بوتين عرض على ترمب في قمة هلسنكي حلاً لأهم قضية خلافية بين البلدين، لكن الرئيس الأميركي اشترط عليه شرطاً واحداً

  21 يوليو 2018    قرأ 996
بوتين عرض على ترمب في قمة هلسنكي حلاً لأهم قضية خلافية بين البلدين، لكن الرئيس الأميركي اشترط عليه شرطاً واحداً

قدَّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرضاً «ملموساً» إلى نظيره الأميركي دونالد ترمب، بخصوص أوكرانيا، حسبما أعلن السفير الروسي لدى واشنطن، الجمعة 20 يوليو/تموز 2018، بعد أن ذكر تقرير أن الزعيم الروسي اقترح إجراء استفتاء في شرقي أوكرانيا الغارق في نزاع.

وقال السفير أناتولي أنتونوف، إن «هذه الأزمة خضعت للنقاش، وتم تقديم مقترحات ملموسة لحل المسألة»، في إشارة إلى النزاع المستمر منذ أربع سنوات.

لكنه رفض أن يقدم تفاصيل محدَّدة في لقاء جمع خبراء وصحافيين في موسكو.

وتأتي تصريحات أنتونوف بعد أن ذكر تقرير لوكالة بلومبرغ، الخميس، أن بوتين دعا خلال قمة هلسنكي إلى إجراء استفتاء بمساعدة الأسرة الدولية في إقليمي دونتيسك ولوغانسك الانفصاليين في أوكرانيا

ترمب اشترط على بوتين

ونقلت الوكالة الأميركية عن مسؤولين حضروا اجتماعات بوتين المغلقة، مع دبلوماسيين روس، الخميس، أن ترمب طلب من بوتين عدم طرح فكرة الاستفتاء بشكل علني، بعد القمة، لإعطاء الرئيس الأميركي المزيد من الوقت لدراسة الاقتراح.

لكن واشنطن سارعت إلى استبعاد هذه الفرضية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت، في تغريدة على تويتر: «لكي نكون واضحين، الإدارة لا تعتزم البتة دعم إجراء استفتاء في شرقي أوكرانيا»، مؤكدة أن «أي «استفتاء» لن تكون له شرعية. نحن نواصل دعم اتفاقات مينسك لحل النزاع».

وفي موسكو قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في تعليق على فيسبوك، إنه «إذا لم يتمكن «المجتمع الدولي»، وفي مقدمته الولايات المتحدة، من إجبار أوكرانيا على تطبيق اتفاقات مينسك، فبالتالي من الممكن البحث في خيارات أخرى لحل الأزمة الأوكرانية».

من جهته نفى أنتونوف أن يكون بوتين عقد صفقات سرية مع ترمب، في القمة التي أثارت عاصفة انتقادات سياسية في الولايات المتحدة.

وقال إن «الجانب الروسي قدم اقتراحات عديدة جدية، أعلن فلاديمير (بوتين) بعضها في المؤتمر الصحافي».

وتابع: «لم تكن هناك اتفاقات سرية. كانت هناك نقاشات حول المسألة السورية، وأوكرانيا، وأعطيت أوامر للخبراء للعمل في هذا النطاق».

الفوضى الأوكرانية

وفي مطلع 2014 وإثر غرق مناطق في أوكرانيا في الفوضى، في أعقاب انتفاضة شعبية دعمها الغرب في كييف، أطاحت بالرئيس الموالي لروسيا، قام عناصر من القوات الروسية بالسيطرة على القرم.

ونظم استفتاء في شبه الجزيرة التي تسكنها غالبية من الناطقين بالروسية، أعلنت بنتيجته موسكو في 18 مارس/آذار 2014 ضمّ المنطقة رسمياً، لكن المجتمع الدولي رفض الاعتراف بذلك.

وأسفر النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا عن نحو عشرة آلاف قتيل في أربعة أعوام، وتسبب بتشريد مئات الآلاف.

وساعدت فرنسا وألمانيا في التوصل لاتفاقات مينسك، التي وقعت في فبراير/شباط 2015، لكن عملية السلام لا تزال شبه متوقفة.

وسارع مسؤولون أوكرانيون إلى رفض الاقتراح الروسي.

وكتب المسؤول في وزارة الخارجية الأوكرانية أوليكسي ماكييف على تويتر: «نحن نرفض بقوة هذه الفكرة الغريبة لإجراء استفتاء في الأراضي المحتلة».

فيما قالت النائبة البارزة والمفاوضة إيرينا غيراشينكو، إن إجراء تصويت «تحت تهديد السلاح» أمر لا يمكن فهمه.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة