صحف عربية تعلق على تصريحات ترامب بشأن أحداث شارلوتسفيل

  18 أغسطس 2017    قرأ 609
صحف عربية تعلق على تصريحات ترامب بشأن أحداث شارلوتسفيل
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا السبت الماضي ردود فعل واسعة في عدد من الصحف العربية.
وقد شدد بعض المعلقين على أن هذه الأزمة تعد اختباراً حقيقياً لترامب، وأبرز آخرون مطالبات بعض الجهات الرسمية في الولايات المتحدة بعزل الرئيس.
وكان اليمين المتطرف نظم مسيرة احتجاجا على اقتراح بإزالة تمثال للجنرال روبرت إي لي، الذي قاد القوات الكونفدرالية المؤيدة للعبودية أثناء الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، ما تسبب في حدوث اشتباكات أدت إلى مقتل امرأة وإصابة 20 آخرين.
ويقول عثمان ميرغني في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إن "رئاسة دونالد ترامب تمر بأزمة جديدة تضاف إلى مسلسل متواصل من الأزمات التي طغت على الأشهر الثمانية التي قضاها حتى الآن في البيت الأبيض".
ويضيف أن "أحداث مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا... وضعت ترامب في مأزق، وفي مواجهة انتقادات عاصفة واتهامات مبطنة تارة، وصريحة تارة أخرى، بالتعاطف المكتوم مع تيار اليمين المتطرف العنصري، وبأن مواقفه وبعض سياساته تحفز وتشجع هذا التيار".
ويؤكد ميرغني على أن "الأزمة انفجرت بتغريدات أطلقها ترامب، مثلما أصبح معتاداً في غالبية الأزمات التي عرفتها إدارته"،
ويكمل "هكذا تضخمت الأزمة مثل كرة الثلج المتدحرجة، ووجدت الإدارة نفسها محاصَرة بالانتقادات من السياسيين ومن الناشطين ومن وسائل الإعلام ومن الناس العاديين الرافضين لحركات النازيين الجدد".
ويقول محمد علي فرحات في الصحيفة ذاتها "حين طوّر دونالد ترامب تصريحه المخفف حول مسيرة القوميين البيض في شارلوتسفيل ليعلن بوضوح أنه ضد العنصريين وأنهم مجرمون وقطّاع طرق، بدأ بذلك الخطوة الأولى في التراجع عن مسار العنصرية الذي قاده إلى البيت الأبيض. وربما ينهي ترامب عهده قبل أن يستطيع إصلاح ما أفسد شحنه العنصري، فيورث رئيس أميركا المقبل هذه المشكلة".
وفي مقالٍ بعنوان "أمريكا.. قصة العنصرية"، يقول أحمد الفراج في صحيفة الجزيرة السعودية "يمر ترامب بأزمة هذه الأيام، وهي اختبار حقيقي له، كرئيس لدولة توصف بأنها زعيمة العالم الحر، والعالم الحر هو العالم الديمقراطي المتسامح، الذي يؤمن بحقوق الفرد، وحقوق الجماعات، أيا كان لونها أو عرقها أو دينها".
وفي صحيفة الحياة اللندنية، يقول عبدالوهاب بدرخان "غداة الاضطرابات والمواجهات في الشارع بين أمريكيين وأمريكيين، كان الوسط السياسي مجمعاً على أن ردّ فعل دونالد ترامب لم يكن بمستوى خطورة الحدث. دُعي إلى تسمية الشرّ شرّاً، وقيل له هؤلاء عنصريون بيض وهذا إرهاب داخلي".
ويضيف بدرخان "لكن الأمر بالنسبة الى ترامب، الذي ساوى بين العنصريين والمحتجّين ضدّهم، يُختصَر بأن لهؤلاء القوميين والعنصريين البيض فضلاً في انتخابه رئيساً وأنهم قاعدته الشعبية الصلبة التي تتململ من التلكؤ في تنفيذ السياسات المتطرّفة التي حدّدها خلال حملته".
أما القدس العربي اللندنية فتقول "ترامب، عنوان سجال لا ينتهي. وهو على كثرة عنصريته ومبالغته في التطرف، صار محط أنظار العالم، الذين يرون فيه أسوأ رئيس امريكي في التاريخ".
وتضيف الصحفية "ويتفق الملايين من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على أن الرئيس الأمريكي لا يتمتع بـ'الكفاية والاتزان والصفات' اللازمة لتسلم زمام منصبه، وهو ما استدعى جهات رسمية في أمريكا للدعوة إلى عزله فيما نشرت تقارير من الأوساط الأمريكية، حول الجاهزية لمرحلة استقالة أو عزل ترامب".
وفي الثورة السورية، يقول راغب العطية "من يراقب المشهد الأمريكي العام في هذه الفترة، داخلياً وخارجياً، يلاحظ دون أي وسائل إيضاح بأن الداخل الأمريكي المتأزم نتيجة تصاعد العنصرية بسبب ممارسات اليمين المتطرف تجاه الأقليات والملونين، يلقي بظلاله على سياسة ساكن البيت الأبيض، ما يجعله يعيش حالة من التناقض تنعكس بشكل أو بآخر على سياساته ومواقفه الخارجية".‏
يضيف الكاتب "ويترجم ترامب عجزه عن معالجة مشكلات بلاده الداخلية وما أكثرها بالهروب إلى الأمام، من خلال فتح جبهات سياسية وعسكرية مع بعض الدول التي لم تدخل بيت الطاعة الأمريكي يوماً، مثل سورية وروسيا وكوريا الديمقراطية وفنزويلا والصين وغيرها"، مختتماً مقاله بالقول "وأمام انحياز ترامب الواضح لليمين والعنصرية التي تهدد تماسك المجتمع الأمريكي، وفي ظل التوتر الدولي الذي يمكن أن يقود إلى مواجهة عسكرية نووية شاملة، نطرح السؤال التالي: إلى متى يبقى الشعب الأميركي ومؤسساته التشريعية يتفرجون على مركبهم وهو يغرق بسبب سياسات رئيسهم الرعناء؟‏"

مواضيع:


الأخبار الأخيرة