وفي ما فسَّرَه العالم بأنه إشارةٌ إلى جدية الزعيم بشأن تسريع برنامج تحديث البلادبعد لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في سنغافورة، عرضت وسائل الإعلام الحكومية كيم وهو يمنح المسؤولين المنتبهين «توجيهات فورية» بشأن محطة الطاقة نصف المكتملة والمعسكرات المعطلة والمصانع المتوقفة عن العمل.
وضاعفت صحيفة «رودونغ سينمون» عدد صفحاتها وخصصت 9 من صفحاتها الـ12 للجولة التي قام بها كيم الأسبوع الماضي في إقليم هامغيونغ الشمالي، شمال شرقي البلاد.
وعُرِضَت مجموعةٌ من الصور للزعيم أثناء زيارات «التوجيه الميداني» التي قام بها، وذكرت وكالة أنباء كوريا الشمالية الرسمية KCNA أن كيم كان «حلَّ به الصمت مِمَّا انتابه من فزعٍ» من التأخيرات في محطة الطاقة Orangchon والتي لم يكتمل منها إلا 70% فقط بالرغم من التخطيط لها منذ ثمانينيات القرن الماضي.
كما عبّر كيم عن غضبه الشديد لدى رؤيته المسابح القذرة في مخيم أونفو للعطلات الذي يتباهى بأن والد وجدّ الزعيم الحالي كيم جونغ إيل وكيم إيل سونغ تباعاً كانا من روادها، وقال «إنها أسوأ من أحواض السمك».
دوافع تصرفات كيم
وبعد اجتماع كيم مع ترمب والمبادرات التي توجَّه بها لجيرانه بشأن الأمن في شبه الجزيرة الكورية، قال مُحلِّلون إن كيم كان يحاول أن يُظهر للجمهور المحلي والدولي الزعامة القوية التي يتحلَّى بها.
وقال يانغ مو جين، الأستاذ بجامعة الدراسات الكورية الشمالية: «بالنسبة للشعب، فهو يُبرِز صورةً تعكس أنه الزعيم الذي يهتم بمعيشة شعبه. أما بالنسبة للعالم فهو يرسل إشارةً بأنه جادٌ في وعده بنزع السلاح النووي».
ولا يُعد توبيخ المسؤولين أمراً جديداً أثناء رحلات التوجيه المدني، ولكن نطاق وتعبيرات الإدانات التي وجَّهها كيم أمس الثلاثاء 17 يوليو/تموز لم تكن عادية. وعد كيم (34 عاماً) منذ أن تولَّى السلطة بعد وفاة والده الديكتاتور كيم جونغ إيل في أواخر عام 2011، بتعزيز مستويات المعيشة، وسعى إلى إبراز صورة الشباب والتحديث في حين دفع بقوةٍ من أجل بناء القدرات النووية لكوريا الشمالية.
وفي ظلِّ حكمه، تحسَّنَ اقتصاد كوريا الشمالية تدريجياً مع توسُّع بعض عناصر الرأسمالية مثل الأسواق الخارجية. ولكن مع ذلك لا تزال كوريا الشمالية إحدى أفقر الدول في العالم، وكذلك من شأن العقوبات الأميركية القاسية المفروضة بعد اختباراتها الصاروخية والنووية أن تكبِّد البلاد خسائر اقتصادية هائلة، حسبما يقول خبراء أجانب.
مواضيع: