السماء فوق حديقة السلام التذكارية في هيروشيما كانت صافية عندما قرع جرس السلام إيذاناً ببدء الحفل، تماماً كما كانت عليه في 6 أغسطس (آب) 1945 عندما ألقت قاذفة أمريكية من طراز بي-29 حمولتها القاتلة على المدينة التي تنتشر فيها القواعد العسكرية، ما أدى إلى مقتل 140 ألف شخص من سكانها.
وفي كلمة له دعا رئيس بلدية هيروشيما كازومي ماتسوي الذي كان يقف في الحديقة قرب نقطة الانفجار إلى عالم بدون أسلحة نووية، محذّراً من تصاعد النزعات القومية.
وبدون أن يسمّي، حذّر ماتسوي من أن "بعض الدول تعبّر بشكل صريح عن قومية تتمحور حول نفسها وهي تحدّث ترسانتها النووية".
وأضاف أنهم "يعيدون إذكاء التوترات التي تراجعت مع نهاية الحرب الباردة".
وحضّ ماتسوي على نزع الأسلحة النووية في عام تعهّد فيه الرئيس الأمريكي بزيادة الترسانة الأمريكية من هذه الأسلحة.
وقال: "إذا كانت العائلة الإنسانية تنسى التاريخ أو تتوقف عن مواجهته، فإننا بذلك نرتكب مجدداً خطأ مريعاً. لهذا السبب بالتحديد يجب أن نستمر بالتحدث عن هيروشيما".
وتابع "الجهود للتخلص من الأسلحة النووية يجب أن تستمر".
لكن دعوته تظهر العلاقة المتناقضة لليابان مع الأسلحة النووية، إذ أن المسؤولين اليابانيين يعربون بشكل مستمر عن معارضتهم لامتلاك هذه الأسلحة، لكن دفاع دولتهم يعتمد بشكل أساسي على المظلة النووية الأمريكية.
رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي اختارت حكومته عدم المشاركة في معاهدة الأمم المتحدة بشأن حظر الأسلحة النووية، قال خلال الحفل إن مسؤولية اليابان ردم الهوة بين الدول النووية وغير النووية.
وأضاف دون أن يشير إلى المعاهدة "في السنوات السابقة بات جلياً أن الفجوات موجودة بين الدول حول الطريقة التي يجب أن نستمر فيها بخفض الأسلحة النووية".
وتابع "في الوقت الذي تحافظ فيه أمتنا على مبادىء عدم امتلاك أسلحة نووية، سنعمل بصبر لنكون بمثابة جسر بين الجانبين ولنقود جهود المجتمع الدولي" للحد من الأسلحة النووية.
وتعرضت اليابان لهجومين نوويين شنتهما الولايات المتحدة في نهاية الحرب العالمية الثانية، الأول استهدف مدينة هيروشيما حيث قتل 140 ألف شخص، والثاني مدينة ناغازاغي بعد ثلاثة أيام حيث قتل 74 ألف شخص.
وباراك أوباما كان أول رئيس أمريكي يزور هيروشيما خلال ولايته في مايو (أيار) 2016.
24ae
مواضيع: