تصعيد ترمب مع تركيا ليس حباً بالقس.. لدى الرئيس الأميركي هدف آخر يريد تحقيقه بعد 3 أشهر

  17 أغسطس 2018    قرأ 947
تصعيد ترمب مع تركيا ليس حباً بالقس.. لدى الرئيس الأميركي هدف آخر يريد تحقيقه بعد 3 أشهر

بينما يمارس الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطاً على تركيا لإطلاق سراح قس أميركي قيد الإقامة الجبرية، أشادت إحدى الجماعات المسيحية التي تزعم أنأندرو برونسون واحد منهم، بجهود إدارته.  

في الشهر الماضي، حينما هدد ترمب تركيا للمرة الأولى بفرض عقوبات جراء تعاملها مع برونسون، الذي اعتبره «مسيحياً عظيماً»، وجه نائب الرئيس مايك بنس رسالة محلية.

وألقى بنس كلمة أمام المنتدى الدولي للحرية الدينية بوزارة الخارجية دعا خلالها «المؤمنين في أنحاء أميركا إلى الصلاة من أجل القس برونسون».

كانت كلماته تستهدف الإنجيليين الأميركيين، الذين جعلوا من قضية برونسون قضية رأي عام منذ اعتقال قس نورث كارولاينا، عام 2016 كجزء من الحملة الأمنية التي تلت محاولة الانقلاب الفاشلة، بحسب ما نشرته مجلة Financial Times البريطانية.

وذكر جوني مور، أحد أعضاء المجلس الاستشاري الإنجيلي الذي يقدم المشورة إلى ترمب «في كل كنيسة بالبلاد، يعرف الناس اسم أندرو برونسون».

وخلال انتخابات عام 2016، ذكر العديد من المحللين أن ترمب لا يستطيع الفوز؛ نظراً لأن الإنجيليين – الذين يمثلون ربع تعداد سكان الولايات المتحدة – لا يدعمون قطب العقارات الليبرالي. وقد حصل على أكثر من 80% من أصوات الإنجيليين.

وذكر مور، الذي أكد أن ترمب قد بذل جهوداً من أجل الحرية الدينية تفوق ما بذلها باراك أوباما، أن فرض العقوبات الأميركية على اثنين من الوزراء الأتراك بسبب قضية برونسون – بعد أسبوع واحد من التهديد المبدئي الذي وجهه ترمب – «يرسل رسالة واضحة للغاية إلى أنحاء العالم حول مدى أهمية الحرية الدينية».

ورغم أن الإنجيليين يرجون أن تتمكن تلك التدابير من تحرير برونسون، فإن ترمب نفسه يخاطر بقضية أكبر، وهي انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/تشرين الثاني.

 الإنجيليون يشيدون بقرارات ترمب

وقالت أماندا سلوت من معهد بروكينغز: «تعد قضية برونسون بمثابة صيحة من أجل حشد الإنجيليين من قاعدة الناخبين الجمهوريين جراء احتجاز قس أميركي في دولة ذات أغلبية مسلمة. ويبدو أن هذا هو الأمر الذي روّج له بنس منذ البداية».                                                  

وخلال الشهور الأخيرة، توجه الناخبون الديمقراطيون إلى صناديق الاقتراع بأعداد تتجاوز المعتاد لاختيار مرشحي التجديد النصفي. ويريد ترمب دفع المزيد من الإنجيليين للتصويت في 8 نوفمبر/تشرين الثاني من خلال تأمين إطلاق سراح برونسون، حيث يحاول تجنب إمكانية سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس.

وقد كافأ الرئيس الإنجيليين بالفعل على عقيدتهم. فقد أشادوا باختياراته للمحكمة العليا وأشادوا بجهوده الناجحة لتأمين إطلاق سراح أحد عمال الإغاثة الأميركيين في مصر والعديد من الأميركيين الكوريين الذين تم احتجازهم في كوريا الشمالية. ورحبوا بقراره أيضاً بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

وذكر ريتشارد لاند، رئيس الإكليريكية الإنجيلية الجنوبية وعضو المجلس الاستشاري العقائدي، أن الإنجيليين قد «فوجئوا بكل سعادة» بفوز ترمب. وقال لاند، الذي التقى بكل رئيس أميركي منذ تولي الرئيس ليندون جونسون: «لا يروق لهم أسلوب تغريداته حول الأمور الشخصية، ولكن يعجبهم حقيقة أنه يفي بوعوده. وبصفتي أميركياً، فأنا لست معتاداً على المرشحين الذين يوفون بوعودهم».

ترمب لم يهمّش الإنجيليين كما فعل سابقوه
وذكر جاري باور، أحد المحافظين ذوي النفوذ وكبير مستشاري السياسة الداخلية بإدارة رونالد ريجان، أن الجالية الإنجيلية قد رحبت بشدة بتعيين إنجيليين مثل مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو، بالإضافة إلى سام براونباك، السفير الأميركي للحريات الدينية الدولية.

وينتمي بومبيو أيضاً إلى إحدى الكنائس المسيحية الإنجيلية البالغ عددها 600، وهي مجموعة من الكنائس توفد المبشرين، ومن بينهم روبنسون، إلى أنحاء العالم.

وذكر باور، أحد مفوضي المفوضية الأميركية المعنية بالحريات الدينية الدولية «هناك شعور رائع بالجالية الإنجيلية الأميركية خلال العقد الماضي أن المسيحيين حول العالم يعانون الاضطهاد المتزايد. وكان هناك إحباط شديد خلال سنوات حكم أوباما، وشعور بأنه لا يوجد أي اهتمام بتلك الحريات».

وذكرت إليزابيث برودرومو، خبيرة الحريات الدينية بمدرسة فليتشر بجامعة تافتس، أنه رغم الأهمية البالغة التي تحظى بها قضية برونسون والحرية الدينية لدى بنس وغيره من مسؤولي إدارة ترمب، فإن الإدارات الجمهورية والديمقراطية المتلاحقة كانت تهتم بتلك القضية أيضاً.

وقالت برودرومو: «الاختلاف الوحيد حالياً يتمثل في إبراز القضية والآراء التي يعرب عنها كبار أعضاء الإدارة».

وفي تركيا، رأى مؤيدو ومنتقدو الرئيس رجب طيب أردوغان أن تحمس ترمب ومحاولته مساعدة برونسون يعد بمثابة جهود يبذلها من أجل اجتذاب أصوات الإنجيليين. وذكر أردوغان في الأسبوع الماضي أنه من «العار» أن تخسر الولايات المتحدة «حليفها الاستراتيجي بحلف شمال الأطلسي (الناتو) من أجل قس».

وأشار بعض الإنجيليين إلى التعليق لتوضيح مدى سوء فهم أردوغان للرئيس الأميركي. وذكرت باولا وايت، الراهبة التي كانت أول امرأة تقدم التماساً أثناء مراسم التنصيب الرئاسي وأحد أعضاء مجلسه الاستشاري، أنه ليس هناك ما يثبته ترمب للإنجيليين قبيل انتخابات التجديد النصفي.

وقالت: «لا يحتاج الرئيس ترمب لاتخاذ أي إجراءات أخرى لتعزيز دعم الإنجيليين له. إن دعمهم له قوي كما كان دائماً؛ لأنه حقق الكثير من وعوده. ولا أعتقد أنه يفعل ذلك لأسباب سياسية، بل لأن ذلك هو الشيء الصائب الذي ينبغي فعله».


مواضيع:


الأخبار الأخيرة