مؤتمر الاستدامة الذكية بصلالة يبحث مساهمة مشاريع الثورة الصناعية الرابعة في تعزيز التنافسية

  30 أغسطس 2018    قرأ 1386
مؤتمر الاستدامة الذكية بصلالة يبحث مساهمة مشاريع الثورة الصناعية الرابعة في تعزيز التنافسية

بدأت امس بمنتجع هليتون صلالة أعمال المؤتمر الأول للاستدامة الذكية الذي نظمته شركة إرث المتكاملة بالتعاون مع عدد من الشركات الناشئة ويستمر يومين بمشاركة 150 مشاركا يمثلون قطاعات مختلفة.

رعى افتتاح المؤتمر معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية، حيث يسلط المؤتمر الضوء على المساهمة في إيجاد ميزة تنافسية للسلطنة عبر تشجيع المؤسسات التي تقدم حلولا ومنتجات مستدامة وذكية تستند على اﻟﺗﻘﺎﻧﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ إلى جانب تركيزه على إحدى أبرز تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وهي الذكاء الاصطناعي الذي يعني بتعزيز الذكاء الانساني الطبيعي عبر تزويدنا ببرامج تحليل البيانات والاستفادة منها في تيسير وتحسين عملية اتخاذ القرار.

نحو استدامة ذكية
وقد بدأت أعمال المؤتمر بكلمة ألقاها خالد بن الصافي الحريبي المدير التنفيذي لشركة إرث المتكاملة (Impact) تحدث فيها عن سبع خطوات مهمة لمواكبة السلطنة للذكاء الاصطناعي حيث أوضح مفهوم الاستدامة الذكية وهي: المشاريع المبنية على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة (مثل الذكاء الاصطناعي، الطباعة ثلاثية الابعاد، تحليل البيانات والقيادة الذاتية، الخ…) والمتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة: ( وهي الأهداف التي تخدم الحفاظ على الانسان والارض والتنويع الاقتصادي. وعبر أيضا عن فخره بأن المؤتمر يشهد مشاركة مؤسسات عمانية ناشئة كمصنع الابتكار ومندوب وثواني التي استطاعت استخدام أدوات مثل تحليل البيانات لتقديم خدمات لوجستية وتعليمية ومالية بما يتوافق مع أهداف الخطة الخمسية التاسعة للسلطنة.
وأوضح أن السبع خطوات التي تمكن السلطنة نحو استدامة ذكية تكمن في الاسهام في تحويل الجهود المتنوعة الى رحلة هادفة نحو تعزيز تنافسية السلطنة والخطوة الاولى حددها في القيادة المتناغمة: والتي يراها أن تكون في وجود القيادات والمؤسسات المعنية في القطاعات الثلاثة الحكومية والخاصة والمجتمع المدني المتفقة على الاستثمار في حلول ذات قيمة محلية مضافة تسهم في خلق فرص للمجتمعات. على سبيل المثال في أستونيا وهي احدى اكثر الدول تقدما في مجال القيادة الرقمية هناك انسجام وتناغم لنقل مؤسساتهم الناشئة الى العالمية خلال الخمس سنوات المقبلة. ويعمل الجميع معا لتحقيق هذا الهدف الموحد. وهذا ما لمسناه خلال لقاءاتنا مؤخرا مع جميع تلك الاطراف والتي ركزت وأكدت أن الازدهار المدروس لأي مؤسسة هو لبنة وخطوة في الاتجاه الصحيح لتحقيق الأهداف المشتركة. اما الخطوة الثانية نحو استدامية ذكية فهي تتضمن تحليل البيانات بما يسهم في اتخاذ القيادات للقرارات المناسبة نحو المشاريع ذات الأولوية وحسب الخطط الوطنية. اما الخطوة الثالثة فقال الحريبي أنها تتمثل في أهمية الاسهام بقدرات الانسان والقدرات الرقمية التخصصية في مجالات تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وعلى سبيل المثال نفخر بشراكات مع شركات عالمية مثل بيس كريسن لتدريب المختصين على جعل الخدمات الحكومية أكثر ذكاء عبر أتمتة الاجراءات وحلول الخدمة الذاتية وتبسيط الخطوات.
وعرج الحريبي للخطوة الرابعة التي قال انها تتمثل في تنفيذ برنامج وطني لتشجيع المؤسسات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال تخصيص حوافز مالية وعينية للمؤسسات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على البيئة كاستخدام الدفع عبر التطبيقات والهاتف النقال الذي يخفض استخدام الاوراق ويقلل من الانبعاثات عبر تقليل استخدام وسائل النقل. وقد اثبتت التجارب ان تبسيط وتسريع الخدمات المالية كالدفعات يسهم في حل إحدى اهم المشاكل التي اعاقت نمو المؤسسات في الماضي بصورة مستدامة.
اما الخطوة الخامسة فتتمثل في ان تكون الجهود المشتركة طموحة وواقعية في نفس الوقت واذكر على سبيل المثال ان الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي شهدت وضع عدد من الأمم نصب عينها الوصول الى القمر فوضعت خارطة طريق لتحقيق هذا الهدف وعليه فانه حري بنا ان نضع هدفا طموحا وواقعيا بأن تكون السلطنة مركز تميز للمؤسسات التي تدمج بين الحلول الذكية والمستدامة، فيما تتمثل الخطوة السادسة في وضع مؤشرات اداء متصلة مباشرة بالاهداف والنتائج الرئيسية. على سبيل المثال تعمل بعض الحكومات في المنطقة على وضع تحد أمام فرقها كي تحسن نتائجها بنسبة تصل الى عشرة أضعاف خلال عام واحد باستخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والخطوة السابعة والاخيرة هي تعلم القيادات للذكاء الاصطناعي.

أعمال اليوم الأول
أعمال الجلسة الأولى من اليوم الأول شهدت تقديم نماذج وتطبيقات حول قطاعات الصناعات التحويلية والطاقة التمويل وعلاقتها بالذكاء الاصطناعي وأهداف التنمية المستدامة (SDGs) وشارك فيها د. فراس العبدواني الرئيس التنفيذي لشركة حسام للتقنية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة و ماجد العامري مؤسس شركة ثواني أول شركة عمانية في مجال تطبيقات التكنولوجيا المالية (fintech) والمهندس حمد الدرعي رئيس فريق تجربة العملاء في شركة إرث المتكاملة المتخصصة في استشارات وتنظيم ندوات ومؤتمرات الابتكار. بالإضافة إلى عرض لشركة مسبار قدمته مزنة الساحب من دائرة البرمجيات.
وفي الجلسة الثانية من أعمال اليوم الأول من أعمال مؤتمر الاستدامة الذكية الاول تطرق المشاركون للحديث عن مشاريع الذكاء الاصطناعي النموذجية في قطاعات السياحة واللوجستيات والطاقة الشمسية شارك فيها كل من المهندس عزان البلوشي وهو مهندس مشروع مرآة الذي تنفذه شركة تنمية نفط عمان وقدم شرحا عن المشروع وهو عبارة عن توليد البخار عن طريق الطاقة الشمسية . فيما قدم وليام آر كرو الرئيس التنفيذي لشركة الحلول الملهمة عرضا شيقا عن السياحة البيئية الذكية. تلا ذلك عرض لتطبيق آخر للاستدامة الذكية في قطاع اللوجستيات الذكية وكيف لهذا القطاع الحيوي الأثر في مستقبل السلطنة اقتصاديا وتحدث عن هذا المحور الحسن البحري مؤسس ومدير مجتمع الكبائن في شركة مندوب.
وتجول راعي الحفل في ختام برنامج اليوم الاول للتعرف على محتويات المعرض المصاحب والذي يشارك فيه نخبة من المشاريع المحلية المستفيدة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة