وجاء في المقال: أعلن الجيش الوطني الليبي أنه بات يسيطر على 90٪ من البلاد. إذا كان هذا صحيحاً، فإن المشير حفتر، قائد هذا الجيش، قريب من أن يصبح "قذافي" جديدا، أي الأب الجديد للأمة.
إلا أن "فينامين بوبوف"، السفير الروسي السابق في ليبيا، مدير مركز الشراكة بين الحضارات التابع لمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، يشكك في أن الجيش الوطني الليبي يسيطر فعلاً على معظم ليبيا. ويرى أن التقارير عن نجاحات الجيش جزء من مساومات وراء الكواليس، على صلة، ربما، بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 10 ديسمبر، وينوي حفتر المشاركة فيها.
فيما رئيس جمعية الصداقة والتعاون العملي مع الدول العربية، فياتشسلاف ماتوزوف، واثق من أن مستقبل ليبيا أمام الجيش الوطني الليبي. وفي الصدد، قال لـ"فزغلياد" إنه التقى منذ بعض الوقت قادة العديد من القبائل الليبية على أرض تونس، وإن شيوخ القبائل يميلون عموماً إلى تأسيس قوة حازمة في ليبيا. ويرى ماتوزوف أن أساس هذه القوة هو جيش حفتر.
وأضاف: "تحتاج روسيا إلى أن تقوم سلطة سياسية راسخة في ليبيا، حتى لا تتحول هذه الدولة إلى مرتع للإرهابيين الذين يفرون من سوريا إلى هناك. الأساس السياسي هو البرلمان، والعسكري هو الجيش الوطني الليبي. أعتقد بأن الإيطاليين والفرنسيين والأمريكيين سوف يصلون إلى ذلك، في نهاية المطاف".
ويتابع كاتبا المقال: يُفسَّر اهتمام العالم بالشؤون الليبية بالنفط الموجود فيه. ومع ذلك، كما يرى السفير الروسي السابق بوبوف، فلا ينبغي المبالغة في أهمية عامل النفط. فالنفط في هذا البلد ليس كبيرا إلى درجة أن يؤثر استخراجه جديا على الأسعار العالمية. بينما يستحيل إنكار قيمة ليبيا كدولة تعبرها طرق المهاجرين غير الشرعيين من إفريقيا والشرق الأوسط، الساعين للوصول إلى أوروبا.
وقال بوبوف: "في عهد القذافي، كانوا يوقفونهم، مقابل المال الأوروبي. أمّا الآن، فلن يقوم الجيش الوطني الليبي بحل مشاكل الاتحاد الأوروبي". وذلك، سيؤدي، على الأرجح، إلى إفساد علاقات حفتر كثيراً مع الغرب وتقاربه مع روسيا. ومع ذلك، فالأمور تتعلق بقدرة دول الاتحاد الأوروبي على الاتفاق مع السياسيين الليبيين.
مواضيع: