهنئوا بعضهم البعض بقدوم ليلة القدر، وهي من العادات التي ما زالت متوارثة لديهم حتى اليوم، حيث يتبادل الجميع الرسائل بالتهاني بمناسبة حلول تلك الليلة مذكّرين بفضلها العظيم.
مواضيع: