وجاء ذكر حزبه في روايته في أربعة مواضع فقط، وتحديداً في أول 200 صفحة، ثم مرة في عجالة سريعة في وسط الرواية عند الإشارة إلى حملة أحد مستشاري حزب العمال ضدهم، ومرة أخرى في الـ150 صفحة التالية. وقد ذكر فنس في «معرض إدنبرة الدولي للكتاب» أن حصول حزبه على «حصة ضئيلة من الأصوات» أمر «واضح لا يحتمل الشك». ومع ذلك، هو لم يفقد أمله بإمكانية تعافي حزبه، على الأقل روائياً، إذ نرى أن كيت طومسون، وهي شخصية رئيسية أخرى في روايته، تصوت لليبراليين الديمقراطيين رغم انتمائها لحزب العمال خلال الفترة التي أعقبت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهي دعمت الحزب، كما جاء في الرواية، كوسيلة للمصالحة بين والدها ذي الاتجاه اليساري، وآرائها الليبرالية.
وقد أعادته الانتخابات المفاجئة في يونيو كعضو برلمان، وأدت إلى مغادرة تيم فارون مقعد رئاسة الحزب مما جعل الطريقة إلى المقعد ممهداً أمامه. وقد أقرّ في معرض إدنبورغ الدولي للكتاب أن حصول حزبه على «حصة ضئيلة من الأصوات» أمر «واضح لا يحتمل الشك». ويشع ألق حبه لحزبه إن لم يكن تفاؤله بتعافيه من أزمته؛ فقد صوتت كيت طومسون، الشخصية الرئيسية في روايته، لليبراليين الديمقراطيين رغم انتمائها لحزب المحافظين، وشغلت مركزاً حكوميا بعد خلال الفترة التي أعقبت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي..
أما حزب العمال، فيتم وصفه في الرواية بأنه مثل «سيارة ترابنت سياسية»، في حين يتمتع وزير ماكر ينتمي لحزب المحافظين، ويدرك جيدا حقيقة الوضع التجاري بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بـ«لمسة من الأصالة الشمالية تحظى بتقدير كبير داخل حزبه نظراً لندرتها».
وقال سير فينس خلال معرض أدنبرة إن شخصيات الرواية كلها مركبة باستثناء عضوة في حزب المحافظين وصفها بأنها «تشبه سائل المضمضة الأزرق، عانس، ولها آراء سياسية متسرعة، ومصابة برهاب الخوف من الأجانب». وقد رسم هذه الشخصية استناداً إلى شخصية حقيقية يتذكرها أيام كان والده عضو نشط في حزب المحافظين. وقال إن كثرة الشخصيات الليبرالية الديمقراطية في روايته أمر واضح جلي كضوء النهار.
وعموماً، تسلط «أذرع مفتوحة» الضوء على الزلات والعثرات التي تنتظر السياسيين الذين يتجهون نحو كتابة الأعمال الأدبية. وقد تم انتقاد عدد منهم لاحتواء رواياتهم على الكثير من المشاهد الجنسية، ولا يمكن استثناء رواية فنس من ذلك، ويمكن اعتبارها رواية إثارة سياسية تمتلئ بمثل هذه المشاهد، يقول فينس البالغ من العمر 74 عاما، عن هذه النقطة: «هناك بعض السياسيين الذين لطخوا سمعتهم إلى حد ما بسبب الفجاجة على هذا الصعيد». ومن بين هؤلاء إدوينا كيري، التي كشفت في مذكراتها عن علاقتها بجون ميجر، رئيس الحكومة البريطانية، وزعيم حزب المحافظين سابقا، وهو الحزب الذي تنتمي إليه كيري.
وعلى مستوى الكتابة، يصف فنس نفسه كمؤلف هاو لكنه «قد يستمر في الكتابة الروائية إذا نجحت (أذرع مفتوحة) على مستوى النقد، فأنا لا أهتم بالتأثير السياسي».
وهكذا يكون، مع فنس «الروائي»، قد خرج من تحت معطف البرلمان البريطاني 350 روائياً منذ 1823 حسب دراسة أجراها باحثون في جامعة ولفرهامبتون، كما ذكرت جريدة «التايمز». ومنهم إدوينا كيري، النائبة السابقة عن حزب المحافظين، التي كتبت ست روايات، ثلاث منها عندما كانت عضوة في البرلمان، وبنجامين دزرائيلي، الذي تولى رئاسة الوزارة في بريطانيا مرتين عامي 1868 و1874، وهو روائي غزير الإنتاج، وهيلين ليديل، النائبة والوزيرة السابقة في حكومة توني بلير، التي نشرت رواية واحدة عن وضع النساء في السياسة عام 1990 بعنوان «إيليت» أو «النخبة»، وستيورات بيل، عضو البرلمان السابق عن حزب العمال، الذي كتب رواية تقترب من مستوى الروايات الإباحية بعنوان «باريس 69»، وتبرأ منها لاحقاً. وحاول الباحثون عبثاً تتبعها والعثور عليها، وكذلك وينستون تشرشل، الذي فاز بجائزة نوبل للآداب عن مذكراته، وقد كتب روايتين أيضاً.
مواضيع: روائياً