ليبيا: معارك جديدة فـي محيط موقعين نفطيين

  16 يونيو 2018    قرأ 800
ليبيا: معارك جديدة فـي محيط موقعين نفطيين

طرابلس ـ وكالات: أعلنت الولايات المتحدة الخميس انها شنت غارة جوية في غرب ليبيا ضد تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الاسلامي ما ادى الى مقتل احد عناصر هذا التنظيم المتطرف. وافاد بيان للقيادة العسكرية الاميركية لافريقيا (افريكوم) ان الغارة “التي شنت الاربعاء على بعد نحو 80 كلم جنوب شرق مدينة بني وليد بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، هدفت الى ضعضعة عمليات الجهاديين ومنعهم من التحرك”. واضاف البيان ان “أفريكوم بصدد تقييم نتيجة هذه الغارة”. وهي المرة الثانية التي يضرب فيها الجيش الاميركي تنظيم “قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الاسلامي” في ليبيا. وفي 24 مارس الفائت قتل موسى ابو داود وهو قيادي جهادي كبير في غارة جوية قرب مدينة اوباري جنوب ليبيا. ومنذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 غرقت ليبيا في الفوضى وسط تنازع مجموعات مسلحة من جهة وسلطتين سياسيتين واحدة مقرها طرابلس العاصمة والثانية تسيطر على الشرق الليبي.من جهة اخرى اندلعت معارك الخميس بين قوات متناحرة في محيط موقعين نفطيين مهمين في شرق ليبيا ما أدى مجددا إلى اضطراب انتاج النفط في البلد الغارق في نزاعات حول النفوذ. وتضاربت الأنباء حول هوية الجهة التي شنت الهجوم في منطقة الهلال النفطي الخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا. وفي حين قال الجيش الوطني الليبي إن “سرايا الدفاع عن بنغازي” التي تضم خصوصا مقاتلين طردتهم قوات حفتر في الاعوام الماضية من عاصمة الشرق الليبي، هي من هاجم ميناءي رأس لانوف والسدرة، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط ان المهاجمين هم مسلحون تابعون لابراهيم الجضران الذي كان يشغل منصب آمر حرس المنشآت النفطية. وخلال قيادته “حرس المنشآت النفطية” الذي كان مسؤولا عن امن الهلال النفطي اصطدم الجضران مرارا بالمسؤولين السياسيين في ليبيا، سواء أكانوا في طرابلس ام في الشرق، ومنع تصدير الخام من الهلال النفطي طيلة عامين تقريبا الى ان طردته قوات حفتر في سبتمبر 2016.ومذاك اختفى الجضران قبل ان يعاود الظهور الخميس في شريط فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يعلن فيه تشكيل “قوة تحرير الهلال النفطي” بهدف استعادة السيطرة على المواقع النفطية. وفي بيان مقتضب أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط أنها أجلت موظّفيها من ميناءي رأس لانوف والسدرة “حفاظا على سلامتهم إثر اندلاع اشتباكات مسلّحة في المنطقة”، مشيرة الى أن خسائر الانتاج النفطي تقدّر بأكثر من 240 ألف برميل يوميا. و ألحقت المؤسسة بيانها بآخر أعلنت فيه “حالة القوة القاهرة ووقف عمليّات شحن النفط الخام من كلّ من ميناءي رأس لانوف والسدرة” اعتبارا من الخميس.وأضاف البيان ان “مجموعة مسلحة بقيادة إبراهيم الجضران قامت بمهاجمة الميناءين ممّا أدّى إلى إغلاقهما وإجلاء جميع الموظّفين كتدبير وقائي”. ونقل البيان عن رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله قوله إن “سلامة عمالنا وأمنهم هي أولويتنا القصوى وكل الأمور الأخرى ثانوية، كما أنّنا الآن بصدد مراقبة الوضع عن كثب والعمل مع الشركاء المحليين والحكوميين لاستعادة النظام واستئناف الإنتاج في أقرب وقت ممكن”. وكان المتحدث باسم قوات حفتر خليفة العبيدي قال ان المهاجمين ينتمون الى “سرايا الدفاع عن بنغازي”، مؤكدا أن “خسائرهم كبيرة” ومشيرا الى أن العمليات العسكرية “مستمرة في درنة والهلال”. وفي وقت سابق أعلن متحدث آخر باسم قوات حفتر أن “الهجوم يهدف الى تخفيف الضغط عن الارهابيين في درنة (شرق) حيث يشن الجيش الوطني الليبي منذ مايو هجوما لاستعادة السيطرة على المدينة الخاضعة لسيطرة تحالف من الجهاديين والاسلاميين”.

 

وأدانت وزارة الخارجية الفرنسية “بأشدّ العبارات الهجوم” واصفة المهاجمين بأنهم “متطرفون”. وأضافت ان “فرنسا مصممة على التوصل الى حلّ سياسي دائم في ليبيا عبر اجراء انتخابات (…) تم التوافق على موعدها في مؤتمر باريس في 29 مايو”.وفي أواخر مايو، جمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الفاعلين الليبيين الرئيسيين في الأزمة بينهم المشير حفتر، في باريس. وأعلنوا عد الاجتماع التزامهم شفهيا بإعلان ينص على تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في 10 ديسمبر واحترام نتائجها وتوحيد المؤسسات ومنها البنك المركزي. ويرى المحللون ان الانقسام الذي يعاني منه البلد يجعل هذه الوعود صعبة التحقيق. ومنذ سقوط نظام لقذافي، تسود الفوضى ليبيا وتتنازع السلطة فيها حكومتان: حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج المدعومة من المجتمع الدولي ومقرها طرابلس، وحكومة موازية في شرق ليبيا يدعمها المشير حفتر. وكانت قوات حفتر سيطرت في سبتمبر 2016 على أربع منشآت نفطية رئيسية هي الزويتينة والبريقة وراس لانوف والسدرة، التي تؤمن صادرات النفط ما سمح باستئناف الانتاج. وجمّد جهاز حرس المنشآت النفطية التابع لحكومة الوفاق بقيادة ابراهيم الجضران العمل في هذه المنشآت في طرابلس وشرق البلاد.ولم تخرج أي نقطة نفط من الموانئ الرئيسية منذ أواخر عام 2014 حتى اعادة فتحها في سبتمبر 2016. وتقدّر المؤسسة الوطنية للنفط أن هذا الإغلاق كلّف ليبيا 130مليار دولار.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة