واتهم الرئيس الاسد، في مقابلة مع صحيفة “ميل أون صنداي” البريطانية، لندن وباريس وواشنطن بـ”فبركة” الهجوم الكيماوي على مدينة دوما بريف دمشق، وإطالة أمد الصراع في سوريا، مشيرا الى ان بلاده هي الطرف الرئيسي الذي يحارب تنظيم “(داعش). ونفى الاسد، حدوث أي هجوم كيماوي على دوما”، مبينا ان جوهرالمسألة ان بريطانيا واميركا وفرنسا كانوا يشعرون بالحاجة إلى “تقويض الحكومة السورية، و تغيير وإسقاط الحكومة السورية في بداية الحرب، لكنهم مستمرون في فشلهم و في إطلاق الأكاذيب ويحاولون شن حرب استنزاف على حكومتنا”. واتهم الاسد بريطانيا بتقديم دعم علني لمنظمة “الخوذ البيضاء”، التي تشكل فرعاً للقاعدة-النصرة في مختلف المناطق السورية. وأضاف الاسد “تلقينا العديد من الاتصالات من مختلف أجهزة المخابرات في أوروبا، لكننا أوقفنا ذلك مؤخراً بسبب عدم جديتهم فليس هناك تعاون مع أي أجهزة استخبارات أوروبية بما في ذلك الأجهزة البريطانية”. ووصف الأسد وجود القوات الروسية والإيرانية في سوريا بأنه ” شرعي”، كونه تم بدعوة من الحكومة السورية، في حين أن الوجود الأميركي والبريطاني “غزو” و “غير شرعي”، فهم ينتهكون سيادة سوريا”. وترفض الحكومة السورية التواجد الغربي ” الاميركي – التركي -البريطاني” في اراضيها وتعتبره “عدوانا”، و “غير شرعيا”، مطالبة بخروج قوات هذه الدول من اراضيها، في حين تعتبر وجود القوات الروسية والايرانية “شرعي” لانه جاء بطلب منها. واشار الاسد الى ان بلاده هي “الطرف الرئيسي الذي يقاتل وقاتل “داعش” بدعم من الروس والإيرانيين”، متعهدا “بتحرير كل شبر من الأرض السورية” ، وبين ان القرار الوحيد حول ما يحدث في سوريا وما سيحدث هو “قرار سوري”. وبين الأسد “كلما حققنا المزيد من التقدم سياسياً وعسكرياً حاول الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إطالة أمد الصراع وجعل الحل أبعد عن متناول السوريين”.معتبرا أن السياسيين الغربيين والأنظمة الغربية عموما، “إنهم لا يقبلون أي شخص له رأي مختلف، لا يقبلون أي بلد أو حكومة أو شخصية لها رأي مختلف، هذا هو الحال مع سوريا، سوريا دولة مستقلة جدا في مواقفها السياسية، ونحن نعمل من أجل مصالحنا الوطنية ولسنا دمية في يد أحد، هم لا يقبلون بهذا الواقع”. من جهة أخرى، استبعد الأسد، أن يكون هناك تفاهمات بين روسيا وإسرائيل، تتيح للأخيرة ضرب بلاده، ورأى أن روسيا “لم تقم إطلاقاً بالتنسيق مع أي جهة ضد سوريا سواء سياسياً أو عسكرياً”.وقال : “هذا تناقض، إذ كيف يمكنهم مساعدة الجيش السوري في تحقيق التقدم وفي الوقت نفسه يعملون مع أعدائنا على تدمير جيشنا”؟ ورد الأسد على سؤال حول الدور الروسي القيادي في سوريا الذي بات “يتخذ القرارات نيابة عنكم”، قائلا: روسيا تحارب من أجل القانون الدولي، وجزء من هذا القانون الدولي يتعلق بسيادة مختلف الدول ذات السيادة.. سياستهم وسلوكهم وقيمهم لا تقضي بالتدخل أو الإملاء، إنهم لا يفعلون ذلك.. وفي كل علاقاتنا لم يحدث أن تدخلوا أو حاولوا أن يملوا علينا شيئا.. حتى لو كانت هناك اختلافات.. من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات بين مختلف الأطراف، سواء داخل حكومتنا أو بين الحكومات الأخرى، بين روسيا وسوريا، أو سوريا وإيران، أو إيران وروسيا، وداخل هذه الحكومات، هذا طبيعي جدا.. لكن في المحصلة، فإن القرار الوحيد حول ما يحدث في سوريا وما سيحدث هو قرار سوري”.وفيما يخص توريد “إس 300″ إلى دمشق أوضح الأسد أن هذا شأن يخص المسؤولين الروس، “هذا إعلان سياسي، ولديهم تكتيكاتهم، أما ما إذا كانوا سيرسلونها أم لا، فهذه مسألة عسكرية، ونحن لا نتحدث عنها”. وعن ترشيحه للرئاسة المقبلة، افاد الرئيس الاسد بأن ترشيحه سيتوقف على أمرين، أولاً، “الإرادة الشخصية بأن اضطلع بتلك المسؤولية”، والأمر الثاني، وهو الأهم، هو “إرادة الشعب السوري، هل يقبلون بذلك الشخص؟ هل لا يزال المزاج العام فيما يتعلق بي كرئيس هو نفسه، أم سيغير الشعب السوري موقفه؟ إذاً، بعد ثلاث سنوات، سيكون علينا أن ننظر إلى هذين العاملين، ومن ثم نقرر ما إذا كان ذلك مناسباً أم لا”.وأضاف الأسد أنه موجود إلى الآن بسبب الدعم الشعبي له،”نحن نحاربهم (الإرهابيين) ونحظى بالدعم الشعبي في سوريا لمحاربة أولئك الإرهابيين، ولهذا السبب فإننا نتقدم، لا نستطيع تحقيق هذا التقدم لمجرد أننا نتلقى الدعم الروسي والإيراني، فالروس والإيرانيون لا يمكن لهم الحلول مكان الدعم الشعبي”. ويتولى الرئيس الأسد منصبه منذ العام 2000 وتم إعادة انتخابه عام 2014 لسبع سنوات.
مواضيع: