وقال محللون سياسيون سعوديون: «إن ما جاء في مجلس الوزراء السعودي أمس يعني أن السعودية أطلقت صافرة الانطلاق لمشروع (استراتيجية العزم) التي أعلنت عنها كل من الرياض وأبوظبي في السادس من يونيو الماضي». ووصف الباحث في العلاقات الدولية د منيف عبد الله عسيري تثمين الحكومة السعودية في اجتماعها أمس لاستراتيجية العزم بأنها تدشينٌ من الجانب السعودي لأكبر شراكة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط من شأنها أن تعيد التوازن وتحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة العربية التي تشهد الكثير من الاضطرابات بسبب تدخلات وأطماع إقليمية ودولية مختلفة.
وأضاف عسيري أن الاستراتيجية التي ولدت من رحم الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، سوف تغير من موازين القوى الاقتصادية والسياسية والعسكرية في المنطقة من خلال ميلاد مارد جديدة يقف نداً لقوى إقليمية ودولية حاولت العبث بالمصالح الخليجية والعربية.
ومن جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود د. سليمان عبد الكريم الراشد، أن السعودية والإمارات بتحالفهما الذي أطلق عليه «استراتيجية العزم» يمثلان قوة عربية ضاربة وسداً منيعاً أمام كل من يحاول المساس بالمصالح الحيوية للعالم العربي والاسلامي، مشيراً إلى أن الدليل على ذلك هو تأسيس التحالف الإسلامي لمكافحة الارهاب الذي يضم 41 دولة إسلامية، والذي سيعمل على توفير قوة احتياط عسكرية ضاربة، قوامها 34 ألف جندي، لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا عند الحاجة. وأضاف الراشد أن انطلاق استراتيجية العزم، عبر 44 مشروعاً مشتركاً، يحقق رؤية مجلس التنسيق السعودي الإماراتي في إبراز مكانة الدولتين في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية والتكامل السياسي والأمني العسكري، وتحقيق رفاه مجتمع البلدين.
أما أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الباحة د. طارق بن عبدالعزيز الحارثي، فقد أوضح أن السعودية والإمارات كقوة إقليمية هما اللاعبان الأكثر أهمية في إطار الجهود لتعزيز العلاقات مع المجال العربي السني، مشيراً إلى أن البلدين يستخدمان مواردهما الاقتصادية الهائلة وقوتهما العسكرية الأكثر تطوراً على مستوى المنطقة، بهدف التأثير على الاتجاه الذي يمضي فيه الفضاء العربي. وأكد الحارثي أن تحالف السعودية والإمارات تحت عنوان (استراتيجية العزم) يمثل صمام أمان للمصالح الحيوية للأمة العربية التي تراهن على هذا التحالف الثنائي في تحقيق تطلعاتها في الأمن والتنمية والاستقرار، مشيراً إلى أن هذا التحالف أثبت بالفعل قدرته على المضي قدماً في عمليات سياسية وعسكرية وأمنية مشتركة لإعادة التوازن والحفاظ على الأمن والاستقرار، بدليل ما حدث في اليمن، حيث اختلطت دماء الجندي السعودي مع دماء أخيه الإماراتي من أجل الدفاع عن عروبة اليمن وأمنها واستقرارها.
مواضيع: