فعالِم الصواريخ هذا ومدير مركز البحوث العلمية كان من القلائل الذين يتمتعون بحرية الوصول إلى القصر الرئاسي في دمشق، بالطبع، بحكم عمله وتعاونه مع اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في قوات الحرس الثوري الإيرانية، في إنتاج صواريخ موجهة بدقة.
بل أكثر من ذلك، فقد صرح مصدر مسؤول -طلب عدم ذكر اسمه- بأن المهندس هذا لعب دوراً بارزاً في برنامج الصواريخ السوري حتى قبل الصراع الحالي الذي اندلع عام 2011.
ولكن في الوقت الذي تبنت فيه فصائل المعارضة عملية اغتياله توجَّهت أصابع الاتهام نحو الموساد، فقد لقي حتفه في مصياف غربي مدينة حماة وتحديداً في قرية «دير ماما»، حيث تحتفظ الأبحاث العسكرية السورية بواحد من أهم منشآتها لتطوير الأسلحة، الذي استهدفته إسرائيل مرتين الأولى في سبتمبر/أيلول الماضي بصواريخها ودمرت جزءاً منه، وتكفلت إيران بإعادة بنائه ولكن هذه المرة تحت الأرض.
والمرة الثانية في 23 يوليو/تموز، ولكن كانت قد نقل آلات الإنتاج إلى مكان آخر، فإيران هي التي تشرف على هذه الأبحاث، مع العلم أن خبراء من كوريا الشمالية كانوا يعملون فيه قبل عام 2010.
وعزيز إسبر ليس العالم الأول الذي يعمل في مركز البحوث ويتم اغتياله.
ولكن في الوقت الذي كان يجزم فيه السوريون بأن إسرائيل والموساد وراء عمليات الاغتيال تلك التي تهدد قرابة 10 آلاف شخص يعملون بمراكز الأبحاث تلك في تطوير وإنتاج الصواريخ والأسلحة الكيميائية، خرجت كتيبة من المعارضة السورية وتبنت العملية.
كان تحت المراقبة وألغيت العملية مرتين
يقول مهنا جفالة، قائد الكتيبة التي تحمل اسم «أبوعمارة»، إنها وضعت عزيز تحت المراقبة، مضيفاً لـ»عربي بوست» أن «منفذي العملية تلقوا تدريبات خاصة بتنفيذ عمليات الاغتيال».
فالعالم السوري يتحرك دوماً برفقة سيارتين لحمايته، الأمر الذي صعَّب مهمة عناصر هذه الكتيبة، كتيبة الاغتيالات، وأجلوا تنفيذ العملية مرتين.
وفي الوقت الذي لم يحسم كثيرون سبب الانفجار هل كان عبوة داخل السيارة أم على الطريق، حسم ذلك جفالة بقوله: «لقد زرعنا عبوات ناسفة عند مدخل مدينة مصياف، الطريق الذي يمر به العالم السوري عادة».
مدير مركز البحوث على قائمة العقوبات الأميركية
وقد قامت الولايات المتحدة الأميركية في وقت سابق بوضع اسم إسبر في قائمة العقوبات المفروضة على سوريا باعتباره أحد المساهمين في تطوير صواريخ بعيدة المدى، وارتباط اسمه بإدارة الملف الكيميائي السوري.
سوريا تخسر علماءها!
على الرغم من التعازي الواسعة التي قدمت لأسرة إسبر، فإن التعزية التي تقدم بها رجل الأعمال السوري فراس طلاس، وهو الابن الأكبر لمصطفى طلاس وزير دفاع النظام السوري السابق، انتشرت بشكل كبير.
فقد اعتبر طلاس فيها أن مقتل إسبر هو محاولة من القوى العميقة لإفقار سوريا من علمائها،وقال إن «الدكتور عزيز إسبر عالم سوري حقيقي تم اغتياله البارحة، هو من أهم علماء الصواريخ السوريين، وتصفيته تمت ضمن مخطط تقوم بتنفيذه قوى عميقة كما قامت بنفس الفعل في العراق ومصر سابقاً، هناك من يريد إفقار سوريا حتى من علمائها».
وأضاف قائلاً: «أعلم أن كلامي لن يعجب ثوار الفيسبوك ولكنني سوري فقط وأنتمي لسوريا المستقبل بكل ناسها.. وعلى الهامش. هو لم يخترع البراميل فهي اختراع إسرائيلي عام ١٩٤٨ ومن ثم طوره السوفييت».
مواضيع: