الإمارات والصين تتفقان على تأسيس شراكة استراتيجية شاملة

  21 يوليو 2018    قرأ 765
الإمارات والصين تتفقان على تأسيس شراكة استراتيجية شاملة

اتفقت دولة الإمارات وجمهورية الصين على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى، وتأسيس علاقات شراكة استراتيجية شاملة تساهم في تعميق التعاون في المجالات كافة، بما يتفق والمصلحة المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.

وأكد البلدان عزمها على زيادة التنسيق في بيان صدر بمناسبة زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لدولة الإمارات، كما أبديا حرصهما على تعميق التعاون ضمن مبادرة "الحزام والطريق" لإقامة علاقات الشراكة التجارية والاستثمارية المستدامة بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين.

واتفق البلدان بالإجماع على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى وتأسيس علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة والتي تشمل المجالات التالية:

تنسيق سياسي

في المجال السياسي، يقول الجانبان إن العالم يشهد تغييرات وأحداثا معقدة ومتسارعة، وهو أمر يتطلب المزيد من التنسيق والتعاون بينة البلدين في الشؤون الدولية والإقليمية للوصول إلى فهم مشترك.

وأكد البيان أن الجانب الصيني ثمن قيام الجانب الإماراتي بدور بناء في الشؤون الإقليمية، فيما أشاد الجانب الإماراتي بالدور الإيجابي للصين في الشؤون العالمية.

وبمقتضى البيان، سيعمل الجانبان على تكثيف الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى، فضلا عن تعزيز التواصل الاستراتيجي وتكثيف التواصل والتعاون وتنسيق المواقف في المنظمات الدولية والاتفاقيات والمعاهدات ذات الصلة.

وتعهد الجانبان بمواصلة تقديم الدعم الثابت للجانب الآخر في القضايا المتعلقة بالسيادة الوطنية والاستقلال ووحدة الأراضي والأمن ومراعاة المصالح الجوهرية والهموم الرئيسية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للجانب الآخر.

وأبدى الجانب الإماراتي التزامه الثابت بمبدأ الصين الواحدة ودعم موقف حكومة جمهورية الصين الشعبية بشأن قضية تايوان.

من ناحيتها، دعمت الصين الجهود التي تبذلها الإمارات من أجل احترام سيادتها وسلامة أراضيها ووحدتها. وأكد البلدان على مبدأ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحل القضايا بالطرق السلمية وفقا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

تعاون اقتصادي

وعلى الصعيد الاقتصادي والمالي، أعرب الجانب الإماراتي عن ترحيبه ودعمه لمبادرة "الحزام والطريق" وأكد حرصه على المشاركة النشطة في مشاريع المبادرة ومواصلة الدعم والمشاركة في منتدى" الحزام والطريق" للتعاون الدولي وغيره من الفعاليات المهمة ذات الصلة.

وأشاد الجانبان بالنمو المتواصل في حجم التبادل التجاري وأكدا حرصهما على تعزيز التبادل والتكامل من خلال تعظيم الاستفادة من البنية التحتية المتميزة والمركز الاستراتيجي للإمارات بمثابة بوابة استثمارية و تجارية رئيسية لأسواق منطقة الشرق الأوسط والعالم.

واتفقت الدولتان على تعزيز التعاون في مجال التجارة الإلكترونية وتنسيق السياسات وتقاسم الخبرات وتمتين التواصل بين الشركات وإجراء التدريب الاختصاصي وتطوير التجارة الإلكترونية العابرة للحدود والدفع بالتطور المستمر والمستقر للتجارة الثنائية عبر التعاون في التجارة الإلكترونية.

 وأشار الجانبان إلى حرصهما على تبادل الخبرات في مجالات موانئ التجارة الحرة وبناء المناطق الاقتصادية الخاصة للتصدير وإقامة المشاريع الصناعية، وتحقيق التكامل الصناعي القائم على الشراكات الاستثمارية الفاعلة وتبادل الخبرات والتكنولوجيا الداعمة لصناعات الجيل الرابع وغيرها من الصناعات المتقدمة. 

وأكد البلدان على تعاونهما في مجال الجمارك والضرائب وحماية الحقوق الملكية الفكرية فضلا عن العزم على التواصل والتعاون بين الجهات المختصة لحقوق الملكية الفكرية للبلدين واتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الفساد بغرض تسهيل التجارة وتبادل الخبرات واستخدام الأجهزة الحديثة الفنية والتكنولوجية.

وأثنى الجانب الصيني على انضمام الجانب الإماراتي كعضو مؤسس للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية بما يدفع قدما بجهود التنمية والنهضة في منطقة آسيا.

ودعا الجانبان لمواصلة المفاوضات لتعزيز التعاون في مجال الطيران والنقل الجوي بين البلدين بالإضافة إلى التعاون في مجال صناعة الطيران.

المجال العلمي والتقني


وفي مجال التعليم والتكنولوجيا، شجع الجانبان على إقامة المشاريع التعليمية بين المؤسسات التعليمية والتربوية في البلدين ضمن مختلف المراحل التعليمية.

وأشار البيان إلى أهمية تعزيز التعاون في الإبداع العلمي و التكنولوجي في إطار "برنامج الشراكة بين الصين والدول العربية في العلوم والتكنولوجيا" وتشجيع العلماء الشباب الإماراتيين المتفوقين على إجراء بحوث علمية قصيرة المدة في الصين وتعميق التعاون بشأن مركز نقل التكنولوجيا بين الصين والإمارات بما يعزز الاستخدام النموذجي للتكنولوجيا الحديثة والقابلة للتطبيق ونشرها.

واتفاق الطرفان على دفع التعاون بين الجانبين في مجالات الاستخدام السلمي للطاقة النووية والفضاء ومجالات الطاقة والطاقة المتجددة والتنمية المستدامة والزراعة والبيئة والتنمية الحضرية والرعاية الصحية المتقدمة وتبادل المعلومات والبحوث وتعزيز التواصل الفني وتبادل الأفراد بين المؤسسات التعليمية في البلدين.

وأيد البيان دعم البحوث و التطوير العلمي المشترك والتعاون في المشاريع بهدف التصدي لتحديات ندرة المياه الصالحة للشرب ورفع الكفاءة في استخداماتها وضمان جودتها وتبادل الخبرات في إنشاء السدود وزيادة حصاد المياه.

وتشمل الشراكة الصينية الإماراتية تعزيز التعاون في المجالات الزراعة والغابات البيئة الإيكولوجية والإدارة المستدامة للنفايات من خلال الحوار وتبادل المعلومات وبناء القدرات، فضلا عن تعزيز التشاور وتبادل الخبرات في مجالات الأمن الغذائي والاستثمار والتجارة الزراعية وبناء سوق المنتجات الزراعية ومكافحة التصحر وتحلية مياه البحر وتغير المناخ.

قطاع النفط والغاز

اتفق البلدان على تشجيع الجهات الحكومية المختصة والشركات ذات الصلة في الدولتين على تعميق التعاون في مجالات تجارة النفط الخام وتنقيب وتطوير موارد النفط والغاز الطبيعي وخدمات البناء الهندسي لحقول النفط و التواصل حول التعاون في مجال مرافق التخزين الاستراتيجي وتكرير المشتقات النفطية والبتروكيماويات، والصناعات والأنشطة التجارية ذات الصلة في هذا المجال.

المجالات العسكرية

أعرب الجانبان عن تقديرهما للصداقة القائمة والتعاون المثمر بين القوات المسلحة في البلدين، وأبديا حرصهما على تعزيز التعاون العملي بين القوات المسلحة في كل منهما خلال الزيارات المتبادلة  و التواصل بينهما بمختلف القوات و الأسلحة و التدريبات المشتركة وتدريب الأفراد وغيرها من خلال آلية التعاون.

وأكد الجانبان على الرفض القاطع لجميع أشكال الإرهاب الذي يشكل تهديدا للسلم والاستقرار العالمي ويحرصان على تعزيز التعاون الأمني في هذا المجال.

وأضاف البيان أهمية تعزيز التواصل و التعاون بين البلدين في مجالات مكافحة الفساد والجرائم المنظمة والإلكترونية و غسيل الأموال والاتجار بالبشر والمخدرات والهجرة غير المشروعة.

الميدان الثقافي والإنساني

وتناول البيان الميدان الثقافي والإنساني فأكد على تشجيع الجانبين للتواصل الثقافي بين البلدين على المستويين الرسمي و الشعبي ودعم فتح المراكز الثقافية و إنشاء المشاريع الثقافية المشتركة، والمشاركة في مختلف الفعاليات الثقافية التي يقيمها الجانب الآخر.

كذلك تعزيز الحوار المنتظم في مجال السياحة وتبادل المعلومات بشأن المبادرات ذات الصلة وأفضل الممارسات في تطوير السياحة المستدامة، وتعزيز التعاون طويل الأجل والمستقر بين المؤسسات الثقافية الكبرى و بين المهرجانات الفنية المهمة.

المجال القنصلي وتسهيل انتقال المواطنين

أكد البيان على العلاقات المتميزة والتاريخية التي تجمع بين الشعبين الصيني والإماراتي وما يتمتع به مواطنو البلدين لدى الطرف الآخر، وحرص الجانبين على زيادة تسهيل انتقال مواطني البلدين فيما بينهما عبر اتفاقية الإعفاء الشامل من التأشيرة، وتعميق الروابط الإنسانية ودعم الحركة السياحية والثقافية وضمان سلامة المواطنين والشركات للجانبين.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة