المهرجون يخربون السيرك

  22 يونيو 2018    قرأ 847
المهرجون يخربون السيرك

تحت العنوان أعلاه، كتب قسطنطين بوغدانوف، في "إزفستيا"، حول دور الولايات المتحدة في انهيار منظومة الأمن العالمية.

 

وجاء في المقال: نشر الولايات المتحدة منظومة دفاع عالمية مضادة للصواريخ أحد المشكلات في العلاقات الروسية الأمريكية. فرفع القيود عن تطوير منظومات مضادة للصواريخ، الناجم عن تغيير جذري في النظام العالمي بعد نهاية الحرب الباردة، دفع إلى أزمة شاملة في نظام السيطرة على الأسلحة الاستراتيجية.

في مشكلة الدفاع المضاد للصواريخ، كان هناك دائما بعدان: تقني-عسكري، وسياسي-عسكري. وعادة ما كانت النقاشات تبدأ من الأول وتنتهي غالبا عنده. فاهتمام الجميع انصب على ما تستطيعه المنظومة الأمريكية العالمية المضادة للصواريخ وما تعجز عنه. ومع ذلك، فهناك جانب عسكري-سياسي للمشكلة، وبالكاد يقل أهمية عن سابقه.

في منطق الاتفاق حول الدفاع المضاد للصواريخ، المبرم في العام 1971، هناك مبدأ "الحساسية المتبادلة". فالدولتان العظميان، من خلال منعهما تصنيع ونشر منظومات مضادة للصواريخ تتجاوز الحد الأدنى، ضمنتا لنفسيهما الحق في الرد (النووي) الحتمي.

كان ذلك الاتفاق ابن زمنه: عالم حرب باردة ثنائي مع مواجهة أيديولوجية بين منظومتين. ومع ذلك، فالاتفاق استمر والعالم تغير... فقد بدأ عالم متعدد الأقطاب بالتشكل، والسلاح الصاروخي النووي غالبا ما ينظر إليه من قيادات دول نامية، اليوم، كأداة ردع وضمان سيادة.

منظومة الدفاع الصاروخي في هذا العالم، لم تعد مصدرا لزعزعة الاستقرار إنما أداة تأمين ضد النمور النووية الشابة. وفي ذلك، تكمن الفحوى الحقيقية لتخريب الولايات المتحدة اتفاق 1971.

ولذلك، فالحالة حين "يخرب المهرجون السيرك" لم تظهر اليوم أو حتى أمس... إنما هي أرسيت على حدود القرنين، في لحظة انهيار الحوار حول الدفاع المضاد للصواريخ والمشكلة حول التصديق على اتفاقية "ستارت-2".

فما الذي يمكن انتظاره من الأنظمة الصاروخية-النووية الشابة، التي ترى أمامها دولا عظمى قديمة وذات مكانة تهدم بحماسة أعمدة وهياكل بنيان الأمن الاستراتيجي التي عمرتها على مدى خمسين عاما.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة