ولكونها أول انتخابات رئاسية بعد اعتماد النظام الرئاسي للبلاد، عقب إقرار التعديلات الدستورية، ولتزامنها مع الانتخابات البرلمانية، تتطلع كافة الأحزاب المشاركة لإقناع المواطنين ببرنامجها ووعودها الانتخابية أملا بالوصول إلى منصب الرئاسة، وحصد أكبر عدد من المقاعد في مجلس الأمة الكبير.
حزب العدالة والتنمية، الذي يحكم البلاد منذ عام 2002، يقدم برنامجا انتخابيا حافلا، ويعتمد في دعايته الانتخابية على ما حققه من إنجازات ومشاريع كبرى في البلاد، حققت لتركيا نقلة نوعية في كافة المجالات.
ويعول الحزب على التقدم والاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي شهدته البلاد في عهده، ويسعى لإقناع الناخبين بخطته ومشاريعه العملاقة، ضمن خطة 2023، التي ترنو للوصول بتركيا إلى مصاف الدول الكبرى تحت شعار الحزب “أمة كبرى وقوة عظمى”.
نستعرض في الأسطر التالية أهم وعود حزب العدالة والتنمية بقيادة رئيسه رجب طيب أردوغان:
يعتبر الاقتصاد بمثابة الرافعة الأساسية لحزب العدالة والتنمية، فبفضل النمو والازدهار الاقتصادي الذي شهدته البلاد في السنوات الأخيرة، استطاع الحزب الحصول على أغلبية أصوات الناخبين في كافة الانتخابات منذ عام 2002.
يسعى الحزب لإعطاء الأولوية للقطاع الخاص ذو المزايا الريادية والإمكانات المبتكرة لتحقيق النمو، كما يخطط لتحفيز الاستثمارات الخاصة مع التأكيد على مبدأ الشفافية والكفاءة والمساءلة والإنتاجية.
وضمن برنامجه الانتخابي أعلن العدالة والتنمية عن عزمه خفض العجز الحالي، وزيادة المدخرات المحلية، عبر سياسة اقتصادية تقوم على انضباط مالي كامل.
يَعد الحزب أيضا بعدم زيادة حصة الانفاق العام في الدخل القومي الإجمالي، ويؤكد أن مؤسسات الدولة ستخضع لتدابير تقشفية. كما يؤكد أن أرقام التضخم ستنخفض إلى ما دون العشرة خلال الفترة المقبلة.
وعبر سياسات محفزة للمستثمرين، سيسعى العدالة والتنمية لجذب استثمارات أجنبية طويلة الأمد وخاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والمجالات الإنتاجية.
ومن الوعود الانتخابية في المجال الاقتصادي أيضا، زيادة عدد المصدرين في البلاد من نحو 71 ألفا إلى 120 ألف مصدّر، بالإضافة لزيادة حصة المنتجات عالية التقنية في التصدير من 4% إلى 15%.
كما وعد الحزب بإيجاد حلول عملية للمشاكل الاقتصادية، وتحديث التشريعات العامة، والاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال.
في مجال الحريات والحقوق، يؤكد العدالة والتنمية على توسيع مبدأ سيادة القانون واحترام الحريات، وتعزيز الديمقراطية. ويشدد الحزب على احترام كافة شرائح المجتمع بكافة هوياته وأعراقه.
وضمن وعوده الانتخابية أعلن العدالة والتنمية عن سعيه لمنح الوضع القانوني لـ “بيت الجمع” وهي دور العبادة للعلويين الأتراك.
وسيسعى الحزب لتعزيز دور المنظمات غير الحكومية في قطاع الخدمات وتنظيم علاقتها بالقطاع العام.
وبهدف تعزيز وتسريع الإجراءات للوصول إلى تحقيق العدالة، وعد الحزب ناخبيه بزيادة عدد المحاكم التخصصية ومحاكم الاستئناف، كما أكد على عزمه تغليظ العقوبات المرتبطة بالجرائم الجنسية وخاصة المنفذة ضد الأطفال .
ملف العلاقات والسياسات الخارجية إحدى أكبر الملفات التي تلقي بظلالها بقوة على المشهد الانتخابي في تركيا، وسيكون له تأثير كبير على أصوات الناخبين وتوجهاتهم.
العدالة والتنمية أكد على مواصلة سعيه لانضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي. كما أعلن مواصلة الجهود الدبلوماسية لدفع الولايات المتحدة الأمريكية لاتخاذ خطوات حقيقية فيما يتعلق بتنظيم غولن الإرهابي وتسليم رئيسه فتح الله غولن الإرهابي.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، أوضح الحزب عزمه إقامة علاقات قوية ووثيقة مع روسيا، خاصة في مجال الطاقة والتجارة.
يؤكد العدالة والتنمية على مواصلة الجهود لتعزيز الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط لاسيما في سوريا والعراق، كما سيواصل عمله وجهوده الدبلوماسية لإعادة هيكلة مجلس الأمن الدولي ليكون أكثر ديمقراطية وشفافية وكفاءة.
وحول أتراك الخارج، يؤكد الحزب على عقد تجمعات سنوية لأتراك الخارج لمناقشة قضاياهم، وحل مشكلاتهم.
وفيما يتعلق بقضية محاربة الإرهاب، أعلن العدالة والتنمية استمراره في نهجه بمحاربة كافة التنظيمات الإرهابية بشكل استباقي، والتي تهدد أمن تركيا خاصة تنظيمات بي كا كا وداعش وغولن الإرهابية.
ضمن خطة الحزب في السنوات المقبلة، سيتم توفير علاجات شخصية للمواطنين تعتمد على المسح الجيني ضمن مشروع “الجينوم التركي”.
سيعمل الحزب على تخفيض نسبة البطالة في المجتمع خاصة بين الشباب، وسيوفر وظائف جديدة في المجالات السياسية والاجتماعية والتعليمية، كما سيعمل الحزب على تعزيز دور المرأة وزيادة المشاريع الرامية إلى دمجها في الحياة العملية.
أعلن الحزب كذلك عن استمراره في سياسة الحماية الاجتماعية للمحتاجين، ومواصلة المشاريع الهادفة لمكافحة الفقر. كما سيتم زيادة أعداد المراكز الرياضية والملاعب والمرافق الاجتماعية، لتصبح تركيا وجهة رئيسية للفعاليات الرياضية العاليمة.
وفيما يتعلق بمسألة الهجرة، أكد العدالة والتنمية تخطيطه لإنشاء قاعدة بيانات حول المهاجرين والهجرة، كما أوضح بأنه خلال الفترة المقبلة ستصبح تركيا مقصدا ووجهة للشباب.
في الجانب البيئي يسعى الحزب لتعميم فلسفة “صفر قمامة” zero waste والتي تهدف للاستفادة من كافة أنواع النفايات وإعادة تدويرها، وسيكون هذا النظام معمولا به في المؤسسات العامة والمدارس والمستشفيات ومراكز التسوق.
سيتم اعتماد ونشر خطة الأمن المائي القومي للبلاد، وسيتم توسيع حجم أراضي الغابات لتغطي نحو ثلث مساحة البلاد.
وبهدف تعزيز دور الإدارات المحلية، سيتم نقل جانب من سلطات الإدارات المركزية إليها، وسيوفر لها الموارد اللازمة ، للقيام بواجباتها وأدوارها الجديدة.
ومن وعود الحزب الكبيرة، التي أعلنها الرئيس أردوغان، إنشاء الحديقة المركزية الكبرى في مكان مطارأتاتورك الدولي في اسطنبول.
قطاع الصناعات الاستراتيجية والتقنية يعتبر أحد أهم ما يركز عليه العدالة والتنمية في حملته الانتخابية، حيث يعد الحزب بتحويل تركيا إلى دولة مرتفعة الدخل عبر إنتاج المعرفة بإمكانات وطنية خالصة وتحويلها إلى منتجات وصناعات فاعلة.
سيركز الحزب في خطته المقبلة على مضاعفة الإنفاق على البحث العلمي والتطوير، سعيا لأن تصبح تركيا بلدا مصدرا للتكنولوجيا المتقدمة.
وسيعمل كذلك على تحويل الصناعات القائمة إلى صناعات تعتمد على التكنولوجيا الرقمية. كما سيعزز من استخدام مصادر الطاقة المتجددة والاعتماد عليها وتشجيع الاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة.
وفي مجال الصناعات الدفاعية، سيبدأ العمل على إنتاج دبابة ALTAY محلية الصنع بكثافة وبكميات كبيرة.
كما سيتم تطوير البنية التحتية للنقل والمواصلات، ومعالجة مشكلة الازدحامات المرورية بواسطة الطرق السريعة المقسمة الجديدة.
كذلك أوضح العدالة والتنمية عزمه زيادة طول شبكة السكك الحديدية إلى 25 ألف كيلومتر، والانتهاء من أعمال البناء في المطارات الجديدة المنتشرة في كافة أنحاء البلاد.
مواضيع: