وفي حوار مع وكالة تاس الروسية، صرح ريازانسكي بأنه أنجز كل ما كان يطمح إليه في الفضاء. كما جمع بين ريادة الفضاء ورئاسة حركة الطلاب الروسية. والآن، يعتزم الرائد إلى جانب العودة إلى التلاميذ نشر ثلاثة كتب، سوف يرى أولها النور قبل نهاية العام الجاري.
ويقول ريازانسكي: "لن أفتقد حالة الطيران نفسها، بل إن ما سوف أفتقده حقيقة، هو الإعداد لرحلات الطيران إلى الفضاء، تلك الأيام والليالي الطويلة التي نقضيها في مركز إعداد رواد الفضاء على الأرض، هي ما سوف افتقده حتما.. حالة الدراسة والتحصيل المستمر وتطوير الذات، والقراءة المستمرة.. كان علي أن أقرأ 300 كتاب في فروع العلوم المختلفة على مدار 15 عاما من العمل في مركز إعداد رواد الفضاء".
وتابع رائد الفضاء الروسي حديثه بالقول: "الآن سوف أعمل مستشارا لمركز إعداد رواد الفضاء، حيث أن كل رحلة قمت بها إلى الفضاء، هي حكاية بأكملها، فهناك الكثير من المواقف التي تطرأ عليك، ويتعين عليك اتخاذ قرار بشأنها في التو واللحظة، والخبرة العملية التي يحصل عليها الإنسان في الفضاء، تختلف بكل تأكيد عن أي خبرة نظرية على الأرض.
ليس ذلك فحسب، بل إن كل خروج إلى الفضاء المفتوح كان مختلفا. أذكر أننا خرجنا ذات مرة إلى الفضاء المفتوح، لوضع جهاز على المحطة الفضائية الدولية من الخارج، ولم نتمكن من ذلك، وكان علينا أن نعود بالجهاز إلى المحطة، ثم نخرج مجددا لتثبيته على جسم المحطة من الخارج، فأصبح ذلك الخروج الأطول في تاريخ ريادة الفضاء الروسية، واستمر 8 ساعات".
وحول كونه بالأساس عالما في مجال الأحياء، لا علاقة له بالعلوم الهندسية التي تمثل أساس علوم الفضاء، يقول سيرغي ريازانسكي: "على الرغم من أنني لم أحصل على تعليم تقني، إلا أن تجربتي أثبتت أن (العلماء) قوم قابلون للتعلم التقني".
وعن قيادة طاقم الرحلة رقم 53 للمحطة الفضائية الدولية مع رواد الفضاء ريندولف بريزنيك (الولايات المتحدة الأمريكية)، وباولو نيسبولي (إيطاليا) والتي استمرت، من 2 سبتمبر 2017 حتى 14 ديسمبر 2017 (103 أيام) قال ريازانسكي إن "قيادة طاقم الرحلة إلى الفضاء أمر مثير للغاية. فمن المفهوم بطبيعة الحال أنك تتعامل مع أشخاص وصلوا إلى ذلك الموقع بجانبك بعد تجارب وخبرات جعلت منهم أناسا ناضجين وعلى مستوى المسؤولية، كما واجهوا جميعا الكثير من التحديات والمصاعب وعملوا على تطوير أنفسهم، ليصبحوا جميعا زعماء.
كان معي ريندولف وهو رائد فضاء أمريكي (50 عاما)، وهو عقيد بحري، حارب في العراق، وطيار اختباري لأكثر من 70 نوعا من الطائرات. ورائد الفضاء الثاني كان إيطاليا (احتفلنا معا أثناء تلك الرحلة ببلوغه الستين في الفضاء)، وهو مهندس طيران، وخبرته في طيران الفضاء ثلاث رحلات سابقة، وقبلها كان ضمن القوات الخاصة الإيطالية.
لذلك فحينما تعمل مع طاقم كهذا، في ظل ظروف قاسية من الخطر المستمر، فلابد وأن يصبح الطاقم كشخص واحد، بمعنى أنه لا توجد مسؤولية فردية، بل هو فريق عمل واحد، وأي خطأ يتسبب فيه شخص من الفريق فهو خطأ الطاقم وليس خطأه، وذلك أمر شديد الأهمية بالنسبة لعمل أي فريق، فالقيادة علم مستقل بذاته، وهي أمر يتعيّن دراسته والعمل على تطويره على نحو جاد، وهو ما أعتزم التخصص فيه وتدريسه للشركات والجامعات في المستقبل".
يذكر أن سيرغي ريازانسكي هو أول عالم يخوض تجربة قيادة مركبة الفضاء على مستوى العالم، وهو حاصل على لقب بطل الاتحاد الروسي، وقام برحلتين إلى المحطة الفضائية الدولية حيث قضى على متنها 304 أيام، و23 ساعة و22 دقيقة، كما خرج إلى الفضاء المفتوح بمجموع ساعات 27 ساعة و39 دقيقة.
مواضيع: