ترمب ومودي يتجنبان الخلافات بأول لقاء بينهما
وأكد المسؤولان، اللذان تعانقا قبل أن يتوجه كل منهما إلى المنضدة المخصصة له في حديقة البيت الأبيض للإدلاء بتصريحات مقتضبة، عزمهما تعزيز التعاون بينهما في مكافحة الإرهاب.
وقال ترمب متوجها بالكلام إلى ضيفه الساعي لطمأنات وضمانات في وقت لا تزال سياسة الرئيس الجمهوري الجديد غامضة حيال آسيا، "إنه لشرف لي أن أستقبل في البيت الأبيض زعيم أكبر ديمقراطية في العالم".
وعلى الرغم من أن الزيارة لم تسفر عن أي إعلان ملفت، فإن ترمب اعتبر أن العلاقة بين الهند والولايات المتحدة "لم تكن يوما أقوى وأفضل مما هي عليه اليوم"، مؤكدا لضيفه أن لديه في واشنطن "صديقا حقيقيا".
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فهما يتشاطران الريبة ذاتها حيال وسائل الإعلام التقليدية ويفضلان عليها مواقع التواصل الاجتماعي للتوجه مباشرة إلى قاعدتيهما، ولا سيما تويتر حيث لدى الرئيس الأميركي 32 مليون متابع بينما لدى رئيس الوزراء الهندي 31 مليونا.
وقال ترمب ممازحا "رئيس الوزراء مودي وأنا، نحن الزعيمان العالميان لشبكات التواصل الاجتماعي"، مضيفا "إننا نؤمن بفكرة إعطاء الناس فرصة الاستماع مباشرة إلى صوت أولئك الذين صوتوا لنا ويتيح لنا الاستماع إليهم مباشرة (...) وأعتقد أن الأمر سار على ما يرام في الحالتين".
وعلى الصعيد الاقتصادي، دعا الرئيس الأميركي إلى علاقة تجارية "متوازنة"، كما دعا إلى "رفع الحواجز أمام تصدير منتجات أميركية" وخفض العجز الأميركي في التبادلات التجارية مع الهند.
وفي مجال الدفاع، أعلنت مجموعة "جنرال أتوميكس" أنها حصلت على إذن لبيع الهند طائرات عسكرية من دون طيار من طراز "أم كيو 9 بي"، وهو نموذج معدل لطائرة المراقبة البحرية "ريبر"، أبرز الطائرات المسيّرة في الجيش الأميركي، وتستخدمها القوات الجوية لمهمات مراقبة وهجوم.
كما أعلن البنتاغون أن الإدارة الأميركية سمحت ببيع الهند طائرة نقل جوي من طراز "سي 17" بسعر يقدر بنحو 366 مليون دولار. وتملك الهند حاليا أسطولا من عشر طائرات من هذا الطراز.
من جانبه، شدد مودي على أن الولايات المتحدة هي "الشريك الأول" للهند في عملية التحول الاجتماعي والاقتصادي التي تشهدها بلاده، ودعا ترمب إلى زيارة نيودلهي.
وتجنب المسؤولان أي إشارة للقضايا الخلافية بينهما، وفي مقدمتها تأشيرات الدخول "أتش 1 بي" للهنود الراغبين في العمل في الولايات المتحدة، وهي تشكل بوابة لآلاف الهنود ذوي الكفاءات العالية والراغبين في العمل في "وادي السيليكون".
ومن المواضيع الخلافية أيضا اتفاق باريس بشأن المناخ الذي انسحب منه الرئيس الأميركي مؤخرا في قرار أثار صدمة في العالم، لا سيما وأن ترمب اتهم الهند بالتفاوض بلا ضمير لصالح الاتفاق من أجل الحصول على مساعدات بمليارات الدولارات، وهو اتهام كان له وقع شديد في نيودلهي.
المصدر : وكالات