وتعتبر هبطات العيد إرثا قديما ومن العادات التي ينتظرها المواطنون في السلطنة، وهي عبارة عن أسواق تقليدية تقام بمناسبة قدوم العيد على مساحات مفتوحة من الأراضي أو تحت ظلال أشجار النخيل والمانجو والغاف أو بالقرب من القلاع والحصون وتشهد إقبالا كبيرًا من المواطنين والمقيمين والسياح.
وتبدأ فعاليات سوق الهبطات في جميع محافظات وولايات السلطنة قبل 10 أيام من العيد وتستمر إلى ما قبل العيد بيوم واحد.
ويكون موعد هبطات العيد في مختلف محافظات السلطنة اعتبارا من 24 وحتى 29 من شهر رمضان المبارك، تستهلها ولايتا وادي بني خالد وإبراء بمحافظة شمال الشرقية وولاية بوشر بمحافظة مسقط وفي فنجاء التابعة لولاية بدبد بمحافظة الداخلية، حيث تقام في ولاية وادي بني خالد أربع هبطات متواصلة تبدأ في قرية الخالدية ثم هبطات عمق وسوق المصالحة والحويرية وتستمر حتى 27 من رمضان.
وتستهل قرية الثابتي بولاية إبراء أولى هبطات الولاية الثلاث تليها هبطتا اليحمدي في 25 رمضان ثم السفالة في 26 رمضان، كما تبدأ في 25 من رمضان كذلك هبطة ولاية الحمراء وهبطة (نفعا) التابعة لولاية بدبد.
وفي يوم السادس والعشرين من رمضان تقام الهبطات في ولايات الرستاق وسمائل (سرور) وصور ووادي المعاول وبدية والخابورة والمنترب بولاية بدية، اما في يوم 27 من رمضان فتقام الهبطات في ولايات جعلان بني بوعلي، والسويق، وبهلاء، وبركاء، وجعلان بني بوحسن، ونخل، والسيب، وقرية الواصل بولاية القابل، وفي 28 من رمضان تقام الهبطات في ولايات الكامل والوافي، والقابل.
وهناك توقيت ثابت لأغلب الهبطات في السلطنة حيث تبدأ من شروق الشمس حتى الساعة 11 صباحا وتتجاوز أحيانا إلى الواحدة ظهرا.
ويتنقل الكثيرون من هبطة الى أخرى في الولايات القريبة للبحث في أسواقها عن الأفضل خاصة من اللحوم الحية أو الاستمتاع بالأجواء المصاحبة للهبطات مثل (المناداة) وهي عملية يتم فيها بيع الأغنام والأبقار والإبل في المزاد العلني.
وتمثل هبطة العيد أول أفراح العمانيين بعيد الفطر المبارك خاصة الأطفال الذين يحرصون على حضورها وهم يرتدون أجمل ما عندهم من الملابس، حيث تلبي احتياجات الأم والطفل معا، وتوفر العديد من السلع والبضائع من ألعاب وملابس جاهزة إضافة إلى شراء الرجال والنساء احتياجاتهم من المواد الغذائية التي يتم بها إعداد العديد من الأكلات العمانية التقليدية ومستلزمات “الشواء”.
كما تعد تلك الهبطات فرصة للمربين لبيع مواشيهم بأسعار جيدة حيث يحرص العديد من المواطنين على شراء صغار المواشي المعروفة باسم (المواليد) لاستخدامها في الوجبة العمانية التقليدية المعروفة بـ (العرسية) وهي وجبة تؤكل عادة قبل الذهاب إلى مصليات العيد، وتتكون من الأرز واللحم ويضاف إليها السمن البلدي.
وتشهد هبطات العيد إقبالًا كبيرًا منذ ساعات الصباح الأولى، ويتوافد إليها الناس من مختلف القرى التابعة للولاية ومن الولايات القريبة والمجاورة.
