وترى الصحيفة أنه لا يزال هناك احتمال قائم بانتهاء الاتصالات الجارية في القاهرة فجأة في اللحظات الأخيرة، مثلما حدث مراراً وتكراراً في المرات السابقة. إلا أنه ثمة مؤشرات متزايدة، هذه المرة، على أن الأطراف المتفاوضة ترى أن هناك احتمالية كبيرة لإيجاد مخرج للحالة الراهنة في غزة.
ورصدت الصحيفة الإسرائيلية قائمة من التطورات المهمة التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية، والتي تشير إلى حدوث شيء ما يجري خلف الكواليس.
مؤشرات مبشرة
فقد ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته المقررة لكولومبيا، قائلاً إنه يتوجب عليه مراقبة الوضع في غزة (وربما يكون لعدم اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية بالزيارة، دورٌ في اتخاذ القرار).
كما توقع وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال ستينيتز «إننا في طريقنا نحو اتفاق طويل المدى مع حماس». ومن المقرر أن يعقد مجلس الوزراء دورة استثنائية يوم الأحد القادم.
واتخذت إسرائيل خطوة استثنائية وغير مألوفة بالسماح لصالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي تتهمه إسرائيل بالقيام بأعمال عسكرية بالضفة الغربية، بالدخول لغزة للمشاركة في المشاورات التي تُجرى هناك.
وذكرت مصادر في حماس أن المكتب السياسي للحركة سيعقد الجمعة 3 أغسطس/آب 2018، وغداً السبت اجتماعاً في غزة بحضور كامل أعضائه للمرة الأولى لبحث مقترحات عرضتها مصر والأمم المتحدة حول تهدئة لعدة سنوات مقابل تخفيف الحصار عن القطاع.
وسمحت إسرائيل كذلك، بعد تأخيرات عديدة، بدخول المعدات الأساسية اللازمة لإنشاء وتشغيل محطة تحلية مياه ضخمة في غزة.
وتشير التقارير القادمة من القاهرة، إلى أن مسؤولي المخابرات المصرية يضغطون بشدة على حماس والسلطة الفلسطينية لإعادة صياغة اتفاقية تسوية جديدة بدلاً من تلك التي تم توقيعها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي والتي لم تدخل حيز التنفيذ على الإطلاق.
ومن الواضح أن السلطة الفلسطينية طلبت في المحادثات، عودة حماس لتعهداتها من العام الذي سبق، بما في ذلك «تسليم مفاتيح» إدارة الشؤون اليومية في غزة، وفرض قيود على النشاط المستقل للتنظيمات الأمنية التابعة لحركة حماس في غزة. وأفادت مصادر مقربة من المفاوضات، بأن حماس والسلطة الفلسطينية قطعا أكثر من منتصف الطريق للوصول لاتفاق.
تبادل أسرى مسألة مستقلة
تبقى عمليات اختفاء وأسر الإسرائيليين، هي المسألة الرئيسية، إلا أن هناك محاولة للتعامل مع بعض جهات الاتصال بشأن هذه المسألة في سياق مستقل، وسيتم الشروع في إحداث تقدم فيها بعد توقيع اتفاقية التسوية الفلسطينية الجديدة، وبدء إسرائيل في تخفيف عبء الأوضاع المدنية للفلسطينيين في غزة.
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأن محاور المحادثات التي تشهد تقدماً تتركز في 5 ميادين بشكل عاجل: المياه والكهرباء والصرف الصحي والوقود وأخيراً المعدات والتجهيزات الطبية.
وقام نيكولاي مالدينوف، المنسق الخاص لشؤون الشرق الأوسط بالأمم المتحدة، بمراقبة الأمور عن كثب. فقد كان يحاول فتح طريق جديد لنقل الأموال إلى غزة، وهو الأمر الذي سيعتمد مجدداً على الأموال القادمة من قطر.
مواضيع: