ويشير محمد المعشني إلى أن موسم وفصل الخريف ينشط بالحياة الفطرية لكثير من الطيور التي يكثر تواجدها في الأجواء الخريفية ، والتي من أبرزها طائر الحجل العربي وطائر الكروان المرقط بالإضافة إلى بعض الحيوانات كالقطط البرية التي تظهر في أودية وجبال ظفار مع صغارها وتأكل العشب ، كذلك حيوان غرير العسل ” كور ” وغيرها من الحيوانات والطيور والزواحف الأخرى ، مؤكدا بأن الحياة الطبيعية كذلك تزخر بظهور الكثير من النباتات والأشجار والأعشاب التي تعد مصدر رعي جيدا لكثير من الحيوانات.
وأوضح المعشني أن من أبرز تلك النباتات التي تظهر في الخريف ” الفطر الملكي ” او المعروفة محليا وباللهجة الجبالية في محافظة ظفار بـ ” القمبا ” والتي تعد من أقدم الكائنات الحية الموجودة وهو نبات موسمي ينمو في سفوح الجبال ابتداءً من شهر يوليو أي بعد شهر تقريبا من ابتداء موسم الخريف فلكيا في محافظة ظفار، وهو نبات ليس له جذور أو أزهار، ويشبه في شكله المظلة ، وهو ذو رائحة جميلة ويميل لونه إلى اللون الرمادي لأنه خالٍ من مادة الكلوروفيل الخضراء.
ويشير محمد المعشني إلى أن الكثير من اهالي المحافظة ينتظرون موسم الخريف من أجل جمع الفطر الطازج من سفوح الجبال أو شرائه بقيمة مناسبة من سكان جبل ظفار لأنه غالبا ما يأخذ الكثير من الوقت في الحصول عليه وذلك لندرته بسبب أماكن نموه وعلى حسب الموسم وفي الكثير من الأحيان بسبب صعوبة جمعه مع الأحوال الجوية من تساقط الأمطار أو الرذاذ الثقيل وانزلاق التربة ، ويؤكد أن مذاقه طيب ، ويشبه كثيرا مذاق اللحوم ، ويطهى محليا بسمن الأبقار المحلي مع قليل من البصل والثوم فقط للاحتفاظ بنكهته الجميلة.
ويضيف عاشق الطبيعة والحياة الفطرية أن موسم الخريف يزداد جمالا نهاية أغسطس حتى بداية سبتمبر ، وهي فترة يقصدها المصورون لتوثيق جمال الخريف ورصد الطبيعة التي تتحول إلى أجواء المحافظة إلى أجواء خيالية لانقشاع الضباب.
جدير بالذكر أن جبال ظفار هي سلسلة جبلية تقع في الجزء الجنوبي من السلطنة في محافظة ظفار وتحظى هذه الجبال بجو استثنائي في الصيف حيث هناك 75 كيلومترا من هذه الجبال تكسوها الخضرة من يونيو إلى سبتمبر من كل عام إذ تـتميز هذه المنطقة عن بقية مناطق شبه الجزيرة العربية بهبوب الرياح الموسمية عليها الآتية من الجنوب الغربي مما يسبب هطول الأمطار وانتشار المراعي كما تـنمو فيها الكثير من النباتات والأشجار .
مواضيع: الطبيعة،#الخريف،#