وأبلغت ميركل الصحفيين في تصريحات أدلت بها إلى جانب العاهل الأردني عقب لقائهما في الديوان الملكي «سنقدم للأردن قرضاً ميسرا غير مشروط قيمته 100 مليون دولار لدعم تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي» مضيفة «نعلم أن الأوقات الحالية صعبة، وأن نتيجة هذه الإصلاحات لا يمكن رؤيتها إلا تدريجياً». شهد الأردن مطلع يونيو الحالي، إضراباً وتظاهرات احتجاجية استمرت أسبوعاً ضد ارتفاع كلفة المعيشة ومشروع قانون ضريبة الدخل، ما أدى إلى استقالة رئيس الوزراء هاني الملقي، وتوقفت بعد تعهد خلفه عمر الرزاز سحب مشروع القانون، وهو ما فعله، ودراسة العبء الضريبي ككل للتخفيف على المواطنين.
ووصلت ميركل ليل الأربعاء- الخميس إلى الأردن وأجرت مع الملك عبد الله الثاني مباحثات تتعلق بالأوضاع في الشرق الأوسط. وقالت إن ألمانيا والأردن يواجهان حالياً المهام ذاتها في ظل مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، وكذلك عملية السلام في سوريا، مؤكدة أن التزام عمان في استقبال ما يزيد على مليون لاجئ، يستحق التقدير. وشددت المستشارة الألمانية على ضرورة تعليم ما يزيد على 200 ألف من أطفال اللاجئين، قائلة إن ألمانيا تعتزم مساعدة اللاجئين، ولكنها لن تنسى أنه لابد أن يكون هناك مستقبل جيد للمواطنين المحليين أيضاً. وأعلنت ميركل مجدداً مساندتها للاتفاق النووي مع إيران الذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جانب واحد، ولكنها أدانت في ذات الوقت، تدخل طهران في الحروب في سوريا واليمن، محاولاتها لزعزعة الاستقرار والأمن بمنطقة الشرق الأوسط.
وشكر الملك الأردني ميركل على دعمها «للمملكة ولشعبنا، والدور الألماني القيادي المستمر في المنطقة». وأبلغ الصحفيين بأن «الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني ما زال القضية الأساسية في المنطقة، ولألمانيا والاتحاد الأوروبي دور كبير يقومان به لدفع جهود السلام بناء على حل الدولتين». وأضاف «لا يمكن تحقيق السلام ولا تحقيق الاستقرار في المنطقة دون حل عادل ودائم يقود إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل». وكان الملك الثلاثاء الماضي في عمان قد استقبل صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص للمفاوضات جيسون غرينبلات، بعد أقل من 24 ساعة من استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأثار قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل غضباً واسعاً في العالم العربي والإسلامي، ودفع الفلسطينيين إلى تجميد الاتصالات مع المسؤولين الأميركيين ما يجعل من استئناف جهود السلام أمراً غير مرجح. وعصر أمس، أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي بعمان، أن العاهل الأردني غادر أمس «في زيارة عمل إلى واشنطن.. يجري خلالها مباحثات مع الرئيس ترامب». وأضاف البيان أن المباحثات «ستركز على علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة». ومن المقرر أن يلتقي الملك عدداً من أركان الإدارة الأميركية وأعضاء في الكونجرس.
مواضيع: