وقد عرض الهاشمي عددا من الأطروحات الفنية، في الأفلام التي عرضت أمس ، وأول هذه الأفلام “القناع الأبيض”: وقال الهاشمي حول هذا الفيلم : يتحدث هذا الفيلم عن زيف أخلاق بعض الناس ونفاقهم حين يرتدون أقنعة على وجوههم تغاير حقائقهم وقد برز ذلك من خلال الصراع بين العم وأولاد أخيه، فقد كان أحد الأخوين يتودد إلى العم بوجه باسم ولكنه يخفي قناعا رهيبا وهذا القناع والقلق والهم الذي سببه كان سببا بموت هذا العم وأضاف الهاشمي: استخدم المخرج تقنيات سينمائية صحيحة من لقطات قريبة ومزج وقطع صحيح كما أجاد الممثلون في أدوارهم ، وأحسن من استخدام الموسيقى الملائمة كما أجاد في اللقطة النهائية للفيلم القناع والوجه الحقيقي ومايعيب هذا الفيلم لم يكن الصوت واضحا في بعض المشاهد كما أن العبارة التي تلخص هدف الفيلم والتي كتبت على الشاشة لا مبررلها لأن الفكرة قد وصلت . أما ثاني الأفلام المعروضة يحمل عنوان “من أنا” وهنا قال الهاشمي : هذا الفيلم يطرح مشكلة جريئة في المجتمع وهي مشكلة الطفل اللقيط ونظرة المجتمع الدونية له والتي ظهرت من خلال معاملة الممرضة الأولى لعبد الله ، عبد الله في المشفى يعاني من آلام رهيبة بسبب مرض في الدم وتعامله إحدى الممرضات معاملة سيئة لأنه تعرف أنه لقيط بينما نرى أن الممرضة الثانية تعامله بإنسانية ولطف ولكنها رفضته عندما عرفت أنه لقيط . وأوضح الهاشمي : أبرز المخرج الآلام الجسدية للبطل مع أن آلامه الأعظم هي آلام نفسية حادة فحصل نوع من اللبس ولم تتوضح الأسباب التي جعلت الممرضة تكرهه كل هذا الكُره، مشهد المريض الجديد الذي أضيف إلى الغرفة لم يحدث أي تطور في الحدث ، نمو الحدث وتصاعده كان في الحوار وليس في الفعل أجاد الممثلون بشكل عام في أدوارهم سواء البطل عبد الله أو الممرضة الخرساء.
وثالث الأفلام المعروضة فيلم “إخوان الشيطان” وهو يطرح الفيلم مشكلة الإرهاب وأثره الخطير على المجتمع ، لكن الفيلم عالج هذه المشكلة بشكل مباشر وسطحي وهكذا جاءت الأحداث مفتعلة وغير مقنعة ،تعددت لقطات شرب الخمرة دون أن تضيف شيئا فالفكرة قد وصلت كما بدا الشجار ضعيفا بين الإرهابي ورجل الأمن،وقد أحسن الكاتب في استخدام الموسيقى كما أحسن في تصميم شارة الفيلم، حسب ما وصف نور الدين الهاشمي.
أما الفيلم الرابع بهذه الأمسية “فلذة كبدي” يطرح الفيلم مشكلة رجل أخرس توفيت زوجته وله أطفال يريد أن يحميهم ويرعاهم، ولكن لا أحد يرضى بتزويجه واحدة من بناته ،فيضطر إلى السفر إلى الهند وجلب زوجة من هناك. ويقول الهاشمي أن المعالجة لهذه المشكلة كانت أيضاً سطحية ومباشرة وكثر فيها الوعظ والتقرير، وما يعاب على العرض تكرار المشاهد ووجود مشاهد لا مبررلها كمشاهد المزرعة ، كما أن الأغنية لم تضف شيئا جديدا إلى العمل وكان يمكن اختصار العمل أكثر كما أن العبارات التي كتبت على الشاشة في نهاية الفيلم جعلت منه فيلما تعليميا.
وآخر الأفلام المعروضة فيلم “فرّاخ” ويقول نور الدين الهاشمي : نحن أمام عمل فني متكامل بقصته ولقطاته وموسيقاه. مضيفا أن الفيلم يتحدث عن حياة الإنسان منذ ولادته وحتى موته وكيف يتعلق في كل مراحل عمره بذكريات الطفولة والأم حتى اللحظة الأخيرة من الحياة ، بدأ الفيلم باحتفال أم ببلوغ ابنها عامه الأول وكيف صنعت له فرّاخا من الذرة وغطته بوشاحها الجميل الأخضر،ثم رحلة العمر من الطفولة إلى الشباب،من الخروج من الكهف المظلم إلى نور الحياة ثم رحلة الحياة حتى الموت على كتف البحر وكان الغطاء وشاح الأم، وصانعو الفيلم يعرفون كيف يصوغون السيناريو بسلاسة وشاعرية وكيف يختارون اللقطات والموسيقى المناسبة والمؤثرات الخارجية والضوء المناسب هذا فيلم يعلِّم الكثير وخلفه فريق يتقن عمله ويعرف أسرار الفن السينمائي.
وحول فيلم ” فراخ ” يقول مخرجه ميثم الموسوي: يحكي الفيلم قصة عائلة عُمانية، تحتفل بطريقة تقليدية بالذكرى الأولى لميلاد ابنها “الحول حول”، وكيف يأخذ الحفل الطفل في رحلة غامضة إلى مستقبله فيلم يصور دورة الحياة ويدمج التراث العماني بالسينما السريالية الغامضة.
يذكر أن ميثم الموسوي فائز بجائزة أفضل مخرج شاب في الدورة الثالثة من مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد الذي أقام بين 2-8 سبتمبر عام 2013.
مواضيع: أفلام،#سينما،#