"زقاق الجزائر" الذي يزوره السائحون لنمطه الفريد في إسطنبول.. لماذا أصبح باسم عربي رغم طابعه و"تاريخه" الفرنسيَّين؟

  04 يوليو 2018    قرأ 889
"زقاق الجزائر" الذي يزوره السائحون لنمطه الفريد في إسطنبول.. لماذا أصبح باسم عربي رغم طابعه و"تاريخه" الفرنسيَّين؟

يرتاد مئات السائحين الأجانب والمواطنين الأتراك، يومياً، «زقاق الجزائر»، أو ما كان يُسمى سابقاً «الشارع الفرنسي»، الواقع بمنطقة «بي أوغلو» وسط مدينة إسطنبول؛ لالتقاط الصور والاستمتاع بجلساته المميزة.

زقاق صغير يضم نحو 24 مبنىً، يقع على أحد أطراف شارع «الاستقلال» الشهير قرب ميدان «تقسيم»، تم تدشينه نهايات القرن التاسع عشر على غرار شوارع فرنسا، وبقيَ الفرنسيون الذين أقاموا آنذاك بإسطنبول طوال قرن كامل يعيشون فيه.
كان الفرنسيون يرسلون وقتئذٍ شمعاً خاصاً من فرنسا لتتم إنارة الزقاق، بحسب الروايات المتواترة ممن أقاموا في المنطقة على فترات زمنية متباينة.

ويرتاد الزقاق الكثير من السياح العرب، والأجانب؛ للتمتع بالذوق الفرنسي في أشكال البناء، والتقاط صور تذكارية في المكان، الذي يعد موقعاً مناسباً لجلسات الصداقة، أو إقامة حفلات أعياد الميلاد، أو الاحتفال بمناسبات سعيدة، ويغلب على الجو العام الهدوء والسكينة.
يتميز الزقاق بخليط متكامل من الألوان البراقة، حيث بُنيت العمارات فيه بشكل متلاصق وكأن بعضها يعانق بعضاً، ولُوِّنت بألوان شتى لتعطي المكان سحراً أكثر، يأخذ الزقاق أيضاً شكل مدرج طويل تنتشر فيه مطاعم ومقاهٍ عديدة.
المواطن التركي غوكهان أولوس سافان قال لمراسل «الأناضول»: «اكتشفت المكان عبر تصفحي للإنترنت. لفت انتباهي صوره الجميلة، فحضرت مع أصدقائي إلى منطقة تقسيم، ومنها إلى الزقاق، ونصحت أصدقائي بزيارته بعد أن انبهرت بألوانه الزاهرة».

وأضاف: «هذا الزقاق صغير جداً، ورغم ذلك يمتاز بثقافته المتميزة. فقضاء الوقت هنا ممتع جداً، حيث الهدوء والسكينة، كما يمتاز بهندسة معمارية مختلفة تُمكّنا من التقاط صور جميلة فيه».

الزقاق يمتاز كذلك بوجود موسيقى عذبة وهادئة تلفت الانتباه، حيث رصدت عدسة «الأناضول» عشرات الرواد في أثناء تناولهم الطعام والاستمتاع بالعصائر والمشروبات في المطاعم والمقاهي، على أنغام الموسيقى.

قال السائح الألماني روبرت ليونارد، في أثناء جلوسه لاحتساء العصير: «وجدت بالزقاق تحفة فنية جميلة، حيث الهدوء والموسيقى العذبة والجمال، يستطيع الجميع الحضور لتناول الطعام والشراب والاستمتاع بالحياة».

وأردف: «الجمال هنا يكمُن في المباني والألوان الزاهية المتعددة للمكان، والأجمل هو أنه يمكننا التقاط هذا الجمال بعدسة الكاميرا».

اشترت إحدى الشركات التركية مباني الزقاق في عام 2003، وجهّزتها كمطاعم ومقاهٍ، وجرى تغيير اسمه لاحقاً إلى «الزقاق الجزائري» عقب اعتراف باريس بمزاعم المذبحة ضد أرمن «الأناضول» خلال «أحداث 1915».

وجرى اختيار الاسم الجديد؛ للتذكير بالفترة الاستعمارية الفرنسية للجزائر (1830-1962)، وتكريماً لتضحيات الشعب الجزائري في مسيرة نضاله من أجل التحرر.
تجدر الإشارة إلى أن الجزائر ما تزال تتمسك بطلب اعتذار رسمي من فرنسا عن جرائم استعمارها، لكن باريس تدعو إلى طي صفحة الماضي، والتوجه نحو المستقبل.

 


مواضيع:


الأخبار الأخيرة