الأمم المتحدة: «جرائم حرب» و«ضد الإنسانية» بريف دمشق

  21 يونيو 2018    قرأ 1192
الأمم المتحدة: «جرائم حرب» و«ضد الإنسانية» بريف دمشق

أكد محققو الأمم المتحدة أمس، أن قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها ارتكبت «جرائم حرب» وأخرى «ضد الإنسانية» أثناء حصارها الطويل للغوطة الشرقية بريف دمشق، وذلك من خلال القصف المكثف و«التجويع المتعمد» لنحو 265 ألف شخص، مضيفين أن نحو 20 ألفا من مقاتلي المعارضة، وبعضهم ينتمي «لجماعات إرهابية»، تحصنوا داخل تلك المنطقة المحاصرة منذ 2013، وقصفوا أحياء العاصمة القريبة منهم، ما أدى إلى قتل وتشويه المئات من المدنيين السوريين، على نحو يصل إلى حد «جرائم الحرب» أيضاً. من جهة أخرى، أعلن المحققون المعنيون بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بجنيف أمس، أنه «من المرجح» أن تكون قوات الحكومة السورية، قد استخدمت أسلحة كيماوية خلال هجومها على مدينة دوما في الغوطة الشرقية خلال أبريل الماضي، مشيرين إلى أن لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بالبلاد المضطربة، لديها «أدلة متوافرة تتفق إلى حد كبير مع استخدام الكلور». وبدوره، أكد أحمد أوزومجو المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أن التقرير بشأن الاستخدام المزعوم للأسلحة المحظورة في مدينة دوما المنكوبة، سيكون جاهزاً «قريباً» وقد يتم نشره الأسبوع المقبل.

 

وكان مجلس حقوق الإنسان الأممي كلف لجنة التحقيق المستقلة والدولية حول سوريا في مارس الماضي بالتحقيق في الأحداث التي جرت بين فبراير وأبريل 2018 في الغوطة الشرقية. ونشرت اللجنة أمس، تقريرها المؤلف من 23 صفحة ويفصل معاناة المدنيين بتلك المنطقة المنكوبة، معلنة أن القوات الموالية للنظام السوري ارتكبت جرائم خلال حصارها منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، شملت بشكل أساسي تجويع المدنيين، ما يجعلها ترقى إلى «جرائم ضد الإنسانية». وقال رئيس هذه اللجنة باولو بينيرو في البيان «من المشين تماماً مهاجمة مدنيين محاصرين بشكل عشوائي، وحرمانهم بشكل ممنهج من الغذاء والدواء». واتهم القوات الموالية للنظام السوري باستخدام تكتيكات «غير شرعية» تستهدف «تأديب السكان وإجبارهم على الاستسلام أو الموت جوعاً».

وجاء في التقرير أن «بعض الأعمال التي قامت بها القوات الموالية للحكومة خلال الحصار، خصوصاً حرمان السكان المدنيين من الغذاء بشكل متعمد، ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية». وأضاف التقرير أيضاً «لقد عانى مئات آلاف السوريين من نساء وأطفال ورجال في أنحاء البلاد طويلا من التداعيات السلبية والدائمة لهذا النوع من القتال الذي يعود إلى القرون الوسطى». كما اتهمت اللجنة مجموعات معارضة مسلحة وأخرى مصنفة متشددة مثل «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» و«هيئة تحرير الشام» وهي «النصرة» بارتكاب «جرائم حرب» عبر «شن هجمات عشوائية» على أحياء في دمشق أدت إلى مقتل وجرح مئات المدنيين. وجاء في التقرير أيضاً «طوال فترة الحصار، اعتقلت مجموعات مسلحة وعذبت بشكل تعسفي مدنيين في دوما بينهم أفراد من أقليات دينية، كما ارتكبت بشكل متكرر جرائم حرب شملت التعذيب وممارسات وحشية، وامتهانا للكرامات».

وأعلن المحققون الذين لم يسمح لهم بدخول الأراضي السورية، أنهم توصلوا إلى خلاصاتهم هذه استناداً إلى 140 مقابلة أجروها في المنطقة وفي جنيف. وأوضح البيان أنه بسقوط الغوطة الشرقية في 14 أبريل الماضي، أجبر 140 ألف شخص على مغادرة منازلهم. وأضاف أن القوات الجوية السورية والروسية كانت تسيطر على سماء الغوطة ونفذت ضربات جوية مكثفة على مناطق سكنية، حيث قامت الأسر «بالاحتماء داخل ملاجئ مؤقتة واقعة تحت الأرض، حيث عاشوا لشهور داخل الأقبية وفي ظروف عصيبة». وجاء في التقرير أن الطائرات قصفت المستشفيات ما حرم المصابين من الرعاية الطبية، مضيفاً أن «هذا النمط من الهجوم يشير بقوة إلى أن القوات الموالية للحكومة استهدفت المنشآت الطبية بشكل منهجي وارتكبت بشكل متكرر جريمة الحرب المتمثلة في تعمد مهاجمة أعيان محمية والعاملين في المجال الطبي».

واستشهد خبراء الأمم المتحدة بأدلة على استخدام غاز الكلور في الغوطة 4 مرات على الأقل العام الحالي، لكنهم قالوا إن تحقيقاتهم مستمرة. وأفادت اللجنة في تقريرها بشأن معركة الغوطة الشرقية بأن بعض الأعراض التي تم الإبلاغ برصدها تشير إلى الاستخدام الإضافي لغاز مختلف، على الأرجح غاز للأعصاب (السارين). وتلقى المحققون تقارير بشأن سقوط ما لا يقل عن 49 قتيلاً و650 مصاباً في دوما جراء الهجمات الجوية في 7 أبريل الماضي.

وفي تطور موازٍ، أكدت مصادر في المعارضة السورية أن الجيش النظامي كثف قصف مناطق سيطرة المعارضة بمنطقتي درعا والقنيطرة جنوب غرب البلاد، مع حشده قوات من أجل حملة لاستعادة المنطقة الواقعة على الحدود مع الأردن وهضبة الجولان المحتلة. وأضافت المصادر أن العنف تفجر ببلدة كفر شمس الواقعة على الخطوط الأمامية قرب الجزء الخاضع لسوريا من هضبة الجولان، وأبعد منها باتجاه الشرق في بلدة بصر الحرير التي تعرضت لقصف بعشرات من قذائف الهاون من مواقع الجيش النظامي القريبة. وتوعد نسيم أبو عرة قائد «قوات شباب السنة» وهي إحدى جماعات الجيش الحر الرئيسية جنوب سوريا، القوات الحكومية وحلفاءها المدعومين من إيران، بمواجهة «براكين من النيران» إذا هاجموا جنوب غرب البلاد. وقال أبو عرة أمس «الجميع على أهبة الاستعداد، ونحن ما زلنا إلى الآن متمسكين باتفاقية (خفض التصعيد) ولكن في حال قام النظام بشن أي هجوم على أي قطاع من قطاعات الجنوب السوري سيواجه ببراكين من النيران».

 


مواضيع:


الأخبار الأخيرة