ومن بين المشتريات التي يحرص العمانيون على شرائها من الهبطات، السمن البلدي العماني، و(عيدان المشاكيك) المصنوعة من جريد النخيل، و(خصفة الشواء) المصنوعة من سعف النخيل، إلى جانب الحطب، وشراء السكاكين، والأدوات المستخدمة في ذبح وتقطيع لحوم العيد، وأوراق الموز، التي تستخدم في لف (لحم الشواء) قبل وضعها في (التنور)، إضافة الى شراء العسل، والتوابل، والمكسرات، والحلوى العمانية، التي تعتبر جزءًا مهمًا وأساسيًا ومن وجبات الضيافة العُمانية خصوصًا في الأعياد والمناسبات.
كما تشهد العديد من الهبطات بيع الأسلحة التقليدية الخفيفة التي يتزين بها الذكور بمختلف أعمارهم مثل البنادق، والخناجر، والعصي، والأحزمة التقليدية، والسيوف، والملابس العمانية مثل (المصار والكميم).
الجدير بالذكر أنه تقام قبل حلول العيد الذي يشكل مناسبة تتميز بالكثير من الألفة والسعادة والفرح والتكافل عدة أنشطة خيرية لصالح المحتاجين وأسر ذوي الدخل المحدود مثل الأسواق الخيرية التي تقام بمشاركة عدد من المحلات التجارية التي تعرض منتجاتها للجمهور بأسعار مخفضة من أجل توفير مستلزمات المرأة والطفل ويتم تخصيص ريع تذاكر الدخول لهذه الأنشطة لشراء كسوة العيد للأسر المحتاجة.
هبطة نخل
وشهدت هبطة عيد الفطر بولاية نخل التي أقيمت صباح أمس بجانب قلعة نخل اقبالا كبيرا من قبل الباعة والمتسوقين حيث تم فيها عرض العديد من مستلزمات العيد من كماليات وملابس والمواد الغذائية والأغنام وشتى أنواع المواشي التي جلبت من مختلف ولايات جنوب الباطنة، عبر عرصتين للمناداة الأولى لبيع الأغنام والأخرى لبيع الأبقار. وقد بلغت أسعار رؤوس الأغنام في أقصاها 340 ريالا عمانيا مع زيادة الطلب لتصل الى أسعار مرتفعة، أما أقل سعر لها فقد بلغ 60 ريالا للمواليد.
أما بالنسبة لمزاد الأبقار فقد وصل أعلى سعر لها الى 750 ريالا فيما تفاوتت أسعارها لتصل الى ما بين 350 الى500 ريال عماني.
والى جانب الأغنام يتم في سوق الهبطة أو الحلقة كما تسمى محليا، عرض العديد من المنتجات السعفية مثل أكياس الشواء (الخصفة)، وأعواد المشاكيك المصنوعة من جريد النخيل أو من اعواد شجرة العتم التي يتم جلبها خصيصا من جبال الحجر الغربي. من جهة أخرى تشهد محلات بيع الحلوى العمانية نشاطا تجاريا كبيرا استعدادا لتلبية الطلبات المتزايدة على مختلف أنواع الحلوى النخلية، كما أن أسعارها تبدأ بارتفاع طفيف على الرغم من شدة المنافسة بين المحلات التجارية التي تبيع الحلوى بالتجزئة ومصانع الحلوى التي غالبا ما تبيع بالجملة والتجزئة حيث تباع علبة الحلوى زنة 1كغم بسعر 6 ريالات.
هبطات جعلان
وشهدت أمس هبطات عيد الفطر السعيد في ولايتي جعلان بني بوعلي وجعلان بني بوحسن حركة نشطة في البيع والشراء فقد تميزت هبطة ولاية جعلان بني بوحسن والتي تقام قبل كل عيد في السوق العام بالولاية بتنوع المعروضات التي تم عرضها على طول جوانب الهبطة من قبل الباعة العمانيين والذين حرصوا على عرض منتجاتهم من الحلوى العمانية والملابس التقليدية والمكسرات والتوابل والخناجر والسيوف والسمن البلدي وغيرها من الاحتياجات الاستهلاكية، حيث جاءت الأسعار مناسبة لمرتادي هذه الأسواق التقليدية وفي جانب موقع هبطة ولاية جعلان بني بوحسن أقيمت حلقات بيع المواشي والأبقار العمانية والتي تتيح الفرصة لمربي الماشية في بيع مواشيهم في مثل هذه المناسبات وقد كان المعروض من هذه المواشي مناسبا في الأسعار وخاصة رؤؤس المواشي الصغار (المواليد مابين 3 اشهر الى 6 أشهر) والتي تستخدم لحومها في وجبة العرسية وقد وصل سعر مثل هذه الأنواع ما بين 50 ريالا الى 70 ريالا عمانيا.
وفي موقع هبطة السابع والعشرين من رمضان في ولاية جعلان بني بوعلي والتي أقيمت بسوق الجمعة تميزت بتوافد كبير من المشترين من مختلف الولايات المجاورة وقد جاءت المعروضات من البضائع العيدية متنوعة وبأسعار في متناول مرتادي الهبطة والتي تنوعت فيها المواد الاستهلاكية المعروضة من مختلف المنتوجات العمانية وألعاب الأطفال وغيرها من المواد التي يحرص الأهالي على شرائها في مثل هذه المناسبات. كما شهدت هبطة المواشي بجعلان بني بوعلي انخفاضا ملحوظا في أسعار المواشي (المواليد) حيث تراوحت أسعارها مابين 40 ريالا الى 60 ريالا عمانيا.
هبطة دماء والطائيين
شهدت هبطة العيد بولاية دماء والطائيين أمس تدفقا كبيرا من المشترين بسوق محلاح، حيث أقبل كثير من أهالي الولاية والولايات المجاورة للشراء نظرا لما تتميز به الولاية من تربية المواشي.
وارتفعت أسعار الأغنام بشكل ملحوظ عن السنوات الماضية وتراوحت الأسعار مابين 150 إلى 250 ريالأ عمانيا للرأس الواحد من الأغنام. كما ارتفع حجم شراء الملابس والمنسوجات النسائية في الهبطة وكانت الأسعار مرتفعة بعض الشيء في جناح الملابس النسائية.
وحظي جناح الخضراوات والفواكه وبيع الحلوى العمانية والمكسرات وغيرها بنصيب الأسد من حجم الشراء.
هبطة بركاء
أقيمت صباح أمس بولاية بركاء هبطة السابع والعشرين من رمضان أمام حصن بركاء التاريخي.
وشهدت الهبطة انخفاضا في المعروض من الأغنام مقارنة بالأعوام السابقة حيث تراوحت الأسعار بين 70 إلى 220 ريالا لرأس الغنم والماعز من الانتاج المحلي، أما الاغنام المستوردة من الصومال واثيوبيا فلم تتجاوز اسعارها 50 الى 90 ريالا عمانيا.
وقد خلت هبطة بركاء هذا العام من الأبقار حيث اقتصرت فقط على الماعز والأغنام. وتمثل هبطة السابع والعشرين من رمضان في ولاية بركاء متعة للأطفال لاقتناء حاجياتهم من ألعاب وحلويات وكذلك الحيوانات والطيور.
وشهد سوق الحلوى العمانية والتى تشتهر بها الولاية اقبالا كبير جدا حيث شهدت محلات الحلوى تزاحما منذ الصباح الباكر وكذلك وفرة في المعروض من البهارات الجاهزة ومستلزمات الشواء والذي لاقى إقبالا من مرتادي السوق.
هبطة السيب
حظيت هبطة ولاية السيب بإقبال جيد من جانب المواطنين والمقيمين فيها ومن الولايات المجاورة ففي سوق الماشية كان هناك عرض جيد من الاغنام العمانية بمختلف اعمارها وتفاوتت أسعارها بين 170 الى 270 ريالا لرأس الغنم المحلي أما في سوق الابقار المحلية والمستوردة منها فتراوحت الاسعار بين 400 الى 700 ريال عماني. أما الأغنام المحلية فقد تراوحت اسعارها بين 160 الى 260 ريالا عمانيا.
مواضيع: