وأقام بومبيو في دار للضيافة في بيونغ يانغ حيث أجرى محادثات مع كيم يونغ شول. والهدف من هذا اللقاء هو إعداد خارطة طريق مفصّلة نحو «نزع السلاح النووي بشكل تام من شبه الجزيرة الكورية» بحسب الاتفاق بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال قمتهما التاريخية بسنغافورة في 12 يونيو/حزيران.
هل سيلتقي كيم أم لا؟
ولم يتضح ما إذا كان الزعيم الكوري الشمالي سيستقبل وزير الخارجية الأميركي. وصباح السبت، غادر بومبيو مقر إقامته إلى مكان أجرى فيه مكالمة آمنة مع ترمب، بعيداً عن أيّ مراقبة كورية شمالية محتملة، قبل أن يستأنف محادثاته حوالي الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (منتصف الليل ت غ). وسأل كيم يونغ شول بومبيو ما إذا استطاع النوم جيداً خلال ليلته الأولى في كوريا الشمالية، فردّ الأخير بالإيجاب، وتبادل الرجلان الحديث لوقت قصير قبل أن يُطلَب من الصحافيين مغادرة الغرفة. وقال بومبيو «نعتبر الأمر في منتهى الأهمية لأنه أول اجتماع رفيع وجهاً لوجه منذ القمة بين الزعيمين» ترمب وكيم، مضيفاً «لقد تعهّد الرئيس ترمب بمستقبل أكثر إشراقاً لكوريا الشمالية».
لقاء مليء بالمجاملات!
وتابع بومبيو «إنّ العمل الذي نقوم به على طريق النزع الكامل للسلاح النووي، من خلال بناء علاقة بين بلدينا، هو أمر حيوي لكوريا شمالية أكثر إشراقاً، ونجاحٌ يطلبه منا رئيسانا». فردّ كيم يونغ شول «بالطبع إنه أمر مهمّ. هناك أشياء يجب أن أقوم بتوضيحها». وأردف بومبيو «هناك أشياء يجب أن أوضحها أنا أيضاً». وكان كيم يونغ شول قد افتتح المحادثات الجمعة قائلاً «كلما التقينا، ازدادت صداقتنا عمقاً، كما آمل» مضيفاً «كلما زرتنا ازداد حجم الثقة التي يمكننا بناؤها بين بعضنا البعض» ومشيراً إلى أنها الزيارة الثالثة لبومبيو إلى الشمال. وكان بومبيو بدأ مساعيه الدبلوماسية في كوريا الشمالية عندما كان لا يزال مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي أيه». وبعد تعيينه وزيراً للخارجية ظل المحاور الأساسي عندما أصبحت المفاوضات علنية. وأجرى بومبيو مساء الجمعة برفقة مسؤولين كبار من وزارة الخارجية و»سي آي أيه» قبل أن يشارك في عشاء عمل مع كيم يونغ شول. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت أن المسؤولَين «تبادلا المجاملات والمزاح»، مضيفة أنهما اتفقا على تشكيل مجموعات عمل لتحديد «التفاصيل العملية» من أجل تطبيق الوعود التي تم الالتزام بها في قمة سنغافورة. ومنذ لقائه التاريخي مع كيم، بدا ترمب متفائلاً حيال فرص السلام في شبه الجزيرة الكورية المقسمة منذ الحرب الكورية 1950-1953، مشدداً على أن التهديد بحرب نووية بات مستبعداً.
المهمة قد تستغرق سنوات وليس عاماً
وتأمل واشنطن بأن يبدأ النزع التام للأسلحة النووية في غضون عام، لكن العديد من المراقبين المختصين ومنتقدين لترمب يحذرون من أن تعهدات القمة مع كيم لا تعني الكثير وأن العملية يمكن أن تستغرق سنوات حتى لو بدأت. ولم يُفضّل البيان الصادر بعد قمة ترمب وكيم أي التزامات محددة، إذ أعاد كيم تأكيد «التزامه الثابت نحو إخلاء شبه الجزيرة الكورية التام من السلاح النووي»، وهو تعبير غامض خيّب تطلعات الخبراء خصوصاً وأنه لم يشمل أن العملية «يمكن التحقق منها ولا رجوع فيها»، كما تطالب بذلك الولايات المتحدة. وقد كُلّف بومبيو بالتفاوض على برنامج من أجل التوصل إلى خطة تأمل واشنطن منها أن يعلن كيم حجم برنامجه للأسلحة النووية ويوافق على جدول زمني لتفكيكه. وسيواصل بومبيو وكيم يونغ شول مناقشاتهما طوال يوم السبت، قبل سفر وزير الخارجية الأميركي إلى طوكيو لوضع حلفاء بلاده اليابانيين والكوريين الجنوبيين في صورة المفاوضات.
مواضيع: