أميركا تحذر السعودية..

  28 أغسطس 2018    قرأ 919
أميركا تحذر السعودية..

وجّهت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، تحذيراً للمملكة العربية السعودية، بأنها مستعدة لتخفيض الدعم العسكري والاستخباراتي لحملتها على الحوثيين في اليمن، في حال لم تظهر الرياض أنهم يحاولون تقليل عدد القتلى المدنيين، بحسب ما نشرته شبكة CNN الأميركية.

جاء هذا التحذير بعد غارة  شنها التحالف العربي الذي تقوده السعودية على حافلة مدرسية في محافظة صعدة، وأسفرت عن مقتل 40 طفلاً في أوائل أغسطس/آب الحالي.

إحباط وقلق
ونقلت CNN عما وصفتهما بمصدرين مطلعين بشكل مباشر على موقف البنتاغون، أن الإحباط يتزايد، وأن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس والجنرال جوزيف فوتيل، قائد عمليات الجيش الأميركي في الشرق الأوسط، يشعران بقلق من أن الولايات المتحدة تدعم الحملة التي تقودها السعودية والغارات التي قتلت عدداً كبيراً من المدنيين.

«وأعربت منظمات حقوق الإنسان وبعض أعضاء الكونغرس الأميركي والأمم المتحدة عن قلقهم من أفعال السعودية لشهور، ولكن بعد سلسلة الغارات الأخيرة التي أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين» بحسب شبكة CNN.

وقالت الشبكة الأميركية إن البنتاغون، وكذلك وزارة الخارجية الأميركية، بعثتا الآن برسائل مباشرة للسعوديين عن وضع حد لعدد الضحايا المدنيين، مضيفاً: «في أي مرحلة كفى ستعني كفى؟».

وكانت غارة التاسع من أغسطس/آب على وجه الخصوص صادمة، حتى في الحرب التي كان الأطفال فيها هم الضحايا الرئيسيين، إذ كانوا يعانون في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع سوء التغذية الضاري وتفشّي مرض الكوليرا. خلَّفت هذه الحرب أكثر من 10 آلاف قتيل طبقاً لآخر إحصائية للأمم المتحدة قبل أن تتوقَّف عن تحديث حصيلة القتلى منذ عامين.

وأثارت هذه الغارة الجوية تساؤلاتٍ من جديد حول أساليب التحالف العربي ودعم الولايات المتحدة للحملة.

ولكن من غير الواضح، بحسب الشبكة الأميركية، ما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يرى السعوديين كحليف رئيسي، سوف يقبل بتخفيض الدعم.

وتقدم الولايات المتحدة حالياً إعادة تعبئة الوقود للطائرات السعودية في الجو، وبعض الدعم الاستخباراتي، رغم أنه لم يتضح أبداً إذا كانت الولايات المتحدة تقدم أي مساعدة في تحديد الأهداف.

إلا أن منظمات حقوق الإنسان تقول إن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تنكر دورها، إذ إنها باعت أسلحةً بمليارات الدولارات إلى دول التحالف، وزوَّدَتها بمعلوماتٍ استخباراتية، وأمدَّت مقاتلاتها بالوقود في الجو.

وعادة ما صرح المسؤولون الأميركيون بأنهم يحاولون تقديم النصيحة للسعوديين حول تحسين عمليات وإجراءات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة في اليمن، لتقليل عدد الضحايا المدنيين في الغارات الجوية. ولكن يعتقد المسؤولون الأميركيون أن هذا الجهد غير فعّال.

مشروع قانون يضيّق على السعودية
وكانت صحيفة The New York Times  الأميركية قد نشرت الأسبوع الماضي، أن الكونغرس الأميركي أبدى قلقه المتزايد من الحرب.

كما تضمَّن مشروع قانون السياسة الدفاعية الذي وقَّعه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الإثنين 13 أغسطس/آب نصاً -أيّده الحزبان الجمهوري والديمقراطي- يشترط على وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن يُلزِم السعودية وحليفتها الوثيقة الإمارات العربية المتحدة –الدولتين اللتين تقودان التحالف– باتخاذ إجراءاتٍ لوقف قتل المدنيين.

وإذا لم يحصل بومبيو على موافقتهما، فإن القانون يحظر على أميركا تزويد مقاتلات التحالف العربي بالوقود.

القنبلة أميركية
وكانت شبكة CNN الأميركية قد كشفت أن القنبلة التي استخدمت في ضربة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، كانت قد باعتها الولايات المتحدة بموجب صفقة بين وزارة الخارجية الأميركية والرياض.

ونقلت الشبكة عن خبراء في الذخيرة قولهم إن عدد الشظايا التي التُقطت صور لها بعد وقت قصير على الغارة في شمال اليمن حيث يسيطر الحوثيون، خلال الشهر الجاري يدل على أنها قنبلة موجهة بالليزر من نوع «إم كي 82»، وأنها من إنتاج مجموعة الصناعات الدفاعية الأميركية لوكهيد مارتن.

وبعد هذه الغارة، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس للصحفيين إنه أرسل جنرالاً أميركياً كبيراً للحديث مع السعوديين حول ما حدث في الغارة، وأصبح من الواضح أن المسؤولين العسكريين الأميركيين حصلوا على تصريح من ماتيس لاتخاذ نهج أكثر شدة مع السعوديين.

رسالة صارمة للرياض
 وأجرى الجنرال الأميركي مايكل غاريت لقاءات مع قيادات سعودية في 12 أغسطس/آب، لكن الاجتماعات لم تكن اعتيادية ونقل رسالة صارمة.

وقالت ريبيكا ريبارتش، متحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، في تصريحات لـCNN، إن «الأحداث الأخيرة فرضت على قادة الجيش الأميركي أن الموقف يتطلب تذكيراً خاصاً وتأكيد رسمي خلال زيارته»، وأضافت أن الجنرال غاريت نقل رسالة بشأن الاهتمام بواقعة الضحايا المدنيين التي حدثت مؤخراً. ونيابة عن الحكومة الأميركية، واصل المطالبة بإجراء تحقيق شامل وسريع، والتأكيد على تقليل عدد الضحايا المدنيين».

هذه الرسالة أثارت احتمالية وقف المساعدة، ولكن أشار مسؤولون أميركيون إلى أن الولايات المتحدة إذا انسحبت سيكون لديها نفوذ ضعيف في إجبار السعوديين على الانتباه أكثر للضحايا المدنيين.   

وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد حظر بيع السعودية أسلحة موجّهة بعد استخدامها قنبلة مشابهة في هجوم في أكتوبر/تشرين الأول 2016، أدى إلى مقتل 140 شخصاً خلال مراسم عزاء في صنعاء الواقعة تحت سيطرة المتمردين. غير أن الرئيس دونالد ترمب ألغى الحظر بعد توليه مهامه في 2017.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة