لكن مثل هذه الأجهزة الإلكترونية التي يمكن ارتداؤها تتجاوز فكرة القناعات الشخصية، فهي يمكن أيضا أن تساعد في حل الكثير من المشكلات الاجتماعية واسعة الانتشار.
تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي تعمل "عمدا" على أن يدمنها المستخدمون
فيسبوك وغوغل "يضللان" مستخدميهما
فكبار السن على سبيل المثال "سيكونون في وضع يصبحون فيه أحد أهم التحولات في القرن الحادي والعشرين"، وفقا لتقرير للأمم المتحدة. فمن المتوقع أن يزيد عدد الأشخاص البالغين ستين عاما أو أكثر من ذلك أكثر من ضعفين بحلول عام 2050.
وستكون إحدى أكبر المشكلات التي تواجههم هي القدرة على الحركة. فعندما يتقدم بنا العمر، سيكون من الصعب أن نتحرك بسهولة كما اعتدنا في السابق، وهو أمر يمكن أن يقوض جودة الحياة، ويشكل تحديا في مكاتب العمل، وفي المنازل، وفي الأماكن العامة.
مواضيع قد تهمكرونالدو: اللاعبون في مثل سني يذهبون إلى قطر أو الصين
الطفل الذي كتب نعيه قبل وفاته
وديعة بنكية "شرط" الحصول على الجنسية المصرية
انتقادات واسعة لترامب بسبب تصريحاته خلال قمته مع بوتين
لكن هناك تقنية جديدة من تلك الأجهزة القابلة للارتداء يمكن أن تقدم حلا لهذه المشكلة، وتتمثل في "بدلة ذكية" خفيفة الوزن، ومريحة، من تصميم شركة سايزمك للتكنولوجيا.
وتعمل هذه البدلة الذكية، وهي تقنية "روبوتية" قابلة للارتداء ظهرت نتيجة تجارب طبقها مركز الأبحاث غير الربحي "إس آر آي انترناشيونال"، وفقا لحركة عضلات من يستخدمونها للمساعدة في تقوية حركاتهم وتعزيز قوتهم.
وتتحرك "العضلات الإلكترونية" لهذه البدلة، التي تعمل بمحركات صغيرة جدا، بطريقة تحاكي حركة العضلات البشرية. وتدمج هذه "العضلات الإلكترونية" داخل الملابس وحول مفاصل الجسم، وتثبت بأدوت صغيرة في ملابس المستخدم، وتعمل هذه الأدوات عمل الأوتار في الجسم البشري.
كما تضم هذه البدلة الإلكترونية أجهزة استشعار دقيقة وكمبيوتر بالغ الصغر لمراقبة حركة الجسم، وبرامج تخبر تلك العضلات الإلكترونية داخل الملابس بالوقت الذي يجب أن تتحرك فيه.
وتوضع المكونات صغيرة الحجم في هذه البدلة الذكية، مثل المحركات الصغيرة، والبطاريات، ولوحات التحكم، في جراب صغير يوفر أقصى درجات المرونة.
حرية الحركة
ويقول ريتش ماهوني، مؤسس شركة سايزمك ومديرها التنفيذي: "في الوقت الحالي، تعد المنتجات الوحيدة التي يمكنها مساعدة الناس على الحركة هي العصي، وأجهزة المساعدة على المشي (المشايات)". (وتعد الكراسي المتحركة أيضا من الوسائل الأخرى المساعدة، لكن البدلة الذكية هنا تستهدف هؤلاء الذين يستطيعون التحرك ولم يفقدوا سوى جزء بسيط جدا من القدرة على المشي).
ويقول ماهوني: "الخيار الآخر هو أن تظل في البيت أو أن تحد من نشاطك الحركي. ويختار أغلب الناس ذلك لأنهم لا يرغبون في أن يلزموا أنفسهم بالاعتماد على وسائل أخرى للمساعدة".
وللحفاظ على أناقة الملابس وأداء البدلة الذكية لوظائفها بسهولة وراحة، استعانت شركة سايزمك بمهندس التصميم يافيس بيهار، الذي يقول: "إن الهدف هو أن نصنع منتجا يرغب الناس في ارتدائه، وليس منتجا يضطرون لارتدائه. ولذا، فتوفير الراحة أمر ضروري جدا، بالإضافة إلى الجوانب الجمالية".
وتهدف شركة سايزمك إلى طرح بدلتها الذكية، وهي أول منتج لها في مجال الملابس القابلة للارتداء، في نهاية هذا العام في أسواق تشمل الولايات المتحدة، واليابان، والمملكة المتحدة.
وتعد هذه البدلة الذكية واحدة من بين 100 مشروع تكنولوجي طموح تعرض حاليا في معرض للأجهزة الحديثة تحت عنوان "المستقبل يبدأ هنا" في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن.
ويعد تراجع قوة العضلات مشكلة يمكن أن يعاني منها الجميع مع التقدم في السن. فعندما تبلغ من العمر ستين عاما، يتسارع لديك معدل فقدان قوة العضلات، ويصل من 0.5 في المئة إلى 2 في المئة سنويا حتى بلوغ السبعين، وإلى 4 في المئة عند بلوغ الثمانين، على سبيل المثال.
وتتمتع الملابس القابلة للارتداء بقبول واسع أيضا لدى قطاعات عمرية مختلفة غير كبار السن.
فهناك أبحاث تجرى حاليا لتطوير منتجات يمكن أن تساعد من يعانون من السكتات الدماغية، والأطفال الذين يعانون من ضمور في العضلات. وهناك أيضا تطبيقات أخرى تتعلق بالسلامة في المصانع وأماكن العمل، وتطبيقات صناعية أخرى، على سبيل المثال للأفراد الذين يعملون في مواقع البناء أو المخازن.
ويقول بيهار: "كمهندس تصميم، ينصب تركيزي على ضمان أن تُستخدم هذه التقنية الجديدة بطريقة تفيدنا كبشر، وتحسن حياتنا اليومية".
ويعتقد بيهار أن تكنولوجيا الأجهزة التي يمكن ارتداؤها لا تزال في مهدها، وفي نهاية المطاف، كانت فكرة وجود جهاز يمكن ارتداؤه حول إصبعك لمراقبة التعرض للأشعة فوق البنفسجية أمرا غير ممكن قبل عقد من الزمن.
ويقول: "بعد عشرة أعوام من الآن، ستكون الكنولوجيا في كثير من أشكالها في صورة غير مرئية".
من الصعب أن تعرف أي اتجاه ستتخذه الأجهزة والأدوات الإلكترونية القابلة للارتداء في العقود القادمة. لكن لأن التقدم التقني يُطبق على نطاق متسع باستمرار في العديد من الاستخدامات والمجالات، ويهدف لمساعدة مشكلات عالمية، فما هو مؤكد حاليا أن العلاقة التعاونية بين التكنولوجيا والبشر سوف تفيدنا جميعا في المستقبل.
مواضيع: