بعد أن شبَّه النساء المنتقبات بـ «صناديق البريد»..

  08 أغسطس 2018    قرأ 1481
بعد أن شبَّه النساء المنتقبات بـ «صناديق البريد»..

قال مصدر مقرَّب من بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني السابق، إنه لن يعتذر بشأن سخريته من النقاب والبرقع بين النساء المسلمات، حيث قال إنهن يصبحن بعد ارتدائه كـ «صناديق البريد»، في إشارة منه إلى أن فتحة العينين تشبه فتحة صندوق البريد.

وأضاف: إذا فشلنا في رفع أصواتنا في الحديث دفاعاً عن القيم الليبرالية، فإننا ببساطة نسلم الأرض للرجعيّين والمتطرفين.

وقال مصدر مقرب من جونسون «إنه لن يعتذر»، مضيفاً أنه «من السخف» مهاجمة وجهات نظره. انتقادات جونسون جاءت في مقالة له في صحيفة «ديلي تلغراف» تحدث فيها عن قرار حظر النقاب في الدنمارك، وحضَّ جونسون على عدم منع غطاء الوجه الكامل، لكنه وصفه بأنه يبدو «سخيفا». وأثار انتقادات من جماعات إسلامية وبعض النواب من الحزب الحاكم والمعارضة.

وأيَّدت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الأصوات المطالبة باعتذار جونسون، حسب ما جاء في صحيفة The guardian.

وتعرض وزير خارجية بريطانيا السابق، بوريس جونسون، لانتقادات بعد تورطه في واقعة متعلقة بظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، حيث أدلى بتصريحات استهدفت النساء المنتقبات.

غضب رسمي من تصريحات بوريس جونسون
وقالت ناز شاه، وزيرة شؤون المساواة بحكومة الظل البريطانية عن حزب العمال (يسار وسط)، في تصريحات صحافية: «إن إهانات بوريس جونسون العنصرية الأخيرة لا يمكن أن يتم التغاضي عنها كما تم الاعتياد على ذلك».

وأضافت: «قوله إن النساء المسلمات يشبهن صناديق البريد، ومقارنتهن بلصوص البنوك، ووصفه الإسلام بأنه مشكلة، هجوم متعمد تم نشره في صحيفة وطنية».  وتابعت شاه: «يجب على تيريزا ماي (رئيسة الحكومة البريطانية) أن تدين هذه الواقعة الصارخة للإسلاموفوبيا، ويجب على بوريس جونسون أن يعتذر».

وفي تعليقه على ذلك، اتهم ديفيد لاميه، النائب في توتنهام عن حزب العمال، جونسون بـ»إذكاء نار الإسلاموفوبيا». وكتب على «تويتر»: «إن النساء المسلمات يتعرضن لخلع البرقع بالقوة من قبل البلطجية في شوارعنا، وتعليق بوريس جونسون يهدف إلى السخرية منهن».

وأضاف أن جونسون «يشعل نيران الإسلاموفوبيا لطموحاته الانتخابية الواهية».

لكن هذه ليست المرة الأولى
من جهتها، ذكرت منظمة «تيل ماما» البريطانية (غير حكومية) في بيان، أن تصريحات جونسون «تحط من قدر هذا الزي الإسلامي».

وجاء في البيان: «ليس لدى (جونسون) سوى فكرة ضئيلة عن الصحة النفسية والعاطفية، وفي بعض الأحيان المعاناة الجسدية التي تشعر بها النساء عندما تستهدفهن الكراهية».

يشار إلى أن حزب المحافظين الحاكم ببريطانيا واجه انتقادات في الآونة الأخيرة على خلفية تورط عدد متزايد من مسؤوليه في وقائع متعلقة بظاهرة الإسلاموفوبيا.

وفي يونيو/حزيران 2018، دعا المجلس الإسلامي البريطاني (أكبر منظمة مدنية للمسلمين ببريطانيا)، حزب المحافظين إلى التحقيق في حوادث الإسلاموفوبيا ضمن أوساط الحزب. مشيراً إلى أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في مثل تلك الحوادث.

فتحقيق سابق فُتح داخل الحزب الحاكم في بريطانيا»
وقال متحدث باسم حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، إن الحزب يأخذ جميع حوادث الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) على محمل الجد، وذلك في تعليق على دعوة مجلس مسلمي بريطانيا لإجراء تحقيق مستقل في هذه الظاهرة داخل الحزب.

ودعا المجلس الإسلامي إلى ضمان «عدم وجود عنصريين ومتعصبين داخل الحزب الذي تتزعمه رئيسة الوزراء تيريزا ماي. وقال إن «الأسبوع الواحد يشهد أكثر من واقعة» إسلاموفوبيا من جانب مرشحين أو ممثلين للحزب، بدءاً من تغريدات مسيئة وانتهاء باتهامات الصلة بشخصيات يمينية متطرفة.

وفي رسالة مفتوحة إلى رئيس حزب المحافظين براندون لويس، دعا المجلس إلى ضمان عدم وجود عنصريين ومتعصبين داخل الحزب.

وقال هارون خان الأمين العام للمجلس، في خطاب وجهه لرئيس حزب المحافظين: «نريد أن تضمن كل الأحزاب التزامها بمواجهة كل أشكال التعصب والتمييز». وأضاف: «ينبغى ألا تطغى على ديمقراطيتنا أي ثقافة (محرضة على) الانقسام داخل الأحزاب السياسية، تجعل من الأقليات كبش فداء وتهمش بعض من يتبنى مواقف سياسية مماثلة»، وقال متحدث باسم حزب المحافظين إن الحزب يتعامل بجدية مع كل وقائع الإسلاموفوبيا.

وأوردت الرسالة وقائع، قال المجلس إنه رصدها خلال شهر أبريل/نيسان وأوائل مايو/أيار 2018، تضمنت وصف مسؤولين كبار في الحزب الإسلام بأنه «النازية الجديدة» ونشره مقالات وصفت المسلمين بأنهم «عالة».

الخوف من الإسلام بلغ أوجه خلال 2017
رصدت منظمة بريطانية ارتفاعاً قياسياً في عدد الهجمات المعادية للمسلمين بالبلاد خلال العام الماضي (2017).

وقالت «تيل ماما»، المعنية برصد الهجمات ضد المسلمين ببريطانيا -في تقريرها السنوي- إن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في الهجمات المدفوعة بما يسمى «الإسلاموفوبيا» جرى تسجيلها العام الماضي (2017).

وأوضحت أن «الاعتداءات اللفظية والجسدية ضد المسلمين في الأماكن العامة ببريطانيا ارتفعت بنسبة 30% العام الماضي؛ بسبب شعور بعض الأشخاص بالتشجيع نتيجة التحول في الخطاب السياسي».       

وقالت المنظمة إن لديها 1201 بلاغ مؤكد عن اعتداءات مدفوعة بالإسلاموفوبيا العام الماضي، وإن ثلثي هذه الاعتداءات (939 هجوماً) وقعت في الشوارع، بينما وقع الثلث الآخر عبر الإنترنت.    

كما رصدت ارتفاعاً تصل نسبته إلى 500% بعدد الحوادث ضد المسلمين والتي تم الإبلاغ عنها في الأسبوع الذي أعقب تصويت بريطانيا بالموافقة على الخروج من الاتحاد الأوروبي باستفتاء أجري في يونيو/حزيران 2016.

كما أوضح تقرير «تيل ماما» أن الرقم المعلن يمثل زيادة بنسبة 26% عما سجلته عام 2016 -لم تذكر عدداً- وهو الأعلى على الإطلاق منذ بدء تسجيل مثل تلك الحوادث عام 2012.

لكن عدد هذه الاعتداءات ضد المسلمين في الأماكن العامة زاد بنسبة 700% خلال الأسبوع الذي تلا الهجوم «الإرهابي» بساحة مانشستر في مايو/أيار 2017 عندما لقي 22 شخصاً حتفهم وأصيب المئات بعد حفل غنائي لنجمة البوب الأميركية أريانا جراندي، بحسب المنظمة.

وأوضحت المنظمة أن الخطاب المعادي للمسلمين «يهيمن على المشهد السياسي»، مضيفة أن ذلك أدى إلى «تجرؤ الأشخاص». وأرجع خبراء ذلك الارتفاع إلى تنامي قوة اليمين المتطرف في البلاد.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة