افتتاح المرحلة الأولى لقلعة مطرح أمام السياح

  21 يونيو 2018    قرأ 956
افتتاح المرحلة الأولى لقلعة مطرح أمام السياح

افتتحت وزارة السياحة قلعة مطرح أمام السياح وزوار السلطنة لتكون إضافة نوعية تسهم في إثراء السياحة الثقافية، ومنتجا سياحيا نوعيا ليضاف إلى القلاع والحصون التي تم تحويلها إلى مزارات سياحية في العديد من محافظات السلطنة، وتسعى وزارة السياحة إلى جلب العروض لاستثمار قلعة مطرح والبيت الكبير الواقع أسفل القلعة وتعظيم وتفعيل الإستفادة من مقوماتها من جانب الشركات ذات الخبرة في إدارة المواقع التاريخية.

يأتي ذلك تسخيرا للمقومات التاريخية والتراثية التي تزخر بها السلطنة وتعزيزا للسياحة الثقافية ‏التي تعد أحد المكونات الأساسية للسياحة في البلاد.
وتوفر قلعة مطرح إطلالة رائعة على ميناء السلطان قابوس السياحي وسوق مطرح والأماكن السياحية المجاورة بولاية مطرح، حيث وتقع قلعة مطرح في محافظة مسقط ، متربعة على قمة جبلية شاهقة وتعد إحدى القلاع التاريخية التي تتميز بها المحافظة وتحديدا ولاية مسقط ومن أهم الرموز السياحية بها إضافة لوقوعها بجانب سوق مطرح وإطلالتها على أهم الموانئ بالسلطنة وهو ميناء السلطان قابوس السياحي.
وأكد عبدالله بن سالم الذهلي المدير العام المساعد لتطوير المواقع والمنتجعات السياحية أن فكرة التوظيف السياحي لقلعة مطرح هي ترجمة لرؤية وزارة السياحة لتطوير القلاع والحصون توظيفا سياحيا، حيث جاءت الفكرة اتساقا مع ما تتمتع به القلعة من مقومات دفاعية متينة وهندسة معمارية متفردة، مما حدى بالوزارة لإبراز تلك المقومات التي تمتلكها القلعة، حيث أن فكرة الوزارة لمشروع تأهيل تطوير قلعة مطرح كمرحلة اولى وتطوير المنطقة العمرانية المحيطة بها كمرحلة ثانية ومستقبلية.
أداة للجذب السياحي
وأضاف: إن القلعة وما حولها تعد أحد أهم المشروعات التي تعمل الوزارة لتفعيلها لتغدو أداة جذب سياحي وثقافي تضم منطقة عمرانية حضارية متميزة تدفع الزائر من داخل الدولة وخارجها لزيارتها وللتعرف على المقومات المعمارية والتحصينات الدفاعية التي تميز هذه القلعة ..مشيرا إلى أن القلعة تحتوي على مجموعة متنوعة من المدافع القديمة، ويختلف تاريخ كل مدفع عن الآخر، وكذلك عربته طبقا لتاريخ صناعة كل مدفع وبلد صناعته (توجد مدافع عُمانية، برتغالية، بريطانية ، فرنسية ، أميركية ، هندية ، فارسية) ونوع العربات المستخدمة فيه (توجد ثلاثة أنواع ـ ميداني للمعارك، وبحري للسفن، وثابت للمباني كالقلاع وغيرها) مع نبذة تاريخية لكل منها ومعلومات عن استخداماتها وأهميتها العسكرية وغير ذلك.
وأضاف عبدالله الذهلي المدير العام المساعد لتطوير المنتجات والمواقع التاريخية بوزارة السياحة: إن الجهود والدراسات التي تقوم بها وزارة السياحة لتطوير هذا المعلم نابعة من إيمانها بأهمية وضرورة المحافظة عليه ووضعه ضمن الخارطة السياحية للبلاد، وبناء على ذلك فإن الأهداف العامة التي عملت وزارة السياحة على تحقيقها بالمشروع تستند إلى رؤية علمية تخصصية تفرض التطوير وفق قواعد وأساليب التطوير الأثري والعلمي والذي يبتعد عن مفاهيم التجديد الحديث للمباني حتى لا يتم طمس الخصائص والسمات التاريخية الأصلية للقلعة.
وقال: إن خطة التأهيل والتطوير لها تضمن الصيانة الشاملة بغرض الحفاظ عليها كأثر يفوح منه عبق التاريخ التليد، تأكيدا لأصالة البناء وتدعيمه بما يراعي بشكل تام مختلف خصائصه المعمارية والإنشائية مع تحليل علمي شامل لمواد البناء المستخدمة، ودراسة السبل لصيانتها وأفضل الطرق لحمايتها من أضرار المناخ والرطوبة والتقادم الزمني وعوامل التعرية والتآكل ومعالجة الأضرار التي تنجم عن الآفات والحشرات والفطريات التي تنخر في المواد الموجودة بأسقف ونوافذ القلعة.

تطوير المنطقة المحيطة بالقلعة
وأشار إلى إنه تم تطوير المنطقة المحيطة بالقلعة من خلال إعادة تخطيطها وتصميمها عمرانيا وفقا لأسس التصميم العمراني التي تحدد كيفية التعامل مع المواقع العمرانية التاريخية المحيطة بالأثر، وتزويد المنطقة بالمرافق السياحية والمجالات الثقافية والفنية وإبراز الفرص الإستثمارية والتي ستساهم في نجاح فكرة التنمية السياحية للقلعة وما حولها.
وأكد عبدالله الذهلي أن القلاع والحصون تعد فنا معماريا وهندسيا فريدا وشاهدا على ثراء التراث المعماري العُماني الذي يبرز حرفية وعبقرية عظيمة، منوها الى أن التراث العُماني غني بمفرداته المعمارية ، فمنها العمارة العسكرية كالأبراج والقلاع والحصون وابراج المراقبة والأسوار ، ومنها العمارة الدينية كالمساجد والعمارة المدنية كالبيوت والأسواق والحارات القديمة. موضحا أن عمارة القلاع والحصون تعد نموذجا فريدا للتراث المعماري بالمنطقة حيث يضم هذا الموروث العديد من الآثار التي تعكس الطرز المعمارية والفنون البيئية العُمانية ذات السمات الإسلامية والتي تتمثل في بساطة التصميم والزخارف وجمال نسب المباني وتشكيلاتها الفراغية التي سرعان ما تترك أثرا إيجابيا مريحا في النفس نتيجة لاستنهاض الأصالة الضاربة في عمق التاريخ ، وإحساسا بالتميز الممتد بجذوره في البيئة الحضرية التي تحكمها مجموعة من العادات والتقاليد والأعراف الإجتماعية وتحاكي في ذات الوقت روافد البيئة الطبيعية بكل ما تنفرد به من جبال ووديان وخصائص مناخية وطبوغرافية.
بدوره قال سلطان بن جميل المخمري المكلف بأعمال مدير دائرة تطوير المواقع التاريخية بوزارة السياحة: إن فكرة الوزارة لمشروع تأهيل تطوير قلعة مطرح كمرحلة أولى تضمنت الأعمال المنفذة للقلعة، وعلى استغلال المساحة أسفل القلعة كمواقف للسيارات ومكتب للإستقبال ، وفي سبيل تنفيذ ذلك قامت الوزارة بشراء العقارات الواقعة أسفل القلعة من ملاكها، وبالتالي أصبح للقلعة مواقف خاصة بها تستقبل الزوار عليها بسعة (28 سيارة)، وكذلك تنفيذ دورات مياه وسكن للحارس وإعادة تأهيل وتطوير بهو المدخل الرئيسي للقلعة من خلال إزالة الأسقف المتهالكة وإعادة تأهيلها، إضافة لتجديد وتغيير مسار شبكة المياه والصرف الصحي الحالية التي تعترض مسارات الحركة داخل وخارج القلعة.
وأضاف سلطان المخمري: تمت أعمال الصيانة الشاملة لأجزاء القلعة الداخلي والخارجي، وإدخال الإضاءة الداخلية والخارجية الحديثة والتي تتماشى مع الطابع التاريخي للقلعة وإعادة تأهيل جميع الأرضيات والأسطح وإعادة تأهيل الدرج المؤدي لأعلي القلعة وصيانة وتأهيل المكونات الخشبية بالقلعة كالأبواب والنوافذ والأسقف ومعالجتها من أضرار الرطوبة وحشرة النمل الأبيض (الرمة) وصيانة وتأهيل الجزء الداخلي للقلعة وملء الفراغات الداخلية الموجودة في جدران وساحة القلعة لتكون منصات للزوار للنظر الي الصورة البانورامية الواقعة أسفل القلعة والتقاط الصور لها وصيانة المدافع القديمة الموجودة في أعلي القلعة وتغيير عرباتها وعرضها في مواقعها المخصصة لها مع وضع النبذ التاريخية لكل مدفع على حدة واستخداماته العسكرية.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